الميثاق نت -

الأربعاء, 27-نوفمبر-2024
أ‌. نور باعباد* -
ما أن يحل شهر نوفمبر من كل عام حتى ينتعش شعور فخر وطني وسعادة لكل من عاش الحدث الوطني لجلاء المحتل البريطاني في 29 نوفمبر وعيد الاستقلال في 30 نوفمبر 1967م، رغم مرور 57 عاماً من تلك الفترة لكن يبقى تطلُّع وفرح وطني لمقدم هذه المناسبة الوطنية التي يعتز بها الكل.. الحدث الأول هو يوم وعيد جلاء المحتل من البلد ثم إعلان الاستقلال وإعلان قيام جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية عيد الاستقلال المجيد الـ 30 من نوفمبر 1967م.. حينها كم سعد وابتهج الناس ومعهم الثوار والمناضلون رجالاً ونساءً في عدن وعموم البلاد بجلاء المحتل وإعلان الاستقلال المجيد وذلك المعنى السياسي العميق لهذا الحدث وتحققه بفضل تضحيات الشعب حينها بالأرواح والممتلكات والاعتقال والقتل وما قام به الثوار من عمليات ضد المحتل وما بذله من جهود لتوفير السلاح وكتابة المنشورات وإخفائها وتوصيلها وهو ما تحملت القيام به النساء، وكذلك القيام بالمظاهرات الاحتجاجية التي امتدت إلى المدارس في ترديد الطلبة والطالبات الشعارات الوطنية لخروج المستعمر أمام نقاط التفتيش.. لقد دفع الشعب تضحيات جسيمة تمثلت بالشهداء والمعتقلين والمعتقلات وصولاً إلى الجلاء والاستقلال..
لقد عجلت ثورة الرابع عشر من أكتوبر بنضالات وطنية متعددة وخاصة ثوار ردفان ثم ثوار الجبهة القومية وجبهة التحرير ومختلف القوى السياسية ومن دور لأفراد المجتمع وما شهدته البلاد من قيام العمليات الفدائية، ما أرعب المحتل وضحاياه من جنوده وضباطه وعجَّل بخروجه الذي كان يخطط له في عام 1968م، وإذا به يخرج في نوفمبر 1967م..
كان يوم الاستقلال يوماً عظيماً لا يُنسى لمن عاش ذلك اليوم فقد عمت الفرحة اللامتناهية وتزينت المنطقة وخاصةً عدن في شوارعها بشعارات وطنية، بل وازدانت نوافد منازلها (وهي لا تُنسى) حين أبدعت نساء عدن في خياطة وتصميم الستائر الخارجية لنوافذ البيوت بعلم الجمهورية الثلاثي الألوان الأسود، الأبيض والأحمر.. حمل العلم التقدير للتضحيات والطموح نحو وطن آمن ومستقر وخاصةً في مجال الصحة والتعليم لجميع أفراد الشعب، وهو امتداد لدور نضالي مهم وخاصةً دور المرأة الذي تمثَّل في حمل السلاح وإخفائه ونقله وكذلك المنشورات والرسائل؛ عبَّرت المرأة بالمظاهرات عن موقفها والمشاركة الوطنية مع أخيها الرجل في مهمة تحرير الوطن من المستعمر..
لقد تحقق النصر بفضل نضالات وطنية للجميع.. أسماء نسوية خالدة في التاريخ منهن عائدة علي سعيد –فوزية محمد جعفر- شلعة – دعرة – زهرة هبة الله- نجوى مكاوي- أنيسة الصائغ- فتحية باسنيد – فطوم علي أحمد- نجيبة محمد عبدالله وأخريات..
شهدت البلد حركة تنموية مهمة وخاصةً في التعليم العام والجامعي وانتشاره في معظم المحافظات وفرص التعليم والعمل للمرأة وتأسيس عدد من المصانع وانتشار الزراعة ووضع سياسات تنموية اقتصادية وتجارية.. ورغم الصعوبات إلا أن الطموح ظل باقياً متمثلاً بقيام الوحدة اليمنية المنشودة، رغم ما تعرضت له وما زالت من صعوبات كبيرة..
وكل عام والوطن بألف خير.



*عضو مجلس الشورى
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 27-نوفمبر-2024 الساعة: 07:50 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-66889.htm