الميثاق نت -

الإثنين, 02-ديسمبر-2024
علي أحمد مثنى -
في الـ28 من شهر نوفمبر 2022م رحل عن سماء اليمن الكبير والعالم العربي وكُـتُبه ومكتباته وصحافته ومجلاته وإصداراته الدورية بعناوينها المتعددة متنوعة التخصص، وبفتراتها الزمنية، رحل الأديب والشاعر الكبير/ أ.د. عبدالعزيز بن صالح المقالح، الذي كان له حضور متميز في تلك الفترات، وكان فخراً واعتزازاً لكل مؤلف أو مؤرّخ أو أديب أو ناقد.. الخ؛ الكل كان يتشرف بأن يضع الدكتور الفقيد حبره وقلمه بتعريف وافٍ بما يختص به ويهدف إليه الكاتب والكتاب برحابة صدر وصبر وتشجيع بديع.. ومن سعى إليه لا يخذله، ويشهد على قولي الجميع.. فكان كريماً مثل كرم الملك النجاشي ملك الحبشة الذي من قصده في قضية أو مظلمة ينصفه ولا يُظلَم عنده أحد؛ وهكذا كان الراحل أ. د. عبدالعزيز المقالح، من جاء اليه سائلاً رأيه أو مشورته أو ونصحه أو يأمل أن يكتب مقدمة لكتابه أو مؤلفه لا يبخل، وتكون المقدمة وافية وبمثابة فيزة أو تأشيرة عبور للمؤلف وكتابه لتبوُّؤ موقع مناسب في رفوف ومواقع ومحفوظات المكتبات، ومتاح لزوارها الحصول على نسخة منها.. الخ..
— نعم.. إنه الناصح والفالح والمكافح الصريح الواضح العصامي أ.د عبدالعزيز المقالح، ذلك الأكاديمي المعلّم العالم العَلَم والقلم وشعاع ضوء ونور التنوير المعروف بمواقفه التي لا يقبل فيها المساومة أو أنصاف الحلول وبالذات في الثوابت الوطنية والعربية وأبرزها التحرر والتكامل العربي، وناضل من أجل الوحدة الوطنية والعربية، فكان الصوت المجاهر والداعي للتعاون والتضامن العربي بمختلف تنوعاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. ويقف بقوة ضد الارتهان الأجنبي بكل صنوفه ومخلفاته وكوارثه.. الخ؛ وكما هو معلوم كانت قضية فلسطين محل اهتماماته وكتاباته؛ بالإضافة إلى قضايا التنمية المتوازنة والتعليم والمواطنة والعدالة والمساواة والحريات.. الخ..
—من يزور مكتبة مركز الدراسات والبحوث اليمني حوالي (80 ألف كتاب) يجد حضوراً لعقل وفكر وقلم وجهد الحكيم المقالح في كثير من الكتب والمؤلفات التي تشرَّفت بها المكتبة اليمنية ودُور النشر الوطنية والعربية وحتى الأجنبية، فكان حضوره كالأوكسجين يوجد في كل مكان ويستفيد منه الجميع بلا مقابل..
— عمل الدكتور المقالح على توفير ورفد مكتبة جامعة صنعاء والكليات المختلفة ومكتبة مركز الدراسات والبحوث -كان رئيساً لهما- بعدد كبير من المراجع والمؤلفات وفي مختلف العلوم والتخصصات التي يجد فيها (الطالب، الدارس، الباحث...) ضالته المنشودة بسهولة ويُسْر.. الخ ؛ وللأهمية العلمية من الضروري بقى المركز تابعاً للجامعة كما عمل الفقيد على توفير مساحات مناسبة من الأرضي للجامعة وحافظ عليها من العابثين..
—في برقية عزاء يقول أ. يحيى بن محمد العرشي -الوزير والدبلوماسي وسندباد الوحدة والثقافة اليمنية عضو مجلس الشورى- في عزاء صديقه: (رفيق دربي دكتور عبدالعزيز المقالح لم ينقطع بنا الطريق، طريق الثورة والجمهورية ووحدة اليمن الواحد والفكر والثقافة، كلما ذُكِر اسمك خارج اليمن ذُكِر اليمن)..

الفقيد المقالح يحمي طلاب الجامعة..
يقول أ.د. مصطفى بهران: كنت منخرطاً بقوة في العمل السياسي الطلابي في الجامعة، وكان الفقيد أكثر محطات الأمان في حياتي من ملاحقة الأمن الوطني آنذاك.. فلم يتردد لحظةً واحدة في الدفاع عنَّا..
—يقول الكاتب أ. مصطفى راجح: وجدنا أنفسنا بعد نصف قرن مدعوين للنظر في ستين مؤلفاً للراحل المقالح تتوزع بين الشعر والنقد والتاريخ والوطنية اليمنية والفكر الديني والرموز التاريخية.. الخ (23 ديوان شعر.. 40 كتاباً.. ومئات المقالات والدراسات)..
—يقول الكاتب أ. أحمد الأغبري، في القدس العربي: (أصدر الشاعر والناقد أ.د. المقالح 3 كتب سردية، منها "في أدب الرحلة"، و"ذكرياتي عن 25 مدينة عربية"..
— وحول ما تداوله الناس من (إشاعة) عدم اكتراث الفقيد أو خوفه السفر بالطائرة، قال الأغبري: هذا كلام غير صحيح، واعتذاره عن عدم تلبية دعوات لحضور مناسبات ثقافية وأدبية خارج اليمن كان نتيجة تشبُّعه من السفر، ووصوله إلى مرحلة أحب فيها الاستقرار الدائم في صنعاء وهي المدينة التي كان مُتيَّماً بها..
—تقول الأستاذة العربية/ أحلام مستغانمي: رحل نجم آخر عن سمائنا البارحة.. ما كانت كلماته تضيئ اليمن وحده، بل وجدان جيل عربي أحب أشعاره وحفظها.. إنه رائد القصيدة اليمنية المعاصرة الدكتور الشاعر والأديب عبدالعزيز المقالح رحمه الله.. من آخر أشعاره هذه الأبيات التي يستعجل فيها الرحيل:
أنا هالك حتماً...فما الداعي إلى تأجيل موتي
جسدي يشيخ...ومثله لغتي وصوتي
ذهب الذين أحبهم ...وفقدت أسئلتي ووقتي
أنا سائرُ وسط القبور...أفر من صمتي لصمتي
—ويقول الفقيد في قصيدة:
• سنظل نحفر في الجدار.... إما فتحنا ثغرة للنور... أو متنا على وجه الجدار
• لايأس تدركه معاولنا... ولا ملل انكسار
• إن أجدبت سحب الربيع... وفات في الصيف القطار....
• سحب الربيع ربيعنا... حُـبْلى بأمطار كثار... وغداً يكون الانتصار
— رحم الله مفكر اليمن وشاعرها وأديبها الكبير أ.د. عبدالعزيز المقالح.. ومثل هؤلاء العمالقة والعباقرة الكبار، أليس من العدل تخليدهم بمتاحف أو تسمية منشآت عامة بأسمائهم.. كما تفعل وتفتخر بأمثالهم دول العالم؟.. سؤال نوجّهه للجهات المعنية عسى أن تبدأ حتى بدراسة الفكرة.. واليمن بلد التاريخ الحضاري العريق..
إلى رحمة الله في جنة الخلد دار السلام يا حكيمنا المقالح.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 06:13 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-66914.htm