عبدالسلام الدباء * - في زمنٍ تتضاعف فيه آلام الناس وتثقل كاهلهم ضغوط الحياة اليومية، نجد أن للأقلام الحرة والشريفة دوراً حيوياً لا يمكن الاستهانة به، فبكل كلمة صادقة تُكتب، تُفتح نافذة أمل لمن يعانون بصمت وتسلط الأضواء على تلك الهموم التي تُثقل قلوب الكثيرين، وأن الكتابة في ظل هذه المعاناة قد تكون بحد ذاتها معركة شاقة، لكن لا بد من الاستمرار في الكتابة، فالسكوت ليس خَياراً حينما ينزف الناس وجعاً ويتمنون صوتاً يُعبّر عنهم..
أيها الكُتّاب الأحرار، أنتم أمام رسالة سامية؛ رسالتكم هي أن تُصغوا لمعاناة الناس وتنقلوها بصدق، دون تجميلٍ أو تزييف، فأنتم العين التي ترى والقلب الذي يشعر بآلام مجتمعكم الذي يعاني من ارتفاع الأسعار، وتدهور العملة، وندرة الماء والكهرباء، وتوقف المرتبات، وهذه قضايا لا تمس الأفراد فحسب، بل هي جراحٌ للوطن بأسره..
إن الكتابة عن تلك الأوجاع ليس لزيادة الآلام، بل للتعبير عنها بصدق واحترام، لكي تُلامس القلوب وتحرك الوعي تجاه إيجاد حلول عملية، وأن من الضروري أن ترفعوا مستوى حساسيّتكم تجاه قضايا الناس، وأن تستخدموا أقلامكم كأدوات للنقد البنَّاء الذي يُسهِم في تخفيف المعاناة ويخلق مساحات للحوار.. وأن الكتابة الصادقة، المتزنة، يمكن أن تكون بداية لتغيير حقيقي؛ تغيير يبدأ بالكلمة ويمتد ليصل إلى حلولٍ تحترم حقوق الإنسان وكرامته..
لذا، لا تترددوا في نقل أوجاع الناس وأحلامهم عبر أقلامكم، فهذا هو دوركم النبيل، وهذه هي رسالتكم التي لا تقل أهمية عن أي واجب آخر.
|