خالد قيرمان - قد نتفهم بعض المواقف، إلا موقف أهل الفن..
مهما كان الموقف من فترة حكم بشار الأسد إلا أنه لا يختلف اثنان على أن مجال الفن التمثيلي قد ازدهر في عهده، وتألقت نجوم بفضل رعايته، ضاهت نجوم مصر، بل واقتحمت السينما والدراما المصرية.. فقد شاهدنا أعمالاً تاريخية مميزة كالزير سالم والجوارح والتغريبة وغيرها؛ وكذلك المسلسلات الاجتماعية كالفصول الأربعة، وجميل وهنا، ويوميات مدير عام، ومرايا وغيرها من الأعمال الشيّقة والجميلة التي أعطت للممثل والممثلة الحرية الكاملة في اللبس والحركة والإيحاء والكلام "النص"..
ومع ذلك فما أن "برك الثور" حتى حُدَّت السكاكين بتنكُّر عدد من الفنانين الذين ما كان لهم أن يشتهروا لولا الرعاية والدعم وطبيعة نظام الحكم "حزب البعث العربي الاشتراكي" الذي كان يدعم الفنون والعلوم؛ فها هم قد خرجوا بتصريحاتهم النارية يسفّهون تلك المرحلة من تاريخ سوريا، ويرحّبون بالجماعات المسلحة التي انْـقَضَّتْ على الحكم في دمشق والتي لا شك أنها ستحجّم من دور الفنون كالتمثيل والغناء والموسيقى كونها لا تنسجم مع طبيعة المرحلة المتسترة بالدين والتي تعتبر الفنون -بالطريقة التي كانت سائدة في عهد بشار- حرااااماً..
ومع ذلك ها هو النجم عبدالحكيم قطيفان، يرقص من شدة الفرح بتضعضع النظام على وَقْعِ أغنية "بندوسهم بيت الأسد بندوسهم".. وها هو النجم مكسيم خليل يدعو أهل دمشق إلى أن يفتحوا قلوبهم وأيديهم للقادمين الجدد.. وها هي الفنانة مها المصري تقول: سوريا بِـيَلْـبَقْـلَها الفرح والتزيُّن بالأخضر "العلم الجديد".. كما قالت النجمة أمل عرفة يوم اقتحام دمشق: هذا الصباح له مذاق ما عرفته عمري.. مبروك سوريا الجديدة؛ ورسمت على صفحتها قلباً أخضر.. وها هو الفنان سامر إسماعيل يرقص أمام ساعة مدينة حمص فرحاً بالمناسبة.. أما النجم أيمن زيدان فقد قال: "أقولها بالفم المليان كم كنتُ واهماً، ربما كُنا أسرى الخوف، أو ربما خَشِينا من التغيير، لكن ها نحن ندخل مرحلة جديدة برجال أدهشنا نُبلهم وفي نشر ثقافة التسامح، والرغبة في إعادة لُحمة الشعب السوري"!!
|