د. محمد علي بركات - أجبرته الظروف للجوء لعيادة أحد أشهر أطباء المخ والأعصاب بقلب العاصمة .. نتيجة لما عاناه من آلام في أطرافه ، وتواصل مع الموظف المختص بالعيادة لحجز موعد فرفض وطلب منه الحضور للحجز دون مساومة .. وانطلق نحو عيادة الطبيب الشهير بأحد الأبراج السكنية الفخمة .. وفوجئ بعدم وجود أحد لا الطبيب ولا غيره بينما كانت العيادة تعج بالمرضى الذين لم يجد بعضهم مقاعد للجلوس وحالاتهم مؤلمة ..
وبعد انتظار طويل استبشر الجميع بحضور الطبيب المبجل وموظف الحجز الذي أحدث جلبة وفوضى عارمة .. بصوته الأجش وحديثه الفج وشكله الذي يشبه مصارعي الثيران سبحان الخالق المصور ذو العظمة .. وحينها باشر مهمته وجعل المرضى يتهافتون على الحجز ودفع رسوم الكشف الطبي الباهظة التي فرضت عليهم دون مراعاة الظروف الصعبة لمعظمهم الذين أرغمهم المرض على الرضوخ لاستغلال من يحرصون على المكاسب المحرمة .. متجاهلين الظروف التي يمر بها الوطن والشعب اليمني المناضل طوال السنوات المنصرمة ..
وللأسف فقد واجه المرضى صعوبة بالغة عند الحجز لكثرتهم ذكوراً وإناثاً وتكدسهم قعوداً وقياماً ، ولهذا تعرض البعض منهم للتهكم وسوء التعامل والصراخ في وجوههم من قبل الغضنفر مصارع الثيران حارس بوابة الطبيب ملاك الرحمة .. وتسبب ذلك في مضاعفة الآلام العصبية لمن حضروا لتخفيف آلام أعصابهم بعد تعرضهم لتلك المعاملة الذميمة ..
وإثر تلك المعاناة الجماعية جاء الفرج بالسماح للمرضى بدخول غرفة الكشف المباركة على أمل أن يجد كل منهم ما يخفف ألمه .. وعند ذلك بدأ الغضنفر مصارع الثيران في العبث بترتيب دخول المرضى حسب مزاجه فتساءل البعض عما يحدث فهب مزمجراً في وجوههم لإسكاتهم وكأنهم عبيداً لديه لا أحراراً جاءوا للعلاج بأموالهم ، وليس له الحق في الإساءة إليهم بتصرفاته المذمومة !!..
ولسوء حظ صاحبنا الذي رفض الغضنفر الحجز له عبر الهاتف أنه كان ضمن من تساءلوا عن ذلك العبث ، فعاقبه بتأخير دوره للكشف ، وطبق هذا الظلم على كل من اعترض ولو بكلمة .. وجراء الفوضى التي أحدثها وسوء المعاملة والصراخ و( الهنجمة ) .. اضطر بعض المرضى لترك العيادة والألم يعتصرهم هروباً من تلك الغمة ..
وعند خلو العيادة من المرضى حظي صاحبنا المعاقب باللقاء المنتظر مع ملاك الرحمة وشرح له حالته فأحاله إلى المختبر الذي يتعامل معه لإجراء التحاليل اللازمة .. وبادر المريض بإجرائها وعاد لعرض نتائجها على الطبيب بعد يومين حتى لا يضطر لدفع خمسة آلاف أخرى لمقابلته ، فأمامه أسبوع لمراجعته بحسب التحذير المدون على ورقة الكشف أحد وسائل ( البرمه ) .. وأثناء مقابلته للطبيب فوجئ باقتحام الغضنفر للصومعة ليدخل مريضاً آخر ، ولم يستكمل الطبيب بعد تقرير الدواء للمريض الموجود لديه وتجاهل ما حدث وسبحان من خلق ( الدعممه) .. وعندها استعجل بتوديع المريض مما يوحي بأنه منسق مع حارسه الغضنفر لعملية الاقتحام لإجبار المريض الموجود على الانصراف بكرامة .. وإثر ذلك المشهد التمثيلي الماكر الذي أجاده ملاك الرحمة وحارسه الغضنفر ، انصرف المريض مذهولا جراء ما حدث أمامه ..
العجيب أن الطبيب الهمام رفض بشدة إعطاء المريض أي رقم هاتف للتواصل في حالة تعرضه لأي طارئ ، وتلك كما يبدو حيلة مكشوفة ومفهومة .. بحيث لا يجد أمامه هو وغيره سوى دفع خمسة آلاف ريال كأجر للتواصل مع الطبيب بالعيادة للاستفسار أو معرفة أية معلومة .. وذلك أحد أساليب الابتزاز المعتادة لدى بعض الأطباء من أرباب الجشع وعديمي القلوب الرحيمة .. ونتيجة لذلك اضطر المريض فيما بعد لعرض نفسه على طبيب آخر جراء تعرضه لتلك الأزمة ..
وللأسف يستمر التعامل غير الإنساني وغير الأخلاقي مع المرضى وتستمر عملية استغلالهم برغم ثقتهم بالأطباء (ملائكة الرحمة) ثقة عمياء ويتم ابتزازهم بتلك الطرق الملتوية التي أصبحت غالباً مكشوفة للخاصة والعامة ..
ودون أن تصحو ضمائر من أعماهم الطمع والجشع رحمة بأنفسهم ثم بإخوانهم ممن كتب عليهم اللجوء إلى عيادات الابتزاز الآثمة .. فلا خلاص من هذا الظلم إلا بالتحرك الفاعل للجهات المعنية لإيقاف ذلك العبث بصورة حازمة .. وتلك أمنية كافة المتضررين مما يجري في متاجر الجشع والابتزاز أعني عيادات العديد من الأطباء الذين لا يأبهون بمعاناة المواطنين وبصعوبة ظروفهم المعيشية ولا بحسن التعامل معهم بصورة إنسانية وأخلاقية ..
وبانتظار مبادرة المسؤولين في الجهات المعنية بسرعة إنقاذ أبناء وطنهم الذين لا حول لهم ولا قوة أمام أرباب الجشع وألاعيبهم البهلوانية .. وتلك هي القضية .
|