الميثاق نت -

الإثنين, 16-ديسمبر-2024
محمد الدلواني -
بدايةً.. لا بد لي من لوم نفسي لعدم معرفتي الشخصية بالشيخ/ زيد أبو علي، باعتباره من أبرز الشخصيات الاجتماعية وأحد الأقطاب البرلمانية المعروفة لعقود، بالرغم من معرفتي به العابرة كشخصية عامة مؤكداً أن هناك من يسجل له صداقة ممتدة ممهورة بالاحترام ومزيد من التقدير..
وزيد أبو علي هو شخصية يمنية وبرلمانية بارزة ومن أبرز وجهاء ومشائخ محافظة المحويت، واشتُهر بمساهماته في مجالات متعددة، وتحديداً في الجوانب السياسية والاجتماعية.. ويُعرف عنه بأنه شخصية اجتماعية نافذة وممن كان لهم دور مقدر في تحسين الظروف المعيشية لأبناء منطقته، وممن عمل على تعزيز القِيَم وحل الكثير من القضايا في مجتمعه المحلي لدرجة يعتبره الكثيرون رمزاً للتغيير الإيجابي في مجتمعه، من خلال مشاركته في العديد من المبادرات الاجتماعية والتنموية التي تهدف إلى خدمة المجتمع..
وخلال عضويته بمجلس النواب، يسجل له تناول عدة قضايا منها :
مشاركاته في مناقشات حول الأزمات السياسية التي شهدتها اليمن.. وبحكم موقعه كان جزءاً من النقاشات المتعلقة بتمديد فترة المجلس بسبب الأوضاع السياسية المتغيرة بما فيها مناقشة التأثيرات السلبية على مستقبل البلاد واستقرارها، بإخلاصٍ لا يراعي فيه إلا مصلحة الوطن..
وإلى جانب مرجعيته القبلية كشخصية عامة يسجل له وعنه بأنه عميد البرلمانيين اليمنيين، ويُنقل عنه حرصه على القيام بواجباته وكفاءة التعامل ومصداقية الحوار وحُسن التعاون ورجاحة العقل ونظرته الثاقبة إلى الأحداث والقدرة على التعامل والتعاطي معها..
يُضاف إلى ذلك أنه من الشخصيات الحريصة بقناعة على إيلاء جوانب التواصل مع الأصدقاء الأهمية المستحَقة، مع منح البعض منهم استثناءات تفرضها الخصوصية والواقع والوقائع وتميّزها الظروف وطرق التعامل، متبنّياً تكاليف معالجة الكثير من القضايا بنكران ذات بهدف ترميم التصدع في العلاقات وجبر القلوب..
وكل ما تقدم كان دافعاً لي للكتابة عنه كشخصية قد لا تكون استثناءً لكنها بالفعل مُقدَّرة من غالبية الناس الذين يحتاجون للتواصل معه.. وبالنسبة لي وبالرغم من ندرة اللقاءات التي جمعتني به من وقت لآخر وغالباً في مناسبات عامة إلا أنها لا تمثل معياراً لثناء منصِف يمنح الرجل ما يستحقه من تقييم..
وفي علاقة الكثيرين به ومعه وجدتُ أن محبة الجميع له وودهم تجاهه يظل قاسماً مشترَكاً لا بد أن يستوقف القريبين والبعيدين منه بالرغم من أن البعض منهم لا تربطه معه مصلحة، وتلك القناعات تُضاف إلى قناعات وانطباعات الكثير من أقرباء وأصدقاء ومعارف الرجل المؤكدين في مجمل تقييماتهم أنه شخصية كانت وما زالت وستظل مقدرة ومعروفة بدماثة الخلق والرقي في التعامل باستحسان ولطف وأدب، بما في ذلك حرصه على تقديم المساعدة لكل من يقصده
أو يحتاج لخدماته..
وهو الرجل الذي بدأ حياته مخلصاً في التعامل مع الناس بطريقته وأسلوبه الخاص وهو ما أتاح له فرص إنارة الدروب لحياة الكثيرين منهم، ويأتي في مقدمتهم القريبون منه وصولاً إلى كل من يحتاج إليه من أصدقائه ومعارفه ..
وأعتقد جازماً أنه كان حريصاً على اكتساب مناقبه والتميز بشخصيته خلال مسيرة حياته كفرد مغرد خارج السرب وبتميز دون أن يتجه لمقارنة نفسه بآخرين، ويأتي توجهه خلافاً عن الكثيرين ممن حوله، منطلقاً في ذلك من شخصيته التي تتميز بالبصيرة وتستحسن العمل بهدوء ولا تميل للاستعراض أو الادعاء بما لم تقتنع به، ومستفيداً من احتكاكه ولفترة ليست بالقليلة مع نخب المجتمع، الأمر الذي كفل له استيعاب ما يتميز به النبلاء منهم من قِيَم وسمو تعامل ولطافة مجالسة ونقاء سريرة والاهتمام بخدمة وإسعاد من حولهم ومن هم بحاجه إليهم بحسن نية ونكران ذات..
مضافاً إلى ذلك ما اكتسبه من خبرة واحتكاك في إدارته لحياته العامة والخاصة التي لا يوجد ما يُستثنى منها إلا أستمراره في العمل بنفس الروح التي بدأ بها واعتاد عليها، خلافاً لما اعتاد عليه البعض ممن هم في مكانته ومستواه..
كما أنه من الشخصيات التي لا تتصنع الهدوء بطبعه، إلا أنه استطاع بحنكه أن يعزز مكانته كرجل دولة ومرجعية برلمانية وقبلية بقِيَمه التي استطاع فرضها على الآخرين وجعل منها ميزة يحلو لمعارفه مناداته بها وباستحسان أيضاً..
وتنطلق جميع تلك المخاطبات من نافذة المحبة والإيثار التي تسبقها القناعة المطلقة بأحقيته لذلك الوصف وتعزز بأنه شخصية مستحقة لكل تلك المحبة وذلك التوقير ..
من جهتي لا بد لي من تثمين مناقب الوفاء التي أشعر بأنها تتجذر من يوم لآخر تجاه الرجل من شخصيات متواجدة على أمتداد الوطن معتزاً بذلك خصوصاً وأنها تسجل من قبل البعض بإيثار ومحبة صادقة وصدوقة..
وبالمناسبة لا بد من التنويه إلى أن الرجل من الشخصيات البصيرة التي تتمتع بكاريزما تؤكد لطافة مجالسته التي تعزز من يوم لآخر أنه رجل ودود وحاذق، لكنه ودون مبالغة أصبح من الشخصيات الأحب في قلوب أغلب معارفه العارفين بملاطفاته وبساطة مجالسته وحُسن اختياره لما يطرحه، وامتيازه بحُسن إدارته لعلاقاته بتلقائية ممهورة بعقلانية وصولاً إلى تدبير حياة آخرين بأسلوب يستحسنه الكثير من الناس دون أن نجد مبالغة في ذلك..
والرجل بكل تأكيد على قدر كبير من المعرفة فإلى جانب هدوئه يُعتبر شخصية مخضرمة وممن يتمتع بكاريزما وهِمة تجعل منه ملماً بما يدور حوله ومحور اهتمام الجميع..
كما يُعرف عنه حُسن الانضباط في التعامل وفقاً لما تتطلبه معطيات ما يراه مناسباً وهو ما جعله مقرباً ومحل ثقة يسبقها التقدير..
ومن المؤكد أنه كان وما زال وسيظل مميزاً بأسلوب مستدرك مسجلاً في حياته حضوراً وتميزاً استطاع المحافظة عليه وبتنامٍ في ظروف متقلبة وبالغة التعقيد..
دون إغفال ما ينقل عنه المقربون منه بأنه شخصية كريمة لنفسه
وأسرته إلى جانب آخرين..
وأنه من الشخصيات التي لا يمكن استغفالها، لكنه يعرف ماذا يريد ولديه استطاعة وفراسة في تقييم الآخرين تمكنه من القدرة على الوصول إلى ما يريد..
كما يُعرف عنه البساطة في إدارة حياته والاهتمام الجزئي بهندامه واعتزازه بذاته وشخصيته؛ ويتمتع بروح المبادرة في خدمة الآخرين بالإضافة إلى منح كل لحظات حياته حقها بإدراك ودقة لا تتوفر لدى السواد الأعظم من الناس..
وكل تلك معطيات أجدها كفيلة بتبادل وجهات النظر والاستفادة والاستزادة من تكامل الخبرات وسمو التعامل والتعاون، معتبراً أنها رافد لتعزيز ما يتمتع به من تواصل وتوسع وامتداد علاقاتك..
من جهتي لم يعد ذلك الشخص الذي يتذكره الناس باعتزاز.. ولسان حال الغالبية منهم يقول بأنه لم يكن صديقاً عزيزاً فحسب بقدر ما يعتبره البعض قدوة ومرجعاً للتغيير في روح ودروب الكثيرين منهم وهو الأمر الذي تجلى بوضوح في متابعة الاطمئنان على صحته التي ألزمته وفرضت عليه البقاء لمتابعة استكمال علاجه..
ومن هذا المنطلق نقول شكراً للظروف ودورة الحياة التي أتاحت للكثيرين الاحتكاك بذلك الرجل النبيل والتعامل
معه والوصول إليه وإلى أمثاله من النجباء، مستفيدين من خبراتهم
وخلاصة تجاربهم ..
سائلاً المولى أن يمده بالعافية وطول العمر واستمرارية توفيقه بالحياة ومزيد من محبة الناس.. إنه الكفيل بذلك والقادر عليه..
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 18-ديسمبر-2024 الساعة: 07:03 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-66969.htm