الميثاق نت -

الأحد, 03-نوفمبر-2024
استطلاع/ عبدالرحمن الشيباني -
في الأسبوع الفائت أنهى طلاب المرحلة الإعدادية والثانوية اختبارات الفصل الأول من العام الدراسي 2025-2024م بشكل طبيعي، كما قال مسؤولون تربويون، ووصفوها بأنها كانت ناجحة، وتم تجاوز العقبات التي كانت تحصل في الأعوام السابقة، إلا أن هناك من يرى أن التحديات ما زالت ماثلة أمام الطلاب، ولم يتم تجاوزها أهمها الكتاب المدرسي الذي لم يصل بشكل طبيعي للطالب، ناهيك عن المعلم الكفء الذي ترك المدارس الحكومية للعمل في المدارس الخاصة "الأهلية"، بعد انقطاع راتبه الذي يعتمد عليه في تصريف شؤونه واحتياجاته الأسرية والمعيشية، وهو الأمر الذي ترك آثاره على المستوى التعليمي للطالب وتحصيله العلمي، الذي يرى تربويون أنه دون المستوى وأصبح من اللازم إعادة الأمور إلى نصابها..


وإذا نظرنا للأهمية التي تلعبها الاختبارات التحصيلية فإن لها دوراً حيوياً في تحسين الأداء التعليمي للطلاب، حيث تُعتبر أداة أساسية لقياس مدى استيعابهم المفاهيم والمعارف التي تم تدريسها.. من خلال هذه الاختبارات، يمكن للمعلمين تحديد نقاط القوة والضعف لدى الطلاب، مما يساعدهم في توجيه الجهود التعليمية بشكل أكثر فعالية.. علاوةً على ذلك، تساهم الاختبارات التحصيلية في تعزيز الدافعية لدى الطلاب، إذ تدفعهم إلى التركيز على المواد الدراسية والاستعداد الجيد لها، مما يؤدي إلى تحسين مستواهم، كما أنها وسيلة فعالة لتقديم تغذية راجعة للطلاب، حيث يحصلون على تقييم موضوعي لأدائهم يمكّنهم من معرفة مدى تقدُّمهم في المادة الدراسية، هذه التغذية الراجعة تساعد الطلاب على تحديد المجالات التي يحتاجون إلى تحسينها، وبالتالي يمكنهم وضع خطط دراسية أكثر فعالية لتحقيق أهدافهم التعليمية.. بالإضافة إلى ذلك، تساهم الاختبارات في تعزيز مهارات التفكير النقدي والتحليلي لدى الطلاب، حيث تتطلب منهم تطبيق المفاهيم التي تعلَّموها في سياقات جديدة ومختلفة؛ لكن مع النقص في الكادر التدريسي تصبح هذه القضية دون جدوى.. المستغرَب أن كل سنة تبقى معضلة انعدام الكتاب قائمة دون حلول..


أساليب التدريس

من ناحية أخرى، تلعب الاختبارات التحصيلية دوراً مهماً في توجيه العملية التعليمية بشكل عام، فهي توفر للمعلمين بيانات قيّمة حول فاعلية طرق التدريس والمناهج الدراسية المستخدَمة.. ومن خلال تحليل نتائج الاختبارات، يمكن للمعلمين تحديد ما إذا كانت هناك حاجة لتعديل أساليب التدريس أو إعادة النظر في بعض أجزاء المنهج.. هذا التحليل يمكن أن يؤدي إلى تحسين جودة التعليم المقدَّم للطلاب، مما يساهم في رفع مستوى التحصيل العلمي بشكل عام، علاوةً على ذلك تساهم الاختبارات التحصيلية في تعزيز العدالة والشفافية في تقييم الطلاب، فهي توفر معياراً موحداً يمكن من خلاله مقارنة أداء الطلاب بشكل موضوعي، مما يقلل من احتمالية التحيُّز أو التقييم غير العادل..


أداة فعالة

وهذا يعزز من ثقة الطلاب في نظام التقييم ويشجعهم على بذل المزيد من الجهد لتحقيق نتائج أفضل.. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تكون الاختبارات التحصيلية أداة فعالة لتحديد الطلاب الذين يحتاجون إلى دعم إضافي، سواءً أكان ذلك من خلال دروس تقوية أو برامج تعليمية خاصة، كما يجب أن تكون هذه الاختبارات مصممة بشكل جيد، لتعكس الأهداف التعليمية الحقيقية، وأن تكون متنوعة لتشمل مختلف أنواع الذكاء والقدرات لدى الطلاب، كما ينبغي أن تكون جزءاً من نظام تقييم شامل يأخذ في الاعتبار الجوانب الأخرى من تعلُّم الطلاب، مثل المشاريع والأنشطة الصفية والمشاركة الفعالة في الدروس، وهذا يعطي حيوية ونشاطاً ذهنياً يعزز من قدراتهم وابتكاراتهم، وهذا يبدو أنه مقتصر على التعليم الأهلي ولا يمت بصلة للتعليم في المدارس الحكومية في بلادنا إلا فيما ندر.. إن العملية التعليمية عملية متكاملة تستوجب الأخذ بكل محتواها من تحصيل علمي وأنشطة وغيرها..


تحديد المستوي

إذا كانت الاختبارات بأشكالها المتنوعة تُعتبر من أهم الأدوات التي تساعد المعلّم في عملية التدريس يستطيع من خلالها تحديد مستوى الطالب ومدى إتقانه المهارات المطلوب اجتيازها، وتحديد نقاط الضعف والعمل على تعديلها، وتحديد نقاط القوة والعمل على تطويرها، فإنه يجب التأكيد على أهمية تطبيق الاختبارات بشكلٍ صحيح، لذلك كانت آراء بعض المعلمين في هذا الشأن متفاوتة ما بين الإشادة بها والتشكيك بفاعليتها نظراً لعدم توافر أهم ما في العملية التعليمية، يأتي في طليعتها الكتاب الذي لم يتوافر بعد للطالب.. ويتساءل رضوان الخضيري عن الكيفية التي يمكن أن تكون هناك اختبارات تُراعى فيها المعايير التعليمية في ظل فقدان الكتاب والمعلم؟، وهما عمودا التعليم ولا يقوم إلا بهما.. مشيراً إلى أن اليمن تعاني ظروفاً استثنائية، فكيف يمكن أن تطبق هذه المعايير والأهداف؟.. وأضاف: "التحديات والصعوبات التي تواجهها العملية التعليمية كثيرة لا تقتصر فقط على الكيفية التي توضع بها الاختبارات، بل مرتبطة بوضع البلد كله الذي يعاني من حرب وعدوان طِيلة أكثر من عشر سنوات، نال التعليم خلالها قسطاً أوفر من الاستهداف بهدف تجهيل اليمنيين.. التعليم في بلادنا تراجع بشكل كبير جداً، وللأسف ساهمت النظرة القاصرة وغير المفهومة البتَّة للتعليم، في تدهوره؛ وسوف نحصد المزيد من الخيبات في هذا الشأن على المستوى المنظور، أضف إلى ذلك عدم وجود سياسة تعليمية موحدة..


فروق فردية

الأستاذة ميمونة مكرد، ترى أن الاختبارات المركزية الموحدة بشكل عام قرار فيه إيجابيات وسلبيات، لكنها تعتقد أن الإيجابيات كثيرة حسب قولها: إنها جعلت الطلاب يهتمون بالمذاكرة أكثر؛ فضلاً عن أنها حددت مستوى كل طالب.. واستدركت: أما السلبيات فتمثلت في عدم العدالة في توزيع الاختبار، بمعنى هناك أسئلة صعبة وأخرى سهلة ولم تراعَ الفروق الفردية، كما أن الوزارة جعلت وضع الاختبارات المركزية من اختصاص الموجّهين ولم تأخذ رأي الموجودين في الميدان.. وترى مكرد أن من السلبيات الكبيرة أن بعض المدارس الأهلية للأسف تسمح بالغش حتى تكون مدرستهم أحسن مدرسة.. وتضيف: طلاب المدارس الحكومية لا يعرفون الكتابة، بدا ذلك واضحاً عندما قمنا بالتصحيح مؤخراً.. أقسم بالله قهر، معظمهم لا يعرفون كتابة كلمة واحدة بصورة صحيحة، فكيف وصل هؤلاء إلى صف ثامن.. وعلي أي أساس تم إنجاحهم؟!.. وما يحز في النفس أن طلاب الثانوية على نفس المنوال !! ولو كنا حاسبناهم على الإملاء لكان عدد الرسوب أكثر مما هو عليه الآن.. يجب معرفة الخلل والاهتمام بالصفوف الأولية..


قانون الغش

الأستاذ أحمد الكحلاني يرى أن الإيجابيات في الاختبارات أنها مركزية لا يستطيع بعض المدرسين والمدرسات ذوي الضمائر الضعيفة تحديد الامتحان لطلابه أو لإدارة المدرسة.. ومن السلبيات التي يراها الكحلاني مساعدة الطلاب والتساهل في عملية الغش.. ويضيف: انقطاع الراتب على مدرسي المدارس الحكومية أكبر مشكلة.. نرجو بعد عودة الراتب عمل عدة نماذج لبقية الصفوف مثلما هو الآن لصف تاسع وثالث ثانوي.. ويقترح الكحلاني عمل قانون ينص على تحريم ومحاربة الغش في الامتحانات وتحديد عقوبات على من غش أو ساعد في عملية الغش..


عشوائية !!

الأستاذ محمد الحارثي بدوره يقول في هذا الصدد إن هناك عشوائية في وضع أسئلة الامتحانات وافتقارها الشمولية وعدم ربطها بالواقع وما يدور من أحداث وأهمها قضية غزة وجنوب لبنان، فهذا أمر مهم جداً.. ويرى أن هناك عدم مراعاة الفروق الفردية للطالب..
ويتطرق أنور سفيان إلى قرار جديد هو عدم قراءة الاختبارات للطلاب ويراه سلبياً، فهناك أسئلة بحد ذاتها تتطلب شرحاً.. ولماذا التشدد في هذا الأمر؟.. وقال: تبرعوا بموجهين يعلمون الطلاب الكتابة والقراءة ويعملون لهم تقوية.. إذا هي مسألة اهتمام وقوة تعليم ليش جالسين بدون عمل إلا من زيارات روتينية.. المدرس يعاني ويتعب يشرح ونفسيته تعبانة ويعمل فوق طاقته.. وفوق هذا الإملاء والقراءة يكمل الباقي عند التصحيح نهاية الترم وكذلك تصحيح الدفاتر نهاية كل شهر، لدينا طلاب تركوا التعليم وساروا يطلبوا الله والمشكلة هنا البعض يلوموا المعلم ..لماذا؟.. ويقول ابني ما يعرف يقرأ ويكتب أو أنه رسب رغم أن نسبة الرسوم قليلة جداً.. المعلم يبذل أقصى جهده.. ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء..


عدم الوضوح

بدورها شفيقة الشرعبي تقول: صراحةً الأساتذة الذين وضعوا اختبار "الاجتماعيات" سابع وثامن لم يراعوا فكرة أنهم وضعوا الامتحانات لطلاب سابع وثامن، فبعض الأسئلة كانت تفتقد الوضوح وغير مباشرة لطلاب المرحلة وكأنهم كتبوها لأساتذة وموجّهين أمثالهم، إضافة إلى أن هناك أسئلة - فقرات- وُضِعت لثامن كانت تحتمل أكثر من إجابة، وأيضاً كانت تحتمل أكثر من قسم لم يعرف الطالب هل هو سؤال من التاريخ أم من الوطنية؟!!


لقمة العيش

يختصر حامد العماري الموضوع الأمر بقوله: إنه وفي ظل انقطاع الراتب وتناغُمه مع ارتفاع الأسعار وصعوبة حصول المعلم على القُوت الضروري لحياته حتماً ستكون النتائج ليس فقط على التعليم وليس على المعلم فقط، بل يؤثر بدوره على الطالب في الأخير الذي هو ضحية هذا الوضع المزري.. ويتطرق زميله أحمد الوادعي لمسألة مهمة وهي "المشاركة المجتمعية" التي تُؤخذ من أولياء أمور الطلاب.. ويقول الوادعي: إنها لم تنعكس إيجاباً على المعلم ولو بالأدنى البسيط، ويُرجِع السبب إلى عدم وجود شفافية من قِبَل بعض إدارة المدارس في توزيع هذه المخصصات ليستفيد منها المعلّم، بل تأخذ أشكالاً ملتوية في عملية الصرف، بالرغم من وجود مسؤول "مشرف" مالي يتم ابتعاثه من المناطق التعليمية في المديريات وبقية المحافظات الأخرى إلى المدارس، إلا أن دوره محدود جداً ويكاد يكون عبئاً.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 03:04 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-66774.htm