مطهر تقي - كان عشم الموظفين عموماً وفي مقدمتهم المعلمون أن يُصرف لهم راتب كامل كما كان يُصرف عام ٢٠١٦م (بدون أي علاوات أو مكافآت إضافية)، وكانت المفاجأة أن وعد المجلس السياسي الأعلى في صنعاء بصرف راتب
قد تقلص إلى النصف وخضع للأسف الشديد إلى تقسيمه لثلاث فئات، الفئة الثانية تستلم أقل من الأولى والثالثة تستلم أقل من الثانية وبدون أي مسوغ قانوني ولكنه اجتهاد من يريد أن يحتال ليصرف أقل ما يمكن وعلى حساب راتب الموظف الذي هو حق دستوري له وليس منحة تتفضل بها وزارات الخدمة المدنية والتربية والمالية.. فهلا -يا وزراء التربية والخدمة والمالية- تعيدون النظر وتصرفون لجميع الموظفين في هذا الزمن الصعب بغلائه وصعوبة العيش فيه راتباً كاملاً وبالتساوي لكافة الموظفين، أو على الأقل -وأمر الموظفين إلى الله- تصرفون نصف الراتب بالعدل وبدون تصنيفه إلى ثلاث فئات..
ملحوظة:
استوحيت وجع الموظفين من هذا الإجراء من رسالة وصلتني من إحدى المدرسات أنقل إليكم نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى قاضي القضاة مالك يوم الدين ويوم التغابن، ثم لمن هدى من عباده الراشدين..
فالحمد والشكر لمن إليه يرجع الأمر كله ولا تخفى عليه خافية..
صبرنا لسنوات على حرب ظالمة حاولت النيل من سيادتنا وكرامتنا وأراضينا، فصمدنا وصبرنا -والله المستعان على كل أمر- فقد كانت تحديات كثيرة أهمها انقطاع الراتب أو كما يقال المعاش وهي الكلمة الأدق لأنها الاقرب والألزم للعيش واحتياجاته والتزامات المرء نحو نفسه ومن يعول؛ حتى صدر قرار بنصف راتب لجميع موظفي الدولة كمرحلة أولية لتخفيف معاناة المواطن فاستبشرنا باليسر الذي يعقب العسر
ثم بعدها نفاجأ بتقسيم موظفي الدولة إلى الفئات أ و ب و ج،
والذي للاسف تتفاوت فيه توزيع الحقوق، واستناد هذا القرار إلى أن بعض الجهات إيرادية وهذه الموارد توزع على الموظفين!
لنفترض جدلاً أن هذا الأمر صحيح، فما الذي يحمي الموظف من تصنيفه داخل عمله أو دائرته الوظيفية إلى الفئة أ أو ب أو ج أيضاً ؟!
ماهي الضوابط التي تحمي حقوق الموظف من تصنيف كهذا داخل دائرته ومحيطه ؟!
إذا كان هناك إيرادات فيجب معرفة من أين تأتي وكيف تُصرف؟، وهذا دور الجهة الرقابية للدولة على كل الجهات الحكومية؟..
أما نحن كموظفين دولة فلا نريد سوى مساواتنا بمن يستلمون مرتباتهم شهرياً وفق النظم واللوائح..
يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"، يُفترض أن هذا الحديث النبوي الشريف ركيزتنا الأساسية لبناء نسيج مجتمعي متماسك وسليم من الحقد والحسد والضغينة التي تتبع الأثرة والأنانية..
لقد وفقنا الله في تسطير أعظم البطولات في مواجهة الظلم والعدوان السعودي الأمريكي على بلادنا وردهم خاسئين مهزومين، فله الحمد.. ووفقنا الله في نصرة إخواننا في غزة لعلنا نلقى الله آمنين، فله الحمد..
ونرجو هدايته وتوفيقه في إحقاق الحق والعدل فيما بيننا فهذه هي الحكمة التي عُرِف بها اليمنيون والتي تورث كل خلق كريم يحبه الله ورسوله..
نسأل الله أن يهدينا سبيل الرشاد وأن لا يجعل بأسنا فيما بيننا وأن يجعل الدنيا آخر همنا وأن نراها كما رآها الأنبياء والأولياء والصالحون من عباده..
الفقيرة إلى الله
إيمان عبدالوهاب حميد
|