الميثاق نت -

الأحد, 04-مايو-2025
مطهر الأشموري -
لنا التسليم كأنظمة عربية بأن أمريكا الإسرائيلية وأن الأمر الواقع لانهزامنا أوصل واقعياً إلى حاجية التطبيع المتدرج أو المتعرج ومن تحت الطاوله أو من فوقها ـ أوصلنا ـ لحاجية التطبيع مع الكيان الصهيوني أو إسرائيل..
كل ذلك قد يفرض في سياق التطورات السياسية أو الأحداث التاريخية في محطات انكسار وانحطاط لشعوب وأمم..
مالم يقبل بقياس كل التطورات السياسية والأحداث التاريخية هو أن يختار الطرف المنتصر ـ أمريكا الإسرائيلية ـ عدواً لايعادينا ويفرض أن نمارس العداء له في ذات الذي يفرض علينا التطبيع مع عدونا الحقيقي والثابت والمعروف وهي إسرائيل..
أقصى سقف يفرضه الطرف المنتصر في حالتنا هو التطبيع مع إسرائيل فيما لايمكن لهذا الطرف المنتصر ولا لأي قوة في الأرض أن تختار لنا عدواً بل وتجبرنا على العداء له..
في البداية قالت لنا أمريكا إن الخطر علينا ليس من إسرائيل ولكنه من تصدير الثورة الإيرانية، وفي حين وصلت أمريكا إلى ذروة تصدير ثوراتها الملونة كمحطة إمريكية2011م وكل العالم كما كل الأنظمة العربية تعرف وتعترف بأنها ثورات أمركة وصهينة عرف بالربيع العربي وكأنها تعيد ثورات بريطانيا تحت عنوان «الثورة العربية الكبرى»..
وهكذا أثبت الزمن أن أمريكا وليس إيران هي من يصدر الثورات، والرئيس المصري مبارك علق على ذلك بالقول «المتغطي بأمريكا كالعريان»، ولذلك فأمريكا استبقت محطتها 2011م ولازمتها بعنوان جديد هو «المشروع الإيراني» وذلك لأنها من حذرت من تصدير الثورة الإيرانية وهي من بنت وتبنت ودعمت وأهلت لحزمة ثورات 2011م، وهكذا أهدت أنظمتنا عنواناً لتفعيل العداء مع إيران وهو «المشروع الإيراني» مع أن ماينفذ في الوطن العربي ربطاً بالإسلامي هو المشروع «الصهيوني أمريكي»، ويقول زعيم الإجرام نتنياهو إنه التغيير للشرق الأوسط وخارطته..
في حين حذورنا من خطر تصدير الثورة الإيرانية فالخطر جاء من تثوير أمريكا الإسرائيلية، وفي ذروة تفعيل المشروع الأمريكي الصهيوني ضد الوطن العربي وحتى الإسلامي يملون علينا ويجبروننا على أن لا نتحدث إلا عن خطر مايسمونه «المشروع الإيراني»..
والطبيعي أن تصبح الجامعة العربية في معطى التفعيل «جامعة عبرية» وأن يصبح الإعلام العربي الغالب هو إعلام عبري ليس فقط أكثر من الجامعة العربية بل من العبرية ومن التصهين و«الصهينة»..
وهكذا فاليمن سارت في خيار الشعب الفلسطيني وإسناد غزة كموقف لايقبل التشكيك ولايستطاع الإلتفاف عليه بأي شكل وذلك ماطور العدوان الأمريكي الأول إلى عدوان ثانٍ وجديد فيما الأنظمة العربية المعروفة تاريخياً بالعمالة الوضيعة لبريطانيا ثم أمريكا وربطاً مرتزقة اليمن يظلون في ببغاوية الترديد للعنوان الأمريكي «المشروع الإيراني» ولايستطيعون غير ذلك ولأخيار لهم غير ذلك..
وهكذا فكل العملاء وكل المرتزقة لايعنيهم مناقشة الجمع المحال بين التطبيع مع إسرائيل والعداء لإيران ومعه يظلون في اعتقاد واهم بأنهم بالضخ الإعلامي يستطيعون أو بإمكانهم إقناع الشعوب ببلاهتهم وعناوينهم الأكثر بلاهة كما «المشروع الإيراني»، ولذلك فكأنهم لا يدركون أنهم باتوا ضحكة ومضحكة للعالم..
بالمناسبة هؤلاء باتوا كالحالة الميئوسة ولم يعد بمقدورهم حتى التفاعل الإيجابي مع المتغيرات الدولية بمفهوم صالح ومصالحهم ومستقبلهم ويظلون في شكلية ومظهرية التفعيل والتفاعل وعما قريب سيعرفون خطايا مسيرهم ومصيرهم، وإن غداً لناظره قريب!!.
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 05-مايو-2025 الساعة: 02:23 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-67396.htm