الميثاق نت -

الإثنين, 02-ديسمبر-2024
علي عبدالله الضالعي -
تحتفل جماهير شعبنا بالعيد الـ 57 للثلاثين من نوفمبر يوم الاستقلال المجيد..
إن الثلاثين من نوفمبر 1967م لم يكن نتيجة لثورة الرابع عشر من أكتوبر 1963م فحسب، ولكنه كان تتويجاً لنضالات الشعب ضد الاستعمار البريطاني ومقاومةً لاحتلاله جزءاً من الوطن، حيث بدأ تلك المقاومة منذ اللحظات الأولى لاحتلال عدن ومن خلال الشهيد الاول (العزيبي).. وتواصلت الانتفاضات عبر مختلف المراحل وفي كافة المناطق التي كان يُطلق عليها المحميات من العوالق إلى يافع إلى الضالع وغيرها، ولكن سرعان ما كان يتم القضاء عليها نتيجة عدم وجود قاعدة الانطلاق والداعمة لتلك الانتفاضات والإرهاصات الثورية؛ وعندما تفجرت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م الخالدة والمجيدة تدافعت جماهير الشعب اليمني للانخراط بالحرس الوطني دفاعاً عن الثورة الوليدة ضد أعدائها الرجعيين وتثبيت نظامها الجمهوري.. وكان لأبناء جنوب الوطن دورهم الكبير في تلك المعارك البطولية والاشتراك مع جيش العروبة من مصر عبدالناصر..
وما أن استقرت الأوضاع نسبياً للنظام الجمهوري في شمال الوطن حتى تم اللقاء في دار السعادة لـ 100 شخصية وتنظيم وحزب من أبناء الجنوب وبإشراف مندوب للرئيس عبدالله السلال، ومندوب من قيادة القوات العربية (قوات مصر العروبة).. وكان قرار المجتمعين الانطلاق لتحرير جنوب الوطن على أن يتم الإعداد بالتدريب والتجهيز لذلك كي تنجح الثورة؛ وأعدت مصر العروبة خطة أسمتها (عملية صلاح الدين)، وأن تتحمل الأعباء المترتبة على ذلك تخطيطاً وتسليحاً وتمويلاً.. وبُدئ تدريب المناضلين في صالة بتعز مع تدريب العديد أيضاً في مصر العروبة..
وانطلقت ثورة الرابع عشر من أكتوبر 1963م من جبال ردفان الشماء لتنتشر انتشار النار بالهشيم إلى الضالع وعدن والمنطقة الوسطى؛ وخاض المناضلون معارك شرسة وبطولية ضد الاستعمار البريطاني شارك فيها كل أبناء الوطن بمختلف مناطقهم وانتماءاتهم السياسية والفكرية، مثل الجبهة القومية وجبهة التحرير والتنظيم الشعبي للقوى الثورية، وتمكنوا جميعاً من إرغام الاستعمار البريطاني على الانسحاب من جنوب الوطن، ليكون الثلاثون من نوفمبر هو يوم التتويج النهائي لنضالات الشعب والوطن ضد الاستعمار ونيل الاستقلال..
وختاماً.. ندعو الله سبحانه وتعالى بالرحمة لكل الشهداء وكذا المناضلين الذين شاركوا في إنجاز الاستقلال.. كما
نتوجه بالتحية لبقية المناضلين من ثوار الـ 14 من أكتوبر الذين ما زالوا على قيد الحياة مثل حسين عبده عبدالله، سيف حمود الشيخ، علي محمد سعيد البيحاني، محمد إبراهيم أحمد الزبيدي، صالح محمد حسين، محسن أحمد علي العوذلي، عبدالله ناجي حسين، هادي محمد عامر، علي عبدالله حسين، هاشم أحمد هادي، صالح ناصر محمد راجح البعليه، محمد سيف علي، عادل سليمان بابعير، وغيرهم لا تسعفني الذاكرة بأسمائهم..
وكل عام والوطن اليمني الكبير بألف خير كامل السيادة والاستقلال.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:14 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-66917.htm