الميثاق نت -

الأحد, 03-نوفمبر-2024
أ.د. عبدالسلام الكبسي -
"تجاوز مطهر تقي المواقف الشخصية والأيديولوجية وهو يتعرض في كتابه الكافي لأحرج المواقف التاريخية التي يحجم المؤرخون أو الذين يقدمون التاريخ عن الفصل فيها برأيهم، وقال كلمته بإنصاف وتجرُّد وصدق خدمةً للعدالة، وفي سبيل الحقيقة، ومن أجل حرية القول"..


كتاب وضعه المؤلف في مجلد مكون من ثلاثة أقسام في 671 صفحة..
وهو بحق كتاب يستحق القراءة، لا للمعلومات النادرة التي اختص بها الكتاب فحسب، ولكن للأسلوب الخبري السريع الذي تميز به الأسلوب السردي للمؤلف على صعيد اللغة وتناول المعلومة وتسبيب الأحداث، علاوةً على عنصر التشويق والترابط السردي، فالأحداث تأخذ بعضها برقاب بعض منذ البداية حتى آخر صفحة فيه، والمتعة كذلك..
فالقارئ لا يمكن أن يمل من القراءة لهذا الكتاب ولا يمكن أن يضجر من الملل..
والمؤلف بذلك، يكون قد كسر حاجز الرتابة الثقيلة التي لا يخلو منها مؤلف في التاريخ بذكاء وحنكة وخبرة..
والسبب الرئيس يعود في ذلك، إلى شخصية المؤلف وكياسته وفطنته ومدنيته..
فشخصية المؤلف كانت حاضرة في كل حرف من حروف الكتاب، سواءً في قديم الكافي من تاريخ اليمن أو أوسطه أو حديثه..
ولعل شخصية المؤلف الشجاعة والمنصفة كانت أكثر ظهوراً في القسم الثالث منه باعتباره كان شاهداً رئيساً على الأحداث والمتواليات من الأحداث الزاخرة منذ قيام ثورة الـ 26 من سبتمبر حتى تولّي الحركة الأنصارية مقاليد السلطة بدخولهم صنعاء سنة 2014م..
والمؤلف بوضعه لكتاب :"الكافي من تاريخ اليمن قديمه وأوسطه وحديثه" يريد أن يوصل رسالة للمستقبل وللأجيال القادمة أثناء تعرُّضه بالذات لقيام الممالك والخلافات والدول وسقوطها بتركيزه على أسباب ذلك، فالظلم والعصبية والاستبداد ودعاوى الحق في السلطة من كل الرجالات التي ساهمت في إقامة الدول وكانت كذلك، عامل سقوطها وقيام رجالات غيرهم ودول ضمن حركة التاريخ التي تشعر بها وأنت تقرأ هذا الكتاب العظيم لمؤلفه المفكر اليمني مطهر أحمد تقي، حركة التاريخ التي تتجه كسهم من القديم حتى الأوسط فالحديث نحو المستقبل..
فالزمن في هذا الكتاب، كتاب الكافي لا يعيد نفسه ولا يدور في حلقة مغلقة بل إنه يتوجه كخط مستقيم نحو الأمام..
تلك هي رسالة الكتاب الذي وضعه مطهر أحمد تقي، وهي رسالة جديرة بالوصول إلى كل الناس..
فالزمن لا يلتفت للوراء ولا ينكص على عقبيه بل يسير نحو الأمام كالنهر العظيم :
"أتمنى -يقول مؤلف الكافي- أني وفقت في اجتهادي وتقديم خدمة للقارئ ليعرف من خلالها التاريخ اليمني بصدق وتجرد من المواقف السياسية المسبقة، فقد كان همي الأول والأخير الانحياز للحقيقة".
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:58 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-66761.htm