الميثاق نت -

الإثنين, 02-ديسمبر-2024
استطلاع/ صفوان القرشي -
وما صفحات التاريخ إلا عبر وعظات يستفاد من تجارب الماضي في صياغة الحاضر والمستقبل ونأخذ من تجارب من سبقونا دروساً تكون دليلا لنا ومرجعا لا غنى عنه.. والحمقى هم من لا يقرأون التاريخ جيداً ليستفيدوا من تجارب من سبقوهم وتكون لهم عبرة وعظة ، أو هكذا يقال لمن يجهلون تاريخ الشعوب والحضارات العريقة..
وتاريخ الشعب اليمني منذ فجر الإنسانية مليئ بالتجارب المتخمة بالعبر والعظات لمن كان له عقل يهديه حتى لا يقع ضحية غبائه وجهله لتاريخ شعب عظيم وبلدة طيبة كانت ولا تزال وستبقى عصية على كل الغزاة والمستعمرين ممن حاولوا احتلال اليمن وإخضاع شعبه، فكانت مقبرة لهم ولأطماعهم..
وما جناه المستعمر البريطاني ليس عنا ببعيد وفيه من الدروس عبرة وعظة للطامعين الجدد علَّهم يستفيقوا من غفلتهم قبل أن يلاقوا مصيرهم المحتوم كمن سبقوهم من الغزاة والطامعين في بلد يُجمِع المؤرخون في الماضي والحاضر على تسميته بمقبرة الغزاة..
فما الذي يقوله اليمني عن هذا اليوم ؟

*البداية مع الدكتور سلطان العامري .. موسكو .. والذي قال ..تاريخ اليمن مليئ بالمحطات التي يمكن التوقف عندها وقراءتها واستيعاب دروسها ، وليس الـ30 من نوفمبر فقط وإن كان يمثل المحطة الأقرب التي تحكي عن صلابة وشجاعة المقاتل اليمني؛ إضافة إلى أن الكثير ممن شاركوا في صناعة هذا اليوم ما زالوا على قيد الحياة، ومن ألسنتهم نسمع عن مراحل نضالهم وكيف وجهوا الضربات الموجعة للمستعمر البريطاني الذي لم يجد غير الرضوخ ويجبَر على الخروج مهزوماً رغم قلة الإمكانيات وبساطة الأسلحة التي كان يمتلكها الثوار في حرب التحرير..
ويضيف .. المشكلة أن أعراب اليوم اغتروا بثرواتهم وتحالفاتهم مع الصهاينة والأمريكان والبريطانيين ولم يقرأوا التاريخ ليأخذوا منه العبر والعظات ولهذا نراهم يتجرأون على اليمن وشعبه مستغلين ضعاف النفوس ممن باعوا وطنهم بحفنة من المال وارتضوا أن يكونوا عبيداً للدخيل المحتل لأرضهم والناهب لثرواتهم والممتهن لكرامة شعبهم، معتقدين أن الامور قد استتبت له وأن جزءاً من اليمن قد أصبحت تحت وصايتهم وهم من يتحكمون بمصير الشعب لدرجة يصدر فيها الإماراتي قراراً بمنع الصيادين في حضرموت من الاصطياد في البحر العربي ولسنوات..
واختتم العامري قوله .. المضحك أن تكون عودة الصيادين للبحر وكسرهم حظر الاصطياد في المياه اليمنية خبراً في القنوات الموالية للسعودية والإمارات مثل بلقيس ويمن شباب، محتفين بهذا الإنجاز الذي تحقق بعد سنوات من المنع؛ والمخزي والمهين في الأمر أن يكون قرار المنع الإماراتي تم تحت نظر وسمع من يسمون أنفسهم بالحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً أو بالأصح المنفذ لتوجيهات وقرارات الإمارات..
ولهؤلاء نقول لا يغرنكم صبر اليمنيين وسكوتهم عليكم فصبرهم وسكوتهم ليس أكثر من استراحة محارب؛ واعتبروا ممن سبقوكم وكانوا أكثر منكم قوة وعدداً..

*أما الدكتورة تشرين العبسي .. لندن.. فقد قالت ..اليمن مقبرة الغزاة وستظل كذلك والتاريخ لا يكذب وصفحاته مليئة بالعبر والعظات لكل عاقل يعي ويفهم جيداً ويدرك أن أي مغامرة تقوده إلى اليمن غازياً محتلاً ستكون عواقبها وخيمة وستنقلب وبالاً عليه كمن سبقوه من الغزاة من الأحباش والفرس والأتراك والبرتغاليين والبريطانيين وغيرهم، فاليمن أصل العرب ومهد الحضارات الإنسانية وشعبها أولو القوة والبأس الشديد، ولا ينكر ذلك إلا جاهل..
وأضافت .. 30 نوفمبر عيد الجلاء للمستعمر البريطاني من أرض اليمن ومهما حاول المحتل الغاصب اليوم تجنيد مرتزقته وشراء الذمم لحمايته والتستر خلفهم فإن ذلك كله وهم وسيجد نفسه وجهاً لوجه مع الشعب اليمني بكل قوته وشجاعته وإرادته التي زلزلت عروش بريطانيا العظمى، وما ينعم به اليوم الإماراتي من مكانة واستقرار في بعض المحافظات المحتلة ليس أكثر من الهدوء الذي يسبق العاصفة التي ستجتثه وكل عملائه ومرتزقته وترميهم بعيداً عن الأرض اليمنية كما رمت من سبقوه من المحتلين..
واختتمت .. ما يحاول المزروعي عمله في سقطرى من إغراء لأبنائها وبمساعدة الزبيدي ومجلسه الانتقالي العميل وصمت مخزٍ من قِبَل ما يسمى المجلس الرئاسي والحكومة التي ما زالت تزعم أنها حكومة الشرعية من منح الجنسية الإماراتية لأبناء الأرخبيل، معتقداً أن إعطاء اليمني جنسية إماراتية قد تغير من تكوينه وجيناته وتسلخه عن أصوله اليمنية العريقة وتمحو من قلبه وعقله حبه لوطنه وتمسكه بأصله اليمني الذي يفاخر به بين الشعوب، وأن المزروعي بهذا العمل ستصبح سقطرى أرضاً إماراتية، وهذا ليس أكثر من خيال وعلى المزروعي ونظامه أن يعوا جيداً أن كل ما يقومون به أضغاث أحلام ووهم سرعان ما يصحون منه على وقع أقدام اليمنيين تركلهم وتمرغ أنوفهم بالتراب كمن سبقوهم..
وهنا أقول للزبيدي إن المساومة بالأرض مقابل المنصب والمال خطيئة كبرى ستدفع ثمنها أنت وأسيادك عاجلاً وليس آجلاً، ولكم في نوفمبر الجلاء وما قبلها وفي سنوات العدوان عبرة وعظة..

*من جانبها قالت الإعلامية نيروز الحربي .. متشجن .. من قالوا إن اليمن مقبرة الغزاة فقد صدقوا وهذا القول لم يأتِ من فراغ وانما من تجارب وعبر التاريخ ودروسه التي لم تذكر أن اليمن استكان لمحتل بما في ذلك بريطانيا التي وأن بقيت لسنوات طوال فهي حصرت نفسها في مدينة عدن وحمت نفسها بما كان يسمى السلطنات والمحميات ، ومع ذلك لم يكن الجنود البريطانيون في مأمن من هجمات الثوار اليمنيين ، ولم تمنع محمياته بريطانيا ومرتزقتها من الانتفاضات الشعبية الرافضة لوجوده وصولاً إلى الكفاح المسلح الذي تمخض عن خروج المحتل من عدن في 30 نوفمبر 1967م..
وأضافت الحربي .. ما تقوم به السعودية والإمارات منذ بدء العدوان هو تكرار لما قامت به بريطانيا وهي سياسة فرّق تسد، ومع ذلك فإن هذه السياسة وإن نجحت لبعض الوقت في حماية السعودية والإمارات على حساب دماء اليمنيين فسيأتي اليوم الذي تدور الدائرة عليهم وحينها لن يعصمهم من المقاتل اليمني عاصم؛ وعليهم أن يأخذوا العبرة ليس فقط من 30 نوفمبر ومن بريطانيا، بل أيضاً من سنوات العدوان والحصار التي شاركت فيها أكثر من 20 دولة على رأسها أمريكا بكل ترسانتها الحربية ،ويروا ما الذي تحقق لهم من هذا العدوان، فاليمن اليوم أكثر قوة وإرادة؛ وقريباً سيقول كلمته في وجه دول العدوان من أجل وضع حد لهذا العدوان والحصار وخروج الإمارات والسعودية من كل اليمن..
واختتمت الحربي بالقول .. مع الأسف العرب تخلوا عن غزة ولبنان ولأكثر من عام ، وتركوا إسرائيل تقتل وتبيد وتدمر بمشاركة أمريكية وبريطانية وبمشاركة دول عربية أيضاً.. لكن التاريخ سينصف الفلسطينيين وأصحاب الحق حماة الأرض والمقدسات، والله معهم ولن يخذلهم والنصر حليفهم إن شاء الله، وعلينا أن ندرك أن اليمن ليس بمنأى عن عدوان أمريكي إسرائيلي وبمشاركة سعودية إماراتية عقاباً لها على وقوفها مع غزة في معركة طوفان الأقصى انطلاقاً من مسؤولياته الوطنية والدينية.. والشعب وقيادته يدركون تبعات موقفهم ومستعدون لمواجهتها، لكن ما لا يدركه الأعداء أن اليمن اليوم أكثر قوة وعزيمة في الدفاع عن أرضه وتلقين المعتدين دروساً وعِبراً تكون امتداداً لع.بر ودروس 30 نوفمبر 1967م لمن يريد أن يعتبر..

*وفي نفس السياق قالت المحامية الحقوقية نادين الأحمدي ..لاهاي .. الحقيقة أننا اليوم في عالمنا العربي والإسلامي بحاجة لوعي وطني وديني وثوري وجهادي، لأننا ومع الأسف نعيش حالة من الضعف والهوان وانعدام الثقة بالنفس بشكل غير متوقع، وقد كشفت معركة طوفان الأقصى هذا الضعف المستشري في أمتنا العربية والإسلامية.. أنظمة وشعوب ومثقفون ورجال دين وأحزاب ونقابات لم يكن لها أي دور مسانِد لغزة..
أكثر من 192 دولة عربية وإسلامية وأمة يفوق تعداد سكانها المليار والنصف، وبكل ما تملكه من مقومات ومقدرات، وقعت ضحية لهذا الضعف الذي جعلها عاجزة عن إدخال كسرة خبز وقارورة ماء وعلبة دواء لمئات الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ في قطاع غزة، ولم تستطع تلك المناظر البشعة للمجازر الإسرائيلية وأشلاء الأطفال والنساء المتناثرة في كل شارع منذ أكثر من عام، لم تستطع أن توقظ هذه الأمة من غفلتها وسباتها، وهذا أمر مؤسف لأمة غارقة في سباتها حد الموت السريري..
وأضافت الأحمدي .. كنا نتوقع أن ينبري مشائخ الدين في عالمنا العربي والإسلامي إلى نصرة غزة وشعبها ومقاومتها ويطلقوا فتاوى الجهاد نصرة لفلسطين والقدس كما فعلوا من قبل لتدمير اليمن وسوريا ومصر وليبيا والعراق، وأن نرى السعودية والإمارات وقطر تحشد لحلف عربي إسلامي ضد إسرائيل وتنفق المليارات لتجنيد الشباب المجاهدين، لكن ما حصل العكس تماماً وهذا دليل على خضوع هذه الأنظمة ومشائخ الدين لأمريكا، وخوفهم منها أكبر من خوفهم من الله سبحانه وتعالى..
ومع ذلك ورغم كل الضعف ما زال الخير في أمة الإسلام وما زال هناك شعوب مسلمة مقاومة ودول تحملت مسؤولياتها الدينية والقومية والإسلامية ووقفت إلى جانب الشعب الفلسطيني بكل صدق وإخلاص، غير ملتفتة إلى التهديدات الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية كما هو حال اليمن الصامد..
واختتمت الأحمدي بالقول: 30 نوفمبر فيه من العِبر الكثير؛ وعلى من دنسوا تراب اليمن أن يأخذوا العبرة من هذه المحطة التاريخية، لأنه وبكل تأكيد سيدفع هؤلاء المعتدون ثمن كل جرائمهم في حق اليمن وشعبه عاجلاً وليس آجلاً.. وإن غداً لناظره قريب..
الرحمة لشهداء الثورة اليمنية ولشهداء الأمة الإسلامية في غزة الصمود ولبنان المقاومة.. والخزي والعار للخائنين والمطبّعين والصامتين عن قول الحق..

أما الأستاذ نعمان الحذيفي وهو مدرس تاريخ فقد قال: نوفمبر عيد الأعياد وهو حصاد سنوات من النضال الوطني والكفاح المسلح الذي خاضه الشعب اليمني ضد المستعمر البريطاني ممثلاً بتشكيلاته المسلحة جبهة التحرير والجبهة القومية بكل إصرار وشجاعة المقاتل اليمني حتى أجبر المحتل على الرحيل مرغماً من ارض اليمن التي تفجرت حِمماً تحرق جنوده ومعسكراته، وسطر الثوار الحفاة أروع الملاحم البطولية التي خلدها التاريخ بحروف من نور، ولم تنجح طائرات المستعمر ودباباته في إخماد ثورة الشعب الثائر في جنوب اليمن..
وأضاف الحذيفي: نحن اليوم نواجه استعماراً إماراتياً سعودياً متخفّياً خلف أقنعة ما تسمى الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي والذين هم في حقيقة الامر ليسوا أكثر من بيادق في يد المستعمر الجديد، وما الوضع الاقتصادي المتدهور والحالة الامنية غير المستقرة وغياب الخدمات الاساسية إلا جزء من مخططات المحتل حتى يشغل الشعب اليمني بلقمة عيشة وأمنه وحياته..
وحتى تؤكد الإمارات أنها صاحبة القرار فقد تعمدت إصدار قرار بمنع الصيادين اليمنيين في حضرموت من نزول البحر والاصطياد وحرمتهم من مصدر عيشهم وقوت اسرهم لسنوات ولم يتدخل الزبيدي أو العليمي وحكومته المزعومة لمنع هذا القرار المجحف ويقولوا للإماراتي الدخيل إن هذه مياه يمنية خالصة وليس له الحق أن يمنع الصياد اليمني من الاصطياد في مياه وطنه ووطن آبائه وأجداده..
وختم بالقول: والأسوأ من ذلك أن يغضوا طرفهم متعمدين عن تصرفات المدعو المزروعي الذي يقوم بتجنيس أبناء ارخبيل سقطرى ومنحهم بطائق إماراتية تمهيداً لضم سقطرى إلى الإمارات كما يزعم ويروج، وهذه خيانة وطنية عظمى من قِبَل ما تسمى الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الإماراتي بقيادة الزبيدي..
والمضحك أن نرى مجلس العليمي والانتقالي يحتفلون بعيد الثلاثين من نوفمبر عيد الجلاء للمستعمر البريطاني وهم يحتضنون بكل محبة المحتل الإماراتي والسعودي..
فهل يعتقدون أن الشعب اليمني غافل عن كل ما يقوم به هؤلاء العملاء خدمة للمحتل الدخيل؛ ولهم في نوفمبر الجلاء عبرة وعظة.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:18 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-66909.htm