الميثاق نت -

الخميس, 26-ديسمبر-2024
عبدالله الصعفاني -
الاقتراب من المعلومة المتصلة بأحداث سوريا لا يعني الإمساك بكل حقائقها.. والسبب هو ما نراه من بروز الشيء ونقيضه في الحالة الواحدة.
• والدرس المستفاد من أزمات العالم العربي خلال عقدين من الزمن هو أن علينا اختيار منطقة وسطى فيما نتابعه من أزمات وصراعات داخل أي بلد عربي منكوب.
ومنطقة الوعي هي الواقعة بين نصف الحقيقة وكل الأكاذيب، أو كل الأكاذيب وبعض الحقيقة.
* مع كل أزمة وحدث وتغطيات إعلامية، تبرز مصداقية قول حكيم “التاريخ يكتبه المنتصر”، فيرد عليه آخر "ويل للتاريخ من كتبة التاريخ"..
* الأزمات الأخيرة، وما قبلها من الأزمات الممتدة من اليمن، إلى العراق، إلى ليبيا، إلى سوريا وغيرها من بلاد الشام، تؤكد أنه ما من صاحب زُنَّار سيخلص لك، ما لم تَدِنْ بالولاء للبنت المتوحشة التي يخطب ودها العالم.
* ولست في وارد الوقوف في صف حكام راحلين أو ثابتين أو هاربين، وإنما في مكان المتابع لواقع أمة تتقلب بين خيارين أحلاهما مُر.. فإما مقهور يعيش ظلم معاناة غياب العدالة ووطأة دموع الفقر والسجون ومصادرة الحريات، أو تمساح يبكي هو الآخر عقب كل مرة يلتهم فيها ضحاياه..!
* آخر الأحداث التي تختلف زاوية النظرة إلى تداعياتها حادثة هروب الرئيس السوري بشار الأسد إلى روسيا تحت تبرير روسي إنساني.. فمن مصفق ومحرض وانفعالي بالمطلق على طريقة فيصل القاسم، ومن خائف من استباحة بلد يحتاج اليوم لمرحلة انتقالية عاقلة وغير ثأرية، تستوعب التنوع وتجمع مكونات المجتمع السوري.
وهو ما يفرض الحاجة لتحرك إقليمي ودولي متجرد من الأطماع والأحقاد الذاتية، ويشجع إجراء مفاوضات غير طائفية، تقود لصياغة دستور عادل، وانتخابات تزيل المخاوف من تبعات سيطرة اللون الواحد والفكر الواحد، خارج الأمل في وحدة سوريا وذوبان مكوناتها في دولة ديموقراطية.
* وإذا عدنا إلى أسباب ما جرى، لن نعدم وسيلة التحذير من مواصلة العادة العربية التي تؤسس للتمزيق والاحتراب، أو إعادة إنتاج أنظمة قمعية غير صالحة للاستخدام الوطني والإنساني، وتفريخ المزيد من جماعات الترويج لمظلوميات وأحقاد تاريخية جديدة، خارج طموحات الأمة في حاضر محترم ومستقبل يأخذ في الاعتبار التحذير من خطورة السير إلى المزيد من الهاويات السحيقة.
* إن ما حدث ويحدث يدعو للسؤال.. هل من وظائف الجيوش العربية إما التماهي مع الحكام مهما بلغ فشلهم وعجزهم عن تجريب مصالحة الشعوب، ومنع البلاء قبل وقوعه، أو الانسحاب وتسليم كل شيء..؟ وهل من لوازم الجيوش التي أنفقت عليها الأمة من لقمتها أن تنسحب وتفتح شهية الطامعين في تدمير مقدرات عقود من الزمن بهذه البساطة..؟
* من الصادم أن ينشغل الحاكم العربي بصناعة محفزات دموع القهر وينشغل ببناء ترسانة تخطئ مسار التصويب والتجريب حتى يحين موعد الهروب العظيم بما يتبع الهروب من تدمير كل ما طالته أيادي الغول العالمي المتوحش بتدمير هو الأكثر والأكبر في تاريخه.
* سيكون أكثر إيلاماً لو لم تفكر الأطراف السورية في دلالة التصريحات الأمريكية التي تؤكد وتكرر أن من المبكر والسابق لأوانه رفع العقوبات عن سوريا، تاركة هذا البلد للاستباحة ومستجدات الزحف الغوغائي لتزداد معاناة شعب يعلق خمسة ملايين منه في ملاجئ محيط سوريا الجغرافي فقط، ومخاوف تحركات متربصين ونزعات استعجال هيكلة المؤسسات على أساس فئوي سيكون له ما بعده من الصراع.
* مخيف جداً أن نكتشف متأخرين أن العواصم العالمية تتردد في اتخاذ كل موقف يخدم الشعب السوري وتتفرج على تهديم مقدرات عقود طويلة من الزمن، فيما تثابر مكونات الفرقاء في الانحياز إلى كل عدوان، خصماً من قيم وطنية تدعو لمعالجة الجراح بتقديم الحلول والابتعاد عن مجمل صور وأصوات الصراع..!
تمت طباعة الخبر في: السبت, 28-ديسمبر-2024 الساعة: 06:48 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-67016.htm