الميثاق نت -

الجمعة, 07-مارس-2025
يحيى نوري -
مع حلول شهر رمضان، الذي تتعامل معه العديد من القنوات الفضائية كشهرٍ للدراما المحلية، رأينا هناك مَنْ هَـيَّأ إعلامياً لأعمال درامية وقدَّم موجزات لأبرز مضامينها، وهي مضامين لا تخلو من العبث والانغماس في المزايدة والمناكفة، بل وتتعمد تزوير الأحداث والتاريخ بالصورة التي تتفق مع أهواء مُعدّيها وأجندتهم غير البريئة والمرتبطة بقوى خارجية، كان لها أن أسهمت في تدمير هذا الوطن، وتفنَّنت في زيادة معاناة شعبه..

منذ منتصف شعبان رأيناهم يُروّجون لدراما يقولون إنها ستعتمد في أحداثها على الرمزية الدرامية، أي أنهم سيحاكون أحداثاً وتطورات بأسماء وهمية، شهدتها اليمن..

شيء مضحك أن نجد هؤلاء الدخلاء على فن الدراما يتحدثون عن الرمزية، في الوقت الذي لم يجيدوا فيه الدراما الواقعية، بل ويفتقرون إلى معظم متطلبات العمل الفني الدرامي، خاصةً وأن ما ينتجونه لا يجد أصداء تفاعلية إيجابية لدى الجمهور، الذي بات متعوّداً على متابعة ومشاهدة أعمال فنية درامية أكثر مهنيةً وحرفيةً، وهو ما يعني أن ما ينتجونه يُعد إساءة لفن الدراما، حيث يعرضون أعمالاً أقل ما يمكن وصفها بالأعمال التي تحاول محاكاة الدراما عن بُعد وبتجرد كامل عن ضوابط وأسس وقواعد العمل الدرامي، بل والأفظع من ذلك أن مُعدّيها - وبما يصفونه من رمزية درامية - ينغمسون في مستنقع المزايدة والمناكفة ويحاولون تسييس ما يعتقدون أنها حبكة درامية بصورة فَـجَّة لا تعكس القواعد المعمول بها في سرد الأحداث والتطورات وفقاً لحقائق تاريخية تلتزم بالمصداقية والوضوح والوقوف أمام تباين الآراء حول مختلف القضايا التي تتناولها الدراما..

وتناسى هؤلاء الدخلاء على الدراما مدى المجهود الكبير الذي يبذله مُـعِد السيناريو، وكم من الوقت أمضاه في جمع المعلومات، بالإضافة إلى مراعاته الجوانب القانونية التي تجعله أكثر حذراً في كتابة أحداث وآراء وتباينات بما يجعله في مأمنٍ عن أي مساءلة قانونية قد تطيح بعمله الفني..

إذاً نحن أمام ما يُسمى مجازاً بدراما مناسباتية تستند على الارتجالية والعشوائية على مختلف الجوانب، وهو ما يجعل نتاجها سرعان ما يتبخر؛ علاوةً على أنها تحاول عبثاً التعامل مع الجمهور اليمني الذي اعتاد مبكّراً متابعة دراما أكثر مهنيةً، ولكونها دراما مستعجَلة شبيهة بخدمات المطاعم المستعجَلة والسفرية فإنها سرعان ما ستتبخر بفعل وعي الناس وإدراكهم مختلف الأهداف والمآرب التي تسعى لها..

أي أنها دراما مكشوفة الهدف والمقصد يتجاوزها وعي الناس، وبالتالي يواجهها النقاد المتخصصون والمهنيون بقراءة دقيقة، بل ويسارعون إلى تجريدها تماماً من الانتماء لفن الدراما إعداداً وإخراجاً.. الخ، من المتطلبات الفنية التي تحتاج لها الدراما حتى تقترب من وعي الناس..

ولكون إنتاج مثل هذه الأعمال العبثية يأتي لخدمة فلان أو زعطان من الناس ومحاولة إظهاره في صورة المخلص، على عكس ما يشير له الواقع ومعطياته وفضائحه، الذي أصبح الرأي العام اليمني غارقاً في معاناته بسبب ما أنجزوه من كوارث بحق وطنهم، ويصف ما قاموا به تحت اسم "ثورات" بالأعمال العدائية ضد الشعب والوطن، وبات من المستحيل تجميلها عبر أي دراما، حتى لو تم تسخير فطاحلة صُناع الدراما في العالم، كونها قد صنعت أفظع معاناة لليمنيين ولا يوجد لها مثيل عبر تاريخهم القديم والحديث والمعاصر..!

خلاصةً.. إنها دراما لمَنْ يملك مالاً ومحطة تلفاز باتت تُوظَّف للتسلية، وكما سبق الإشارة هي أعمال سرعان ما ستتبخر ولن تكسب إلا المزيد من السخط والاستهجان ولعنة الفن الأصيل، بل ولعنة الشعوب الغارقة في معاناتها التي صنعها هؤلاء الذين كانوا خير أدوات للقوى الخارجية في هدم وتدمير الوطن..

ولعل ذكرى ما تُسمى بثورتهم المشئومة وما واجهته من رفض قاطع عبَّرت عنه الملايين عبر مختلف شبكات التواصل المجتمعي، دليل على أن وعي اليمنيين لن يسمح لهؤلاء بمواصلة عبثهم..

ويقيناً لن يمروا.

تمت طباعة الخبر في: الأحد, 09-مارس-2025 الساعة: 02:34 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-67238.htm