اياد فاضل* - عدت من وطني الحبيب الى الولايات المتحدة الأمريكية بعد زيارة استمرت الشهر والنيف وهى عودة حملت معها أجمل الذكريات واللحظات السعيدة التي لا تخلو جميعها من الإشراقات والتي تعكس وعي اليمنيين واستيعابهم الأمثل للمخاطر التي يعيشها وطنهم الجريح في ظل استمرار حالة الصراع وتراجع او بالأحرى تواري الجهود السلمية للخروج به من أتون الأزمة الراهنة والتي أصبحت تمثل ضائقة حياتية ومعيشية غير مسبوقة.
ما اقصده هنا بالإشراقات هو ما لمسته من صبر وتحمل لكل اليمنيين والذي مازالوا يتمسكون بالأمل من الخروج سريعا من الأزمة وكذا الحرص الكبير على عدم تفاقم الاوضاع أكثر مما هي عليه خاصة وأن الوضع وبكل رمته من تفاقم المشكلات مازال من وجهة نظر العديدون ممن من قابلتهم مازال بالمنطقة الآمنة وإن كانت هذه المنطقة على شفا منحدر خطير من شأن الانزلاق أن يؤدي إلى نتائج أكثر كارثية مما هي عليه اليوم. وعندها لاسمح الله حدوثه لن تكون هناك قدرة للسيطرة على الواقع وسيدفع الشعب ومختلف قواه ومعهم الإقليم الثمن الأغلى في تاريخ منطقتنا.
وبالرغم من هذه المأساة لاحظت الناس يحاولون ان يقضون أيامهم باليسير جدا لكنهم لم يتخلوا عن روح عشقهم للحياة وعلى الحرص الشديد على تعزيز التعاون والتكامل فيما بينهم.
وقد كان الحديث عن المرتبات وغيابها القضية الأكبر التي مازالت تستحوذ على نصيب الأسد من مجمل ما استمعت له من أحاديث عن قضايا وهموم الناس في أكثر من منطقة كان لي أن قمت بزيارتها
الأمن والاستقرار
ولعل ما يشد انتباهك أنه في ظل هذه الإشكالات الاقتصادية والمعيشية الا أن جميع المناطق تتمتع بدرجة عالية من الأمن والاستقرار. ودون أن يتأثر الجانب الامني بالصورة الكبيرة من الوضع الاقتصادي المتردي وهو مايعكس حالة وعي وحرص لدى اليمنيين في الحفاظ على الأمن والاستقرار وتجنب كل ما من شأنه أن يحدث المزيد من المعاناة والكوارث التي قد تنتج بفعل الأزمة الاقتصادية كما يحدث في بلدان عدة
واقع تنظيمنا
ولكون تنظيمنا الرائد المؤتمر الشعبي العام صانع التحول الحضاري في بلادنا. فقد مثل وجودي داخل الوطن فرصة ثمينة للاطلاع على الواقع الذي يمر به اليوم. حيث لاحظت وجود اشراقات عديدة. على عكس ما يتم تداوله عنه بالخارج.
لقد وجدت المؤتمريين أكثر تماسكا وحرصا على وحدة تنظيمهم وبصورة رائعة تعكس عظمة انتمائهم ووجدت لديهم حالة من الفهم والاستيعاب للمخاطر التي مر بها تنظيمهم وما واجهه من مؤامرات عدة استهدفت القضاء عليه وقلعه من جذوره
إلا أن هذه المحاولات باءت جميعها بالفشل الذريع من خلال حالة الاصطفاف لقواعده حول تنظيمهم وقيادته
زيارة الشيخ ابوراس
وقد تهيأت لي الفرصة في زيارة شيخنا الوالد صادق بن امين ابوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام. حفظه الله وعبرت له عن تطلعاتي وامنياتي كمؤتمري للتنظيم بالمزيد من النجاح
وحديثه المفعم بروح الابوة والروح القيادية ورجل الدولة رفع عاليا من درجة معنوياتنا وهو يسرد العديد من المحطات التي تمكن مؤتمرنا من الخروج من خلالها سالما من المؤامرات.
وتحدث باعتزاز عن عظمة المؤتمريين واصطفافهم مؤكدا أنه لولا هذا الاصطفاف. الملحمي مابقى المؤتمر كتنظيم يمني جاذب محاطا بأعجاب الشعب ومختلف قواه.
وقال بثقة عالية ان المؤتمريين قد صنعوا تاريخا جديدا لتنظيمهم يحق لهم الافتخار به. بل ويستحق ان يفاد من انجازه هذا كتجربة حزبية أصبحت تمثل درسا في الوطنية والحزبية.
اشراقات عديدة جميعها لاريب جعلتني أشعر بحالة من الانتعاش والثقة الكبيرة بالمستقبل الأفضل لوطننا ولتنظيمنا.
*عضو اللجنة الدائمة الرئيسية
|