أحمد الزبيري - أمريكا وبريطانيا بعد فشلهما في تحييد اليمن عن نصرة الشعب الفلسطيني المظلوم والذي يتعرض لحرب إبادة إجرامية لم يشهد التاريخ لها مثيلاً، تسعيان منذ فترة للتصعيد عبر سيناريوهات ومخططات تستخدمان فيها أدواتهما الإقليمية ومرتزقة الداخل لتحقيق هذه الغاية..
تبدءانها باستخدام ما تعتقد قوتهما البحرية الغاشمة والتمهيد لسيناريو الحرب الجديدة باستخدام طائراتهما المنطلقة بدرجة رئيسية من الحاملة أبراهام لينكولن، والقصف من البحر بسفنهما المتطورة في هجوم مزدوَج من الشرق والغرب يمهّد لعملية برية يقوم بها المرتزقة من الساحل ومن جهات أخرى..
ومن جديد تأتي المفاجأة وتضرب الطائرات المُسيَّرة والصواريخ المجنحة والباليستية مستهدفةً حاملة الطائرات والبارجتين، وتلقى أبراهام لينكولن مصير أيزنهاور التي فرت وسفنها المرافقة من البحر الأحمر ولم تعد..
أمريكا وبريطانيا لم تكونا تتوقعان الإمكانات والقدرات الاستخباراتية التي تتابع التحركات الأمريكية في مساراتها العسكرية والسياسية والإعلامية وترى ما تريدان القيام به بأدق التفاصيل، وتواجه كل هذا بعملية استباقية وفي التوقيت الحاسم لتفشل ما جهدت به هاتان الدولتان العُظميان في لحظة بدء التنفيذ، فكانت الضربات المسددة على حاملة الطائرات لينكولن والمدمرتين ليصمت الأمريكي ولم يقر بما حصل إلا بعد بيان المتحدث العسكري للقوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع، وحتى الاعتراف كان منقوصاً وحاول البنتاغون التقليل منه مع الإدراك أن ذلك لن يطول وسوف تتكشف حقائق ما جرى في البحرين الأحمر والعربي..
فشلت الضغوط.. وفشل التهريب والتغريب والتهديد والوعيد لإيقاف اليمن عن نصرة غزة ولبنان، لأن اليمن يدرك أن معركة الأمة واحدة وأن قلبها فلسطين، وأن ما يتعرض له لبنان سيطال الجميع لذلك لم تنفع التحركات الدبلوماسية والدفع بحلفاء أمريكا والصهاينة الأعراب للحديث عن مساعي التهدئة وإيجاد حلول للوضع في اليمن والتي كانت بمثابة تمويه لما جرى التخطيط له في واشنطن وعبَّرت عنه استدعاء بعض القيادات العسكرية والسياسيين إلى هناك، واللعب بنفس الطريقة وإنْ كان بأساليب أخرى التي جرت طوال عام من المفاوضات لوقف حرب الإبادة في غزة..
أمريكا انكشفت ومعها الغرب بأن سياساتهم استعمارية تقوم على الكذب والخداع والتضليل، وأن الحديث عن تسويات وصفقات وتهدئة هدفه الأساسي كان تأمين انتصار لقاعدتهم المتقدمة كيان الصهاينة، وأن محاولات تحييد جبهات الإسناد كان وما زال هدفها الاستفراد بالقوى المسانِدة والمناصِرة للشعب الفلسطيني بتركيز الجهد على غزة ثم لبنان واليمن والعراق والقوى الأخرى المسانِدة، ولم تكن تدرك أن زمن مثل هذا السلوك الأمريكي والغربي مفضوح، وأن استمرار أمريكا بهذا السلوك سيجلب لها المزيد من الهزائم، وكان عليها منذ البداية الذهاب إلى أقصر الطرق بوقف العدوان الإجرامي الوحشي على أبناء الشعب الفلسطيني في غزة بدلاً من استعراض العضلات الذي لن تجني منه إلا الظهور على حقيقتها أمام من تعتبرهم أعداء من الدول الكبرى، والمقصود هنا بكل تأكيد روسيا والصين.. واهمون كُثُر يرون أن ترامب المنتخَب للمرة الثانية بعد انقطاع سينجز ما لم ينجزه بايدن، غير مدركين الأتباع من الأعراب أن ترامب لم يعمّق إلا هزيمة أمريكا، وأن التضحيات التي يقدمها اليمن وبقية محور المقاومة هي أقل كلفة من الاستسلام والهزيمة، وأن الضحايا القادمين لترامب سيكون أولئك الأتباع.. والانتصارات العظيمة لا تأتي إلا بتضحيات أعظم.
|