الميثاق نت -

الإثنين, 10-فبراير-2025
خالد قيرمان -
كان من أوائل من افترشوا الساحات في 2011م لكنه اختفى بعد ذلك وانقطعت أخباره إلى أن التقيته صدفة قبل أيام فوجدته شاحباً مهموماً على غير عادته فعانقتُه وبادرتُه بالقول : أين كنت كل هذه السنوات ؟ ظننتك قد عُيّنتَ في الخارج وصرتَ في بحبوحه تمتلك رصيد وسيارة وبيتاً ؟، لقد كنتَ صوتاً موجّهاً وصارخاً في الساحات؛ لقد كنتَ فاعلاً.. فأجاب: لا تستفزني أرجوك، ألا ترى كيف حالي؟.. فقلتُ: ماذا حصل؟، فقال: لقد سُرِقتُ أنا والكثير من حولي وتحولنا إلى كومبرس نجوب الشوارع صباحاً ومساءً مرددين يسقط النظام دون وعي مِنا لما بعد ذلك، كالقطيع تماماً.. قلتُ: لكنكم آمنتم بها وأطلقتم عليها ثورة.. فقال: ثورة غدارة أكلت أبناءها كقطط متوحشة.. قلتُ: وما أنتم عليه اليوم ؟.. قال: لا شيء، لا مال لا عمل لا أمل، والعمر ولَّى وراح.. قلتُ: لكن من قادوا القطيع أثْرَوا واستثمروا في تركيا والقاهرة والإمارات وغيرها.. قال كنا أغبياء نعمل 'شقاة' لدى القوى التقليدية في البلاد خصوصاً أقطاب أحزاب اللقاء المشترك الذين استقبلناهم بترحاب مرددين حَيَّا بهم حَيَّا بهم ظناً مِنا أنهم قد يعينوننا على تنفيذ مطالبنا المشروعة في إيجاد عمل ومحاربة الفساد؛ لكن ما أن توغلوا فينا وتمكنوا بمكرهم حتى أزاحونا إلى الخلف وشرعوا في تنفيذ المخطط الذي كنا نجهله والذي دمرنا ودمرهم نهاية المطاف.. قلتُ وماذا عمن استلذذتم السير خلفها، ألم تدركوا أنها كانت أداة؟، ألم تتابعوا اهتمام وزيرة خارجية أمريكا هيلاري كلنتون بها ودعمها في إثارة الشارع؟، ألا تعترفون بأنها وبعد خراب مالطا قد قبضت الثمن وحصلت على نوبل من تحت رأسكم يا أذكياء، بل وحصلت على الجنسية القطرية؟، قطر التي كانت تحشر أنفها في شئوننا دون خجل مستغلةً "الغوجانية" التي افتعلتموها وأدخلتم البلاد -كما يقول المثل- في "جحر جحر الحمار الداخلي"؛ لقد حذَّر الكثير من الشرفاء نظام الحكم حينها من مغبة الفساد الذي يغري الأعداء ويدعم الأمريكان في السير بمخطط الشرق الأوسط الكبير ولو على أشلاء شعوب المنطقة وليس اليمن فقط، لكن لا فائدة حتى وقع الفأس في الرأس، وإن اعترف النظام بعد فوات الأوان بالأخطاء التي وقع فيها..
لكن ماذا عنكم ألم تشعروا بحجم الأخطار التي كانت تهدد بلدكم؟، ألم تشكوا في "توكل" والمستنقع الذي كانت تقودكم إليه؟ لقد صارت تمتلك مؤسسات مالية ومنابر إعلامية، وتجوب العالم وتلعب بالفلوس لعباً بفضلكم، فدق رأسه بقوة وأزفر قائلاً أاااخ ليتني لم ألتقِك،
وغادر بهزاله مهزوزاً بأفكاره تلاحقه الأحزان وكأن لسان حاله يردد ما قاله المتنبي:
كفى بك داءً أن ترى الموت شافيا
وحسب المنايا أن يكنَّ أمانيا
تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 11-فبراير-2025 الساعة: 11:57 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-67147.htm