عبدالله صالح الحاج - على مدار العقد الماضي، شهد اليمن صراعًا دمويًا أسفر عن واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث. التدخل العسكري للتحالف بقيادة السعودية والإمارات، الذي بدأ في عام 2015، لم يُحقق الأهداف المعلنة، بل أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية وزيادة المعاناة. إن اليمن، في ظل هذه الظروف القاسية، أصبح رمزًا للصمود في وجه قوى الاستعمار.
*الأطماع الاقتصادية والسيطرة على الموارد*:
تعتبر السيطرة على الثروات الطبيعية في اليمن، مثل النفط والغاز، من الأهداف الرئيسية للتحالف. تسعى الدولتان لاستغلال الموارد اليمنية لتحقيق مصالحهما الاقتصادية، مما يثير تساؤلات حول جدية الجهود المبذولة لتحقيق السلام. أشار الكاتب ماهر القادري في مقاله بعنوان "الأطماع الاستعمارية في اليمن" إلى أن:
> "السعودية ضمت نحو 40 ألف كيلومتر من أراضي الجمهورية اليمنية في الخراخير، واستغلت حالة الانقسام السياسي والعسكري والاقتصادي التي يعاني منها اليمن."
هذه الأطماع تعكس رغبة في تقويض وحدة الشعب اليمني وتعزيز معاناته، مما يجعل الصمود اليمني أكثر أهمية في مواجهة هذه التحديات.
*التدخل العسكري والأهداف الاستراتيجية*:
التدخل العسكري المستمر يعكس رغبة في توسيع النفوذ الإقليمي بدلاً من إنهاء الصراع. القوات العسكرية للتحالف، التي تدعم فصائل محلية معينة، تُستخدم كوسيلة لتعزيز السيطرة على الأراضي والقرار السياسي، مما يزيد من تعقيد جهود السلام. كما أشار القادري إلى:
> "السعودية والإمارات تعملان على تنفيذ أجندات تستهدف وحدة اليمن وسيادته واستقلاله."
وأكد عبد الباري عطوان في مقاله "اليمن: الحرب من أجل السيطرة" أن:
> "التدخل السعودي الإماراتي في اليمن ليس مجرد عملية عسكرية، بل هو جزء من استراتيجية أوسع تهدف إلى السيطرة على موارد اليمن الطبيعية وتعزيز النفوذ الإقليمي."
*الانتهاكات الإنسانية وتأثيراتها*:
الأوضاع الإنسانية في اليمن تتدهور بشكل مستمر، ويعاني الملايين من الجوع والمرض. تشير هذه الكارثة الإنسانية إلى أن الأولويات بعيدة عن تحقيق الاستقرار، مما يثير انتقادات المجتمع الدولي تجاه سياسات التحالف. وأكد القادري في مقاله "الواقع الإنساني في اليمن" أن:
> "الأجندات التي تعملان على تنفيذها تشير إلى أن السعودية والإمارات لا تريدان الوحدة اليمنية، لأن الوحدة قوضت مشاريعها الاستعمارية."
في هذا السياق، قال سلامة كيلة في مقاله "اليمن: صراع من أجل البقاء":
> "التحالف السعودي الإماراتي في اليمن يعكس رغبة في إعادة تشكيل المنطقة وفقًا لمصالحهما، وهو ما يعقد جهود السلام."
*الأطماع الإقليمية والدولية*:
لا تقتصر الأطماع في اليمن على السعودية والإمارات فحسب، بل تشمل أيضًا قوى مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل. تسعى هذه الدول إلى احتلال واستعمار اليمن ونهب خيراته، مستغلةً الموقع الجغرافي المتميز للبلاد والذي يتيح السيطرة على مضيق باب المندب، أحد أهم الممرات البحرية في العالم. كما أكدت دراسة في صحيفة "العربي الجديد" بعنوان "الأطماع الخارجية في اليمن" أن:
> "الوجود العسكري الأمريكي والبريطاني في المنطقة يعكس رغبة واضحة في احتلال اليمن واستغلال خيراته، مما يعقد الصراع ويزيد من تعقيد أي جهود لتحقيق السلام."
*التأثيرات الإقليمية والصراعات الجيوسياسية*
الصراع في اليمن لا يؤثر فقط على الشعب اليمني، بل يمتد تأثيره إلى العلاقات الإقليمية. إن الحرب تعكس صراعات أكبر بين القوى الإقليمية والدولية، مما يعقد جهود تحقيق السلام. وأشارت د. أماني الطويل في دراستها "استراتيجيات السيطرة في البحر الأحمر" إلى أن:
> "التدخل العسكري في اليمن يمثل خطوة استراتيجية لفرض السيطرة على البحر الأحمر وطرق التجارة، مما يعكس مصالح استراتيجية أكبر."
*ختاما*:
إن أسطورة الصمود اليمني في مواجهة الأطماع الاستعمارية للسعودية والإمارات، جنبًا إلى جنب مع تدخلات القوى الإقليمية والدولية مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل، تعكس واقعًا معقدًا يتطلب معالجة شاملة من جميع الأطراف المعنية. لتحقيق السلام والأمن في اليمن، يجب أن تكون هناك رغبة حقيقية في العمل على إنهاء الصراع، وتقديم الدعم للجهود الإنسانية، واحترام حقوق الشعب اليمني. إن الصمود اليمني هو تجسيد للإرادة الشعبية في مواجهة قوى الاستعمار، ويجب أن يُحتفى به ويُدعم من قبل المجتمع الدولي.
*المصادر*:
مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، مقال عبد الباري عطوان في صحيفة "رأي اليوم"، تحليل ماهر القادري في صحيفة "القدس العربي"، دراسة د. أماني الطويل في "مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية".**
|