الميثاق نت -

الثلاثاء, 20-مايو-2025
حاوره/ يحيى علي نوري -
تحدّيات كبرى وغير مسبوقة تواجهها اليوم الوحدة اليمنية في ظل مرحلة عويصة وكارثية يعيشها شعبنا ووطننا، تفرَّقت فيها جموع الأحزاب والتنظيمات السياسية والجماعات، وذهب كلٌّ في طريق، ينهش الجميع دون استثناء في كل إشراقات وطنهم وإنجازاته التاريخية في الثورة والوحدة والجمهورية، تاركين القوى المعادية تمعن في تنفيذ سيناريوهاتها بمزاج عالٍ تمكن من الإضرار بنسيجنا الاجتماعي..
وفي مناسبة كهذه حرصت "الميثاق" وفي ظل هذه التطورات الخطيرة، على إجراء حوار مع الشخصية الوطنية والوحدوية الأستاذ القدير/ يحيى حسين العرشي.. وبخبرته في العمل الوحدوي تحدث لـ"الميثاق" بشفافية عالية حول مجمل هذه التحديات وبرؤية عميقة تستلهم المعالجات الناجعة لكافة الاعتوارات التي شابت الصف الوطني ومثَّلت تهديداً غير مسبوق للوحدة اليمنية..
الحوار يحمل في ثناياه رأياً وموقفاً ينتصر للوحدة ومعبّراً - رغم كل الأوجاع - عن الأمل الكبير في أن يتجاوز وطننا كل عواصف ورياح الانفصال العاتية وأحلام وأماني أعدائه..
زارته "الميثاق" ووجدته منهمكاً في إعداده كتاباً جديداً سيصدره قريباً، يمثّل امتداداً لإصداراته السابقة المعنية بقضية الوحدة اليمنية..
فإلى الحصيلة:

*في غمار الذكرى الخامسة والثلاثين للوحدة اليمنية، هناك مخاطر عِدة.. كيف تنظرون لها.. وما أبرز هذه المخاطر التي ترونها تمثّل خطراً محدقاً بالوحدة؟
**كل ما في الوطن مخاطر للأسف الشديد، كل ما في وضع اليمن مخاطر، وليست المخاطر فيما بين اليمنيين، ولكنها تحتضن مخاطر الآخرين، تحتضن أطماع الآخرين، تحتضن صراعات الآخرين، نحن محطة لصراعاتهم، نحن محطة لصراعات الآخرين، ولأطماعهم.. نحن محطة لما يبحث كل طرف عما يفيده.. وللأسف الشديد، أن هذه المخاطر احتضنتها اليمن دون أن يكون لها أي يد في وجودها..
ولكني أقول اليوم وأمس وغداً، بأن الوحدة اليمنية هي الضامنة للاستقرار، والضامنة للأمان، والضامنة أيضا لاستعادة دولة اليمن.. الوحدة اليمنية هي الضامنة لاستعادة دولة اليمن، ولنهاية هذا التشذرم في أنحاء الوطن، سواءً أكان في الجنوب أو في الشمال..
ذلك أن تعدُّد الأطراف التي تدَّعي شرعيتها على اليمن، لم تكن عند مستوى أن تكون شرعية على اليمن.. الشرعية على اليمن تتطلب أن تكون دولة الوحدة، وأن تكون عاصمة دولة الوحدة، وأن يكون التكامل في الوطن اليمني تكاملاً سيادياً.. نحن اليوم افتقدنا السيادة، نحن اليوم ابتعدنا عن الدستور، وابتعدنا عن القوانين التي مصدرها الدستور، واستبدلناها بكل ما هو مخالف للدستور ومخالف للقانون..


*سيدي، أشرتم في معرض حديثكم إلى أن اليمن أصبحت محطة لنزاعات وصراعات الآخرين للأسف الشديد.. لكن هذا أيضاً يدفعنا للسؤال: إلى أي مدى تمثّل التدخُّلات الإقليمية هذه؟ وهل أحدثت شروخاً حقيقية في الوحدة والنسيج المجتمعي اليمني؟
**تمثلها إلى حين أن تستعيد الإرادة اليمنية نفسها، وحينما يوجد الحوار بين اليمنيين، من كل الأطراف المعنيين ببلادهم.. ونحن لا نستبعد طرفاً على آخر، فكل أبناء اليمن هم معنيون ببلادهم، وهم معنيون بأن يصلوا بالنتيجة إلى استعادة دولة اليمن.. وهم المعنيون بما يمكن أن يشكل واقعاً جديداً في إطار الوحدة اليمنية وفي إطار الجمهورية والثورة..

*في ظل هذه الشروخ المجتمعية التي شكَّلتها التدخُّلات الإقليمية والدولية، برزت مؤخراً ما تُسمى "دولة حضرموت المتحدة" كإفراز لهذا التشظّي السائد في الساحة اليمنية.. كيف تنظرون الى هذا الحدث ومآلاته؟
**غياب الحوار بين الإخوة.. بين الأطراف المعنية، الحوار الصادق الذي يؤدي إلى استقرار وإلى دولة وحدة، بالتأكيد أن ما يجري في حضرموت هو صورة من صور النتيجة، نتيجة لعدم الحوار، نتيجة لعدم التوصُّل إلى ما يعيد لليمن دولته وما يعيد لليمن استقراره.. وبالتالي تحدث هذه التداعيات الخطيرة جداً في حضرموت، والتداعيات الخطيرة جداً في سقطرى، والتداعيات الخطيرة جداً في المهرة، والتداعيات الخطيرة جداً في عدن وكما تسمعون عنها.. التداعيات الخطيرة في الساحل اليمني من باب المندب إلى ميدي، والجزر المطلة على باب المندب إلى المخا، إلى الخوخة، إلى ميدي، إلى حرض.. الخ، إلى كل مناطق اليمن التي تعيش حالة استنفار وحالة صراع في الواقع، وأطماع في الخيال..

*نعم سيدي، ولكن هذه التدخُّلات، ما أسبابها الحقيقية؟، هل يعني أن الإقليم يحاول أن يتدخل في الشأن اليمني.. هل أسباب التخوُّف من وحدة اليمن؟، هل وحدة اليمن تمثّل عامل خوف على استقرار وسيادة هذه الدول الإقليمية؟
**اليمن لم يعد قراره بيد أبناء اليمن.. اليمن اختار له الأطراف الطامعة فيه، أن لا سلام ولا حرب، وأن لا وحدة ولا انفصال، وأن لا جمهورية ولا ملكية.. اختاروا لليمن أن تبقى في هذا التباين العجيب الغريب، وأن تتحول هذه الرقعة التي تحتل قلب العالم، وتحتل هذه المنطقة الاستراتيجية سواءً أكانت على المحيط الهندي أو البحر العربي أو البحر الأحمر، على هذا الخط الرائع البهيج، وعلى هذا العطاء من الأرض ومن السماء.. العطاء من مأرب والعطاء من الجوف والعطاء من صعدة والعطاء من كل المناطق والتي تحولت كلها إلى سراب وإلى أيضاً أطماع فيها.. ولم ندرك في اليمن أننا المعنيون أولاً.. وهنا لا نلوم الآخرين، ولا نلوم مَنْ حولنا، بل نلوم أنفسنا أولاً بأننا لم نتوصل إلى اقتناع بأن حوارنا هو الذي ينقذنا.. وأن حوارنا هو الذي سيخرجنا من الفصل السابع في الأمم المتحدة.. وأن حوارنا هو الذي سينقذنا من التعامل مع قضايانا.. يجب أن تُنظَر قضايانا بعد أن نستعيد وحدتنا ونتخذ قرارات سيادية في كل ما يتعلق بنا، من قضية فلسطين إلى قضية الوطن..

*في نظركم، ما الذي يعطّل مثل هذا الحوار، أو ما الذي يعطّل أن يكون الحوار قراراً يمنياً يمنياً، وقراراً يعبّر عن سيادة اليمنيين؟.. وما الذي يجعل اليمنيين عاجزين كل العجز عن أن يتخذوا قراراً تاريخياً كهذا؟.. وما المعطّلات الحقيقية لهذا؟
**الأنانية والأنا والنرجسية هي التي خلقت في التاريخ اليمني حتى القديم والمتوسط، هي التي خلقت استجلاب الآخرين، واستقدام الآخرين.. هي التي خلقت هذه الأنانية وهذه النرجسية.. ولو عدنا إلى رشدنا لتمكَّنا من أن نبتعد عن التدخُّل الخارجي ونبني أنفسنا دون الاتكال على البُعد الخارجي وعلى السند الخارجي الذي لا يُؤمّنُ مستقبلاً حتى للفصيل الذي استقدم هذا الدعم الخارجي.. دعني أقول وأوضح أكثر.. ما يجري في عدن اليوم من مظاهرات نسوية وغير نسوية، هم يبحثون منها عن الأمن، عن الاستقرار، وعن المعيشة، ويبحثون عن الماء، وعن لقمة العيش.. كيف تتصور بأن هذا يحدث في المكان الذي توجد فيه ما يُطلق عليه بالشرعية وما يُطلق عليه بوجود الدولة.. وعلى هذا النحو عليك أن تدرك هذا، وعلينا جميعاً أن ندرك هذا.. وهذا ما جعل إخوتنا في حضرموت -وهم بحسهم وبحضارتهم وبوعيهم- يفكرون في نمط معين لكي ينقذهم من هذا الواقع.. وكم هو رائع، في كل أدبيات ما يحدث في حضرموت أنهم يؤمنون بأن مستقبلهم في إطار اليمن الواحد.. هذه صورة من أجمل الصور لحضرموت.. حتى أدبياتهم التي يصدرونها مع اختلافها ومع تباينها، تجد أنهم يقولون نحن لسنا مع ما يجري حالياً في عدن، ولسنا مع ما يجري حالياً في صنعاء.. نحن مع دولة يمنية تؤمّن لنا ذاتيتنا وتؤمّن لنا سيادتنا وتؤمّن لنا استقرارنا، وتؤمّن لنا أموالنا من طبيعة الأرض التي نحن عليها..

*هل هناك قلق حضرمي بأن قيام دولة حضرمية من شأنه أن يكون بدايةً لصراعات داخل حضرموت نفسها، وأنه حتى تسميتها بالمتحدة يعني أن هناك سلطنتين، الوادي والساحل؟.. هل الحضارم عندهم هذا الشعور؟
**حضرموت هي المرتكز النموذجي في الساحة اليمنية.. حضرموت عانت من التشرذم بين الكثيري والقعيطي في التاريخ القديم، عانت من التشرذم، ثم عانت من ممارسات متطرفة بعد الاستقلال لإخوتنا في الجنوب، ثم عانت الكثير مما حصل من انعكاسات للفساد ولدولة الفساد.. ولهذا هم مدركون أنهم يتوقون للاستقرار ويتوقون للأمان، وكل هذه النشاطات التي تحدث في منطقتهم أولاً.. هو لما يرونه في بلادهم وما هم عليه.. فهناك تدخُّل خارجي واضح، وهناك إنزال خارجي حاضر، سواءً أكان للسعودية أو كان للإمارات أو كان للأمريكان أو كان للبريطانيين، هذا واضح.. سواءً أكان على الشاطئ أو كان حتى على مستوى الوادي.. وهذه التداعيات لدى العاقل تجعله يفكر كيف يمكن المَخرَج منها.. ومن حقهم أن يفكروا في المَخرَج.. ومن تواصلي مع كثيرين منهم -وبعضهم أصدقاء- يقولون نحن نحاول من وصولنا إلى هذه الوثيقة وإلى هذا النص أن نلملم الجراح ونلملم أحوالنا، ولكننا مدركون أن الاتحادية التي نتوق أن تتحقق في اليمن هي التي ستجعلنا في وضع مستقر، ونمثّل اليمن كل اليمن من عُمان حتى السعودية..

*من عُمان إلى السعودية أيضاً، الوضع الحضرمي لا يعبّر عنه الوضع في المهرة.. هل المهريون يقولون نحن أيضاً دولة مستقلة في حال إنْ كانت حضرموت دولة؟.. ما قراءتك لحال المهرة مثلاً؟
**المهرة وسقطرى.. هو تدخُّل سافر للإمارات.. واضح.. ولك أن تتخيل ما نشاهده عن سقطرى وما هي عليه.. وما هي عليه كذلك من صور وحدوية في داخلها من قِبَل الناس، وكذلك المهرة.. ولأنها بالقرب من عُمان، فعُمان تدرك مخاطرها.. ذلك أنها في حدودها مع الإمارات من الطرف الآخر، وبالتالي لها محاذيرها، وهذا ما يجعلها تقف معنا إلى حَدٍّ ما فيما يتعلق بوحدة اليمن وما يتعلق بقضية المهرة والدفاع عن المهرة والدفاع عن سقطرى، ولولا هذا البُعد الذي من خلاله ومن خلال مخاوفها على مصالحها وعلى استقرارها وعلى سيادتها.. ولو تركت اليمنيين وحدهم ربما كانت الأمور أسوأ..

*الجنوب كإطار عام، كانت فيه21 سلطنة أو مشيخة.. هل الشرعيات القديمة هذه ستسجّل حضورها اليوم وتعيد شرعياتها، وأن نشاهد في حال استمرت التداعيات الخطيرة هذه 21 سلطنة ومشيخة وإمارة؟
**السلطنات جاءت نتيجة لتباعد المناطق بالأساس، ومن ثم كان لكل سلطنة ما يعينها على أن يكون لديها قيادة.. فتكونت هذه السلطنات؛ وعندما جاء الاستعمار البريطاني إلى عدن -والسلطنات من قبل مجيئ الاستعمار- ابتدأ يبني علاقاته مع السلاطين وسلطنة تلو أخرى ابتداءً من لحج وحتى وصل إلى حضرموت، باعتبار أن الاستعمار هكذا يرى أنه يُكوّن له علاقات ثنائية مع السلاطين لكي يؤمّن وجوده الاستعماري، ولما جاء الاستقلال وهذا يُحسب للاستقلال في الواقع، يُحسب له أنه وحَّد السلطنات وألغى تعدُّد السلطنات وجعل منها وحدة كاملة، وهذا ما ساعد على أن تتم الوحدة في 22 مايو 1990م..

*أشرتم في معرض حديثكم سيدي إلى أهمية الحوار اليمني اليمني فيما يتعلق بالوحدة اليمنية والتدخُّلات الإقليمية، هل أنتم مع حوار يمني مع هذه الأطراف الإقليمية بالصورة التي تحافظ على الوحدة اليمنية؟، وما شكْل هذا الحوار بطبيعته، وكيف تراه؟
**علينا ألا نعوّل على الآخرين أن يؤمنوا بالحوار اليمني فيما بينهم.. ولا نعوّل عليهم لأن هذا ليس من مصلحتهم في الظاهر طبعاً وفي الباطن.. ولكنني مقتنع بأنه مع التطور في منطقة الشرق الأوسط، ومع التطور في بلدان الشرق الأوسط والتداخل اليوم فيما يتعلق بدول المنطقة، والصراع الموجود في ليبيا والصراع الموجود في السودان وما حدث في سوريا، كل هذا يجعل هذه البلدان يميلوا ويقتنعوا بأن سلامة اليمن واستقرار اليمن فيه سلامة للمنطقة، ولدول المنطقة ودول المنطقة هي الدول الخليجية حولنا؛ فأمان المنطقة الخليجية من أمان اليمن، وأمان اليمن من أمان الخليج.. عليهم أن يدركوا هذه الحقيقة، وإنْ لم يدركوها فسيجدون من الباب الخلفي في بلدانهم ما هو في بلادنا، وما هو في مناطق أخرى.. نفس الشيء؛ فقط هي الثروة الآن التي تحميهم، والثروة قد تكون مستهدَفة أكثر مما هو مستهدَف الإنسان وأكثر مما هو مستهدَف الجغرافيا..

*مع التطورات المتلاحقة في المشهد اليمني، نسمع من وقت لآخر عن مبادرات هنا وهناك، مبادرات يمنية لشخصيات كالرئيس ناصر يقدّم مبادرة، وهناك مراكز بحوث أو جماعات سِلم أو سلام تقدم رؤى.. هل تابعتم مثل هذه الرؤى؟، وهل شخَّصتم الواقع اليمني؟
**كثير من المتابعة.. ليس فقط المتابعة بل المشارَكة فيها، والتواصل عبر الوسائل الحديثة مثل الواتساب وغيره، وبما يتيح الفرصة لتبادل الأفكار وتبادل المشورة.. ونحن بدأنا هنا من صنعاء، ومن مراكز مثل مركز المنارات وغيره.. وقد دعونا وبحضور كل القيادات الموجودة سواءً أكانوا من أنصار الله أو من المؤتمر أو من الإصلاح أو من غيرهم، بأن مشروع المصالحة الوطنية هو الأساس.. مشروع المصالحة الوطنية ليس فقط ما يمكن أن يكون مكتوباً، لكن أيضاً ما يمكن أن يكون باقتناع.. فهناك كثير من المشاريع التي طُرحت مكتوبة، ومن ضمنها ما هو من علي ناصر محمد، ويُشكَر على جهده وعلى جهد الآخرين.. ولكنها بدون آلية تنفيذية، لا تأثير لها في الواقع.. فكم من مشاريع قُدّمت من أجل ذلك، وكم من مبادرات قُدّمت كذلك وتحدثنا كثيراً في مناسبات خاصة وفي مناسبات 22 مايو، وأنت في الصورة وصحيفتكم في الصورة وما بعثته إليكم في الصورة.. ولكن الآلية ما زالت حتى الآن غائبة.. آلية تنفيذ أو آلية التوصُّل لتحقيق هذه الأفكار ما زالت منعدمة، والمعوَّل عليه آلية واحدة وهي آلية الشعب.. الناس عليهم أن يدركوا أن من واجبهم اليوم أن يصطفوا حول أي أفكار وطنية..


*مَنْ يحرّك الناس؟.. وماذا عن الأحزاب؟
**يحرّك الناس أولاً مصداقية ما يُكتب وما يُطرح، ويحرّكهم كذلك وستحرّكهم الحاجة، وهم اليوم في حاجة ليتحركوا؛ ولهذا قلت لكم بأن التحرُّك في إطار كل فصيل ببناء ديمقراطي، وبإعادة الروح الديمقراطية داخله، هو أيضاً آلية.. آلية فصيل المؤتمر أن يتحرك.. كم يحزنني أن أجد "اليمن اليوم" في صنعاء لها محطتها، و"اليمن اليوم" في القاهرة، وشيء منها كذلك في المخا، كم يحزنني.. لذلك، فهي دعوة للاشتراكي أن يتوحد وأن يكون لهم مؤتمراتهم لكي يعيدوا تشكيل قياداتهم، وللإصلاح كذلك أن يعيد ترتيب أوضاعه، والإصلاح معوَّل عليه أكثر لأن له حضوراً في مأرب وله حضور في تعز وله حضور في المنطقة، فهو معوَّل عليه كذلك أن يعيد النظر في تعامله مع هذا الواقع الذي جعلنا في يوم من الأيام نقول للآخرين بأن الاصطفاف الشعبي الذي دعونا إليه في عام 2013 و2014م في هذا البيت وفي هذا المكان، بأن الاصطفاف الشعبي لكافة الفصائل، ما فيها الناصري، ما فيها القوى الشعبية، ما فيها كلها، عليها أن تثبت وجودها بأن تسهم في إعادة الاستقرار لليمن وفي إعادة دولة اليمن وتحت مظلة الوحدة اليمنية والجمهورية اليمنية..


*على ذكر إشارتكم الكريمة للإصلاحات والمبادرات، كانت هناك تصوُّرات قُدّمت حول إصلاح الدولة اليمنية في جزئيتها المركزية واللامركزية كخطوات نحو تحقيق إصلاح مسار الوحدة كما كان يُسمى.. هذه المطالب وهذه الرؤى التي توصَّل إليها المؤسسون لم تجد طريقها للبلورة، فظلت الدولة كما هي والمركزية هي هي واللامركزية هي هي.. في نظركم، هل هذا دليل على وجود أو غياب الإرادة السياسية؟، وما سبب تواريها؟
**الحرية والديمقراطية هي الهدف وهي وسائل.. لكن من يحقق هذه الديمقراطية، ومن يحقق الحرية؟.. تحققها الوسائل التي تجعل من هذا الواقع حقيقة ماثلة.. الوحدة اليمنية جاءت بالديمقراطية والتعدد السياسي. ولا تستطيع الشمس أن تحجب ما كان عليه الوضع، التعددية الديمقراطية في الأحزاب وفي الصحف بعد الوحدة اليمنية، بأن الخيار الوحيد هو التعددية.. الخيار الوحيد لبلد بتعدُّد الرؤى، الخيار الوحيد لشعب فيه تنوُّع مذهبي، تنوُّع مناطقي، الخيار الوحيد هو الديمقراطية التي تشكّل قاسماً مشترَكاً بين كل هذا الواقع، سواءً أكان واقعاً مذهبياً أو واقعاً مناطقياً أو ما هو أوسع من هذا.. فمن حقنا كمواطنين أن نفكر بكيفية معالجة أسباب ما وقعنا فيه من أخطاء سابقة ومن فساد.. المركزية لها سلبياتها، وبالتالي من الواجب أن نتخلص من المركزية وأن نعيد الجانب الاتحادي.. مَثَلٌ حَيٌّ عشتُه أنا حينما كنتُ وزير الخدمة المدنية والإصلاح الإداري في سنوات ما بعد الوحدة؛ كانت المركزية بأن التوظيف في حضرموت والتوظيف في المهرة وفي عدن من خلال موافقة من صنعاء، وهذا لم يكن طبيعياً؛ فأعطيتُ الصلاحية لمديري فروع الوزارة، وفروع وزارات المالية تعزز فتاوى الخدمة المدنية، وبالتالي انتهت المركزية وخدمت الجانب الإداري على مستوى المحافظات.. هذه تجربة ولم يحدث إلا.... ذلك أن الميزانية بما هي عليه، هذه الوزارة لها ميزانية لفروعها، إذاً التوظيف من هذه الميزانية المحددة والمتفق عليها بقانون، تغذي هذه الوظائف، وبالتالي اللامركزية يجب أن... وهكذا.. من حق كل محافظة أن ترسم لها سياسة معينة وأن يكون لها إدارتها..

*هذا يدفعني إلى سؤال أستاذنا يحيى العرشي، ما شكْل الدولة التي تراها أنت مناسبة أو أنت تميل إليها.. شكل الدولة اليمنية الحديثة الموحدة؟
**أرى أن الدولة الاتحادية في هذه الظروف، دولة اتحادية لها دستورها ولها قوانينها، هي الكفيلة والضامنة لأن تعالج كثيراً من السلبيات التي حدثت في وطننا.. والاتحادية لا تعني الخروج من الوحدة أبداً.. الوحدة هي الأساس، وهذا القميص الإداري، الاتحادية، تعطيها زخماً أقوى وتعطيها حضوراً وتعطيها ثباتاً، وتعطي فرصة كذلك للمحافظات..


*هناك مَنْ ينادي بالمخاليف أو الأقاليم أو العودة إلى الشطرين، النظام الشطري السابق..
**هذه المسألة أُثِيرت بعد المؤتمر في صنعاء، مؤتمر الحوار في عام 2013م.. أُثير موضوع المخاليف، وطُرِح، وكان لنا حديث فيها بأن المخاليف التي وُضِعت فيها طابع تشطيري.. مثلاً، لماذا لا أقول مخلاف ما بين مأرب وشبوة، ومخلاف ما بين الضالع وتعز أو إب، ومخلاف ما بين منطقة وأخرى؟، لأن المخاليف في إطار تشطيري سابق، هذا يشكل بُعداً تشطيرياً.. وكذلك على مستوى الشطرين يشكّل بُعداً تشطيرياً.. المخاليف تنطلق من إطار جديد، تُدرَس دراسة معنية بالجغرافيا ومعنية بالسكان وعدد السكان في المناطق، وكذلك بالثروة؛ فالثروة موجودة في منطقة وليست موجودة في منطقة أخرى.. وكذلك حينما نجد أن الشواطئ، البحر، يعني لا يمكن أن أحرم إقليماً من البحر، هذا سيكون فيه شيء من الضيم وفيه شيء من الخطأ الكبير.. المجالس المحلية هي أقرب إلى منطقة الذاتية والاستقرار، من أن يكون هناك أقاليم غير متجانسة أو غير مترابطة فيما بينها، فهي تشكّل فقط حالة غير مستقرة..

*في الذكرى الخامسة والثلاثين للوحدة، صراع هذه الأطراف، ما الذي ينبغي عليها أن تقدّمه من هدية للوحدة؟
**أن تعود إلى رشدها بالتحاور.. علينا أن نعزز من موضوع الحوار فيما بيننا.. يختار كل طرف من يمثّله، وهذا العدد الذي يطمئن إليهم يتحاورون، يلتقون لكي يفكروا في طريقة الإعداد لفترة انتقالية لها مؤسساتها على مستوى اليمن كله، فترة انتقالية لها مؤسساتها سواءً أكانت حكومية أو حتى نيابية أو حتى استشارية؛ ومن ثَمَّ الدخول فيما سينص عليه الدستور والاتفاق عليه.. نعدّل بما نطمئن إليه لكي نعيد لليمن دولتها الديمقراطية.. وهذا لا يعني مطلقاً أن التوصُّل إلى هذا -لو تيسَّر لنا بإذن الله- ألا يكون لليمن مصالحها سواءً أكانت مع السعودية أو حتى مع الإمارات أو حتى مع إيران، مع أمريكا ومع بريطانيا ومع الاتحاد السوفييتي ومع الصين.. هكذا أتصور بأن منطقتنا الجغرافية ستؤهّلنا لأن يكون لنا حضور دولي غير مُؤذٍ للآخرين، ولن نسمح بمن يؤذينا في وطننا..

*في نفس الوقت، هل ترى أنه حان الوقت لتحقيق تسوية سياسية في اليمن للوصول إلى مرحلة انتقالية؟.. هل تلاحظون أن هناك إرادة إقليمية أو دولية مع المتغيرات التي ذكرتها في معرض حديثك سابقاً، أن بالإمكان أن نجد تسارعاً في الخُطى فيما يتعلق بتحقيق تسوية سياسية في اليمن؟
**التوقيت الآن أكثر إمكانية مما كان عليه من قبل.. التوقيت الآن مناسب لأننا عشنا التجارب كلها، ابتعدنا عن مصالحنا بما هو حاصل.. فبالتالي، يمكن يكون الآن كل طرف مهيَّـأً لأن يمد يده للطرف الآخر لكي نتحاور على قاعدة واحدة؛ وهذا لا يعني استبعاد أي طرف.. لكل طرف خياره، له مرجعيته، له قنواته التلفزيونية، له خياره بأفكاره، وفي الأخير الناس هم الحَكَم في أن يختاروا.. لكن بدون هذا، لا يُعتقد أن طرفاً يستطيع أن يفرض على الآخرين، حتى لو تَخيَّل أنه يسيطر على هذه المنطقة، ولكنه غير مسيطر عليها، هو مسيطر عليها في ذاته، في عقله، ولكن الناس ليسوا معه..

*أستاذي، في الصومال، القوى التي بدأت الصراع في الصومال اختفت الآن، أصبحت هناك قوى جديدة.. هل اليمن مهيأ لأن تختفي كل هذه القوى وتأتي بعدها؟
**التدخُّلات الخارجية فرضت نفسها على الصومال.. وهذه التدخُّلات إذا بقينا بدون أن نؤمن بالحوار فيما بيننا، أيضاً ستُفرَض علينا؛ ولكل مرحلة قواها.. وستندم القوى الحالية على أنها لم تتمكن في عهدها أن تهيّئ لدولة مستقرة..

*كثيرون من المهتمين والذين ينظرون لتاريخ الأستاذ/ يحيى حسين العرشي بتقدير وإجلال، ما زالوا ينتظرون منكم إعلان مركز دراسات الوحدة، باعتبارك الشخصية الأكثر قدرةً على إدارة مثل هذا المركز، وأن تمد القنوات الوحدوية بكل ما هو ناجع وكل المعالجات التي تساعدها على تحقيق المصلحة الوطنية العليا.. متى هذا المركز أستاذنا؟
**في الواقع، هذا كان مشروعي في يوم 22 مايو 1990م، كان مشروعي بأن يتيحوا لي فرصة بعيداً عن المسؤولية، حكومية أو غير حكومية، أن أتفرغ لتأسيس هذا المركز، مركز دراسات الوحدة اليمنية.. وأن يكون للمركز فعالياته ويكون له مجلته ويكون له صحفه.. ولكنهم شغلوني بمسؤوليات تنفيذية، من وزارة لأخرى ومن مكان لآخر، فلم يتيسر لي ذلك.. وحالياً الفكرة قائمة.. أنا بدأت أو بدأتها بمشروع متواضع، مشروع اليمن الواحد، إصدارات اليمن الواحد، حوالي ست أو سبع إصدارات حتى الآن تحت هذا العنوان، اليمن الواحد.. وأرجو أن يكون بمقدوري وأنا في هذا العمر المتقدم، والصحة التي من وقت لآخر تلجئني للكثير من العلاج أو السفر للعلاج وهكذا.. كنت أرجو، وأنا مؤمن كل الإيمان بأن الشباب هو المعوَّل عليه، وعلينا فقط أن نمد أيدينا إليهم ويمدوا أيديهم إلينا لكي تنشأ مثل هذه المؤسسة، وهي مؤسسة مطلوبة، مؤسسة تتعلق بالوحدة اليمنية ودراستها وبحوثها.. وأنا مستعد أن أكون جزءاً عاملاً في هذا..

*على غرار "صوت العرب" للاصطفاف، نسمع "صوت العرب من القاهرة"، "صوت الوطن العربي الكبير من طرابلس"، "صوت الجماهير من بغداد".. أليس من حق اليمنيين "صوت الوحدة من صنعاء"؟
**اليوم وسائل الاتصال هي التي أزالت الحدود بين الشعوب.. وليس بمقدور أي حاكم أو أي نظام أن يسدل الستار على هذا الفعل لدور المعلومات.. اليوم العالم صغير في المعلومات.. واليوم أنت تشاهد مباشرة ما هو في أطراف بلدان العالم وهكذا.. هذا يُفترَض أن يكون لليمن، أن يكون لها صوتها المؤثّر.. وأن يعد الإعداد بحيث ينعكس بأسلوب راقٍ على الناس وبعيداً عن الغلو.. وسيخدم التواصل، وسيقدم اليمن بالشكل الذي يليق بها.. واليوم ها نحن نشعر بأن كلما أُتيحت الفرصة لليمني لأن يرقى إلى مستوى العلم والمعرفة، كلما ظهرت إبداعات هائلة.. نحن نشاهد إبداعات موجودة في أمريكا لليمنيين، وفي أوروبا لليمنيين، وفي الخليج لليمنيين، حتى في تلاوة القرآن، حتى في الأداء الغنائي، حتى في الإنشاد.. اليمني مؤهَّل لأن يقدّم نفسه.. العصور الماضية هي التي أجهضته.. العصور الماضية على مدى أكثر من 13 قرناً هي التي أجهضت أن يقدّم نفسه كصاحب حضارة..

*أعتقد تذكرون زيارة وزير الخارجية الكوري الجنوبي ربما أو الشمالي، زار اليمن بعد الوحدة في 22 مايو، وكان في منطقة تعز وحرص على أن يزور مناطق التماس بين الشطرين.. طبعاً الكوريون يعانون من إشكالية التشطير ويشتاقون للوحدة.. نصح هذا الوزير بإقامة متحف يمني في منطقة التماس يشرح أو يعرض عصور التشطير بكل آلامها ومعاناتها بالصوت والصورة وبالوثائق الورقية.. ما رأيكم في هذا المقترح؟، هل ما زال قادراً على أن يتجسد في الجو؟
**نعم، أنا الذي دعوت هذا الوزير لسبب.. أولاً أنا دُعيت من كوريا الشمالية وأنا وزير إعلام وثقافة.. وبقيت وقتاً طويلاً مع كيم إيل سونغ ودار بيننا حوار طويل، وزرتُ مناطق التماس.. وسأذكر تفاصيلها في كتابي.. وعشتُ هذا التقسيم المؤسف وأبعاده ومتحفه وإلى آخره.. بعد الوحدة دُعيت من الجنوب، نفس البرنامج الذي أمضيته في الجانب الشمالي في أيام كيم إيل سونغ أمضيتُه في الجانب الجنوبي أيام رئاسة الجمهورية، وأيضاً كنتُ مبعوثاً رئاسياً إلى هناك وقمتُ بهذه الزيارة وتحدثنا في هذا ودعوتُ الوزير الكوري، كوريا الجنوبية.. طبعاً بعد الوحدة كانت العلاقات قبل الوحدة مع الشمال أقوى، ولكن بعد الوحدة كانت مع الشمالية أقوى.. وزار هذه المنطقة، وكلنا نعتقد، كلنا نتوق إلى أن تُزال هذه المناطق الحدودية، أنا يا سيدي عشتُ مأساة هذا الواقع، عشتُ مأساته في كوريا الجنوبية والشمالية، عشتُ مأساته في ألمانيا الشرقية والغربية في برلين أثناء الانفصال وبعد الانفصال.. عشتُ مأساته في قبرص والانقسام نفسه.. عشتُ الصورة ما بين هذا الجندي وهذا الجندي، هذا الموقع العسكري وهذا الموقع المدني.. هذه المشاهِد صور اختزلتها في بالي وهي التي جعلتني في يوم السابع من يوليو 1997م، سبعة في سنة 99، 78، 88 أن أفتتح في الشريجة.. صورة الشريجة هي التي جاءت بتراكمات هذه الصور المأساوية في هذه البلدان..

*هناك خبر طبعاً قد يحزنك، راشد محمد ثابت يعاني كثيراً ومن التجاهل الكثير.. ماذا تقول في هذا؟
**أنا تواصلي معه كل جمعة، وأيضاً من خلاله مباشرة معه ومن خلال ابنته تهاني.. يتعرض الآن لحالة صحية وكان عنده من قبل إشكالية في القلب وأجرى عدة عمليات.. آخر ما حدث أن بيت هائل سعيد ذهبوا إليه وتكفَّلوا بعلاجه كاملاً.. وكان قد قال لي راشد قبل أيام وهو في السرير إن ياسين سعيد نعمان وهو في لندن قال له يرتب انتقاله من ماليزيا إلى لندن لكي يتم علاجه.. يعني هذا ما حدث آخرها سواءً أكان بالنسبة لبيت هائل سعيد أو بالنسبة لياسين سعيد نعمان.. وللمعنيين في الدولة، نقول بأن هذا من حق كل مواطن ليس فقط من حق راشد لأننا نحن عانينا ورقدنا في مستشفيات في بريطانيا وأجرينا عمليات متعددة، وفي لبنان أيضاً.. كل هذه الحالات على الدولة أن تتكفل بها وبسرعة لأنه ما زال حتى اليوم واسمه بجانب اسمي عضو مجلس الشورى في صنعاء ويأخذ المرتب اليسير هذا.. يجب أن يُسرَع في إنقاذه قبل غيره، قبل بيت هائل سعيد وغيره، وهذا من حقه لأنه أولاً هو من المناضلين القُدامى في مواجهة الاستعمار، ومن ثم خدم الدولة كوزير للإعلام والثقافة وإلى وزير شؤون الوحدة، وبقينا زملاء في حكومات متعاقبة؛ وهو بالنسبة لي كما أطلق علينا الصحفي صالح الطحان "الخدن الوميق".. قلتُ له ما الخدن الوميق؟ قال والله أنا كنتُ في الصين ندرس لغة عربية وعندهم في الصين الزعيم العظيم، ما في ترجمة للعظيم إلا هذه الترجمة بالعربي التي هي "الخدن الوميق".. فأنت يا يحيى العرشي وراشد يُطلق عليكما "الخدن الوميق".. وتواصلي مع راشد بهذه العبارة: أخي الخدن الوميق.. لغة عربية "الخدن الوميق" يعني الصديق العظيم جداً جداً..

*نسأل الله له الصحة والعافية إن شاء الله ولكم جميعاً.. أستاذنا يحيى كلمة أخيرة تود أن تقولها لليمنيين في خِضَم احتفائهم أو استذكارهم ذكرى الثاني والعشرين من مايو..
** أولاً ووسطاً وأخيراً.. المصالحة بين الأطراف المتصارعة قبل المصالحة ما بين الأطراف غير المتصارعة، هذا هو الأساس..

*أستاذنا، في ظل كل هذا الحديث، ما رسالتك الأخيرة لليمنيين في الداخل والخارج بمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين للوحدة اليمنية؟
**رسالتي لكل يمني ويمنية، في الداخل والخارج، أن يدركوا أن اليمن بيتهم الكبير، وأن وحدتهم هي الضمانة الوحيدة لاستقرارهم ومستقبل أبنائهم.. لا خلاصَ لليمن إلا بالحوار الصادق، وبإعلاء المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار أو انتماء ضيّق.. اليمن مَرَّ بتجارب كثيرة، وكل تجربة أثبتت أن التشرذم لا يجلب إلا الألم، وأن الوحدة هي الطريق الوحيد للأمن والكرامة والتنمية.. أدعو الجميع إلى أن يراجعوا أنفسهم، وأن يصطفوا حول مشروع وطني جامع، وأن يتركوا مساحة للأمل والعمل المشترَك من أجل يمن واحد آمن ومستقر.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 21-مايو-2025 الساعة: 08:50 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-67485.htm