راسل عمر القرشي - • منذ الوهلة الأولى التي تعرَّفتُ فيها عليه وجدتُ أنني أقف أمام شخص كبير بأخلاقه وعظيم بإنسانينه وروحه النقية المتوهّجة..
يتحدث إليكَ وكأنه يعرفك منذ زمن طويل؛ لا يضع مسافات بينه وبين من يجالسه ويتحدث إليه، بل مساحة من الود مِلْؤها ثقةٌ من نوع خاص..
يا إلهي.. بعد سنوات مرت على رؤيتي له، مليئة بالأحداث المؤلمة والموجعة، ومسكونة بالفراق والآهات والأنين.. أقرأ اليوم خبر رحيله المفجع، لتغيب روحي خلف أصداء هذا الحدث المؤلم، وتسترجع ذكرياتي تلك الأيام التي التقيتُكَ فيها وجلستُ أثناءها في حضرتكَ أيها الأستاذ الاستثنائي في خُلقكَ وسلوككَ وتعاملكَ الإنساني مع كل من عرفكَ وعاش معكَ..
الأستاذ الأديب والشاعر الإنسان/ عبدالله أحمد أمير، يرحل عنَّا اليوم، كما رحل بالأمس أساتذة وزملاء وأصدقاء أحِبة..
ماذا أقول في وداعكَ اليوم أيها الأديب والشاعر المُشِع نوراً.. الإنسان الذي لا يشبهنا ولا يشبه هذا الوطن المثخَن بالجراح..
آهٍ من هذه الأيام التي نعيشها منذ سنوات.. الحُبلى بالآلام والأحزان التي لا نهاية لها.. أيام كُـتِبَ علينا أن نعيش في أطلالها بعيداً عن رؤية الأحِبة الذين جمعتنا بهم أجمل ذكريات العمر، وعِشنا معهم أجمل الأوقات، وحُرِمنا من اللقاء بهم والتواصل معهم..
وداعاً أمير القلوب والأولياء والتصوُّف، والكلمة المرصعة بالمحبة.. يا مَنْ رحلتَ عنَّا بسكينة الأتقياء الأنقياء، المؤمنين بالحرف والكلمة التي تسكن القلب وتغرس فيه شجرة الإخاء المثمرة اليانعة بسنابل الطُّهْر والسمو والنُّـبْل..
سلام على قلبكَ الذي انطفأ في زمن مثقل بالآهات والأنين..
سلام الله عليكَ في صلواتي ودعائي في كل وقت وحين..
لروحكَ السلام والرحمة والخلود عبدالله أمير..
وخالص وأصدق العزاء لأسرتكَ، ولنا ولكل القلوب الموجوعة برحيلك.
|