الميثاق نت -

الإثنين, 11-نوفمبر-2024
فتحي بن لزرق -
‏الشيء الذي لا يستطيع أكبر إعلامي إنكاره أو تغييبه هو أن وضع الناس يمضي بخُطى ثابتة صوب الحضيض..
والحقيقة التي لا يمكن طمسها أن هذا الحضيض الذي يمضي إليه الناس يتسع يوماً عن آخر؛ وأمرٌ كهذا واقع معيش لا يفرق بين محافظة يمنية وأخرى أو منطقة وأخرى فالجميع في الهم "شرق"..
قبل 10 أيام مضت تجولتُ بعدد من المحافظات اليمنية وسرتُ على طول طرقات مضينا فيها قبل أكثر من 10 سنوات، وتناولتُ الطعام في محطات توقُّف قديمة
لأكتشف أن كل شيء تغيَّر، وكل شيء تبدَّل.. سندات جباية وجوع كبير وممتد بامتداد واتساع هذا الوجود؟!؛
ولم يعد في الأمر أي مكايدة سياسية فالجميع يعاني والجميع لا يفهم ما الذي يحدث في هذه البلاد؟!
والناس تُسحق بلا رحمة ولا هوادة، والمجتمع الذي كان حراً ومتقداً ذات يوم وقادراً على أن يقول (لا)، يعجز اليوم حتى عن الصراخ ويئن إلى داخله، فكل الأطراف المتحكمة بعموم المحافظات فَضَّة وعنيفة وشديدة الظلم، الأمر الذي دفع المجتمع والناس للتعبير بارتدادات عكسية، فالمواطن يظلم جاره، والأب يرتكب الفظائع بحق أسرته، والشاب يفر من واقعه إلى المخدرات والضياع..
والناس تنتزع اللقيمات من أفواه بعضها..
هذه بلادي ليست بخير والناس في الرمق الأخير..
لا مرتب لجندي..
ولا قيمة لمرتب مُستلَم..
ولا وضع مستقراً لمنطقة شمالاً وجنوباً، شرقاً وغرباً..
وموارد الدولة بكل محافظة تُنهب، وخارطة الفقر والعوز والحاجة تتسع ولها خٌطى تسابق الريح..
والقوى السياسية أبعد ما تكون عن واقع الناس..
أريد أن أقول شيئاً:
الناس ليست بخير..
وقطيع السياسيين الذين يجوبون العواصم لإلهاء الناس يخوضون صراعاً لا صِلة له بهذه المأساة.. ربما أن الغالب الأعم لا يعلم بشيء لأنه يعيش في الخارج منذ سنوات طويلة جداً..
في القلب كلام طويل وكثير وكبير مختصره ومفاده:
الناس تضيع..
الناس تموت..
الناس تعاني..
ولكنها لا تستطيع حتى أن تقول "آه" لخوفها من كل شيء…
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 12:26 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-66809.htm