الميثاق نت -

الإثنين, 11-نوفمبر-2024
مطهر الاشموري -
أمريكا أعترفت باغتيال القائد قاسم سليماني وكان لابد من الاعتراف لأنه بدونه ستتحمل المسؤولية إسرائيل، وذلك ما لا تريده أمريكا ولا إسرائيل آنذاك..
لاحِظوا في مسلسل الاغتيالات الجديدة بعد طوفان الأقصى، فإسرائيل لا تعترف فقط باغتيال قيادات من حزب الله أو حماس، بل تفتخر بذلك وتقدمه على أنه إنجاز وانتصار عسكري، ومع ذلك لم يلتفت كثيرون إلى أن إسرائيل لم تعترف بأنها من صفَّتْ أو اغتالت القائد إسماعيل هنية في طهران؛ كما أن أمريكا لا يمكن أن تعلن مسؤوليتها كما في حالة سليماني ربما لأن الاغتيال في طهران غير الاغتيال في العراق..
في الأخير فاغتيال القائد حسن نصر الله هو أمريكي وإنْ بواجهة إسرائيل، كما أن أمريكا هي الشريك الأساسي على الأقل في اغتيال "هنية"..
الحالة الوحيدة التي لم ترد إيران تحميل أمريكا أو إسرائيل أو كلتيهما المسؤولية هي اغتيال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي..
لأنه حتى لو لم تكن إيران تملك إثباتات فالقرائن كانت تكفي لتحميل أمريكا الإسرائيلية المسؤولية ربطاً بأذربيجان ذات الخصوصية في العلاقة مع إسرائيل وربطاً بها تلقائياً..
لو أن إيران سارت في إدانة أمريكا لكان الرد على اغتيال رئيس إيران غير كل الردود التي تابعناها من اغتيال القائد سليماني وما إلى ذلك..
إذا إيران ليست في وضع قدرة رد على اغتيال رئيسها فلا يمكن أن تدين الفاعلين ثم تقول إنها ستختار الوقت المناسب للرد، فالمسألة رئيس دولة ولا يليق التعامل مع ذلك بهذه الشاكلة..
ولهذا وكون إيران لم تصل إلى إثباتات فإنها تعاملت بحكمة وحنكة سياسية، ولكن رئيسي يظل حاضراً وإن توفَّرت إمكانية لرد بحجم القضية فذلك سيحدث..
لايمكن الحديث عن رد لاغتيال رئيس بحجم "رئيسي" على أمريكا الإسرائيلية إلا بامتلاك إيران سلاح الرد النووي..
وفي ظل عدم الوصول إلى ذلك فإن ما مارسته هو حكمة قيادية وحنكة سياسية عالية وسليمة بكل ما تعنيه الكلمة..
ولذلك فمسلسل الإغتيالات بما في ذلك "رئيسي" هو ما أوصل إلى نقاش إيراني لإفتاء ديني يجيز تصنيع هذا السلاح ربطاً بالأمن القومي..
البعض أو كثيرون في الشرق والغرب يؤكدون أن إيران باتت نووية بالفعل، ولكن لا أستطيع في هذا الموضوع لا أن أؤكد ولا أن أنفي، وقادم الأيام والزمن لا بد أن يميط اللثام عن القضايا والأحداث الأهم عن اغتيال رئيسي، وهذه "قناعتي" عن الموضوع أو السلاح النووي في إيران..
قناعتي هو أن اغتيال رئيسي دفع إيران إلى تفكير جاد وجدي لامتلاك السلاح النووي، وأعتقد أنها سارت منذ هذا الحادث وفي تسارع في هذا الخط للوصول إلى النووي، وبالتالي فالانفجار أو التفجير الكبير والغامض في إيران وما أعقبه من نقاش حول تحليل تحريم التحريم لامتلاك هذا السلاح هو انعكاس تفعيل على الأرض بلغ مدى مرتفعاً، وهذا استقراء واجتهاد شخصي كمتابع وحسب..
قيادات عسكرية إيرانية كبيرة قالت إن إيران يمتلك سلاحاً أو أسلحة تفوق النووي، وهذا قد يكون مما تُسمى الحروب النفسية أو أنها مسألة فوق الفهم والتحليل بالنسبة لي لأن الوصول إلى مابعد النووي لا يكون أو لن يأتي إلا بعد الوصول للنووي أولاً..
الذي يعنيني هو أنه حتى مع افتراض أن إيران كانت أو ستطل تسعى لمثل ذلك، ولكن اغتيال "رئيسي" مثَّل المحورية والمفصلية الحاسمة لرفع وتيرة العمل والتركيز بأقصى القدرات للوصول إلى هذا السلاح، لأنه بدون ذلك سيظل الخطر يحدق ويتصاعد على إيران، وليست المسألة فقط التهديد للأمن القومي الإيراني..
نرى ماذا ستخبّئه الأيام والأسابيع والشهور القادمة في ظل ديناميكية مركَّبة ومتداخلة للصراعين الإقليمي والدولي.!!
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 13-نوفمبر-2024 الساعة: 07:06 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-66803.htm