الميثاق نت -

الإثنين, 16-يونيو-2025
عبدالله صالح الحاج -
لقد ظنّ الاحتلال الصهيوني أنه بمنظومته القمعية، بجيشه المسلح، وبإعلامه الكاذب، قادرٌ على فرض واقع دائم على أرضٍ ليست له، لكنه اليوم يتهاوى تحت ضربات المقاومة، وسط احتجاجاتٍ داخلية، وانهيارات اقتصادية، وعزلة دولية خانقة.
كل أدوات البطش التي استخدمها الاحتلال لم تمنحه الأمن الذي وعد به مستوطنيه، بل جعلته يغرق في مستنقع من الأزمات التي تؤذن بنهايته المحتومة.
تشير التقارير إلى مشهد معقد من التصدع الداخلي والانهيار السياسي المحتمل، مدفوعاً بسلسلة من التطورات التي قد تحدث تغييراً جذرياً في المشهد الإسرائيلي.

جرائم الاحتلال... حرب إبادة لم تشفع له في البقاء
حاصَر، قتَل، هجّر، دمّر، ثم عاد يكرر جرائمه كأنها سياسة ناجعة للبقاء، لكنه لم يدرك أن من يزرع القهر، يحصد الانتفاضات، ومن يراهن على الظلم، يلقى السقوط.
غزة، الضفة، القدس، فلسطين كلها تقاتل، وتصمد أمام آلة التدمير الإسرائيلية، ورغم عشرات السنوات من الاحتلال، ما زال الشعب الفلسطيني ثابتاً، لا ينكسر، لا يتنازل، لا يتراجع.. في المقابل، يعيش الاحتلال حالة ذعر متزايدة، حيث لم تعد المستوطنات آمنة، ولم يعد الجيش قادراً على حسم أي معركة.

المقاومة تفرض معادلة جديدة.. الاحتلال يفقد السيطرة
شهدت الأيام الأخيرة تصعيداً ملحوظاً في المواجهات بين قوات الاحتلال والمقاومة الفلسطينية. أفادت مصادر ميدانية بأن جيش الاحتلال نفذ عمليات اقتحام واسعة في نابلس وجنين، أسفرت عن سقوط شهداء فلسطينيين، وسط مقاومة شرسة أربكت خطط الاحتلال، في المقابل، أكدت كتائب القسام أن عملياتها العسكرية الأخيرة أجبرت الاحتلال على مراجعة خططه الأمنية، حيث لم تعد الغارات الجوية كافية لردع المقاومة، مما جعل الاحتلال يلجأ إلى العنف الوحشي لمحاولة استعادة هيبته التي سقطت.
وفقاً لتقرير موقع "الثورة نت"، فإن القوات المسلحة اليمنية وسّعت نطاق ضرباتها على الكيان المحتل، مما أدى إلى شلل جزئي في الحياة اليومية داخل إسرائيل، حيث تعيش الحكومة الإسرائيلية حالة ارتباك غير مسبوقة، وسط تصاعد الضغط الشعبي الداخلي.

الاحتجاجات الداخلية.. انفجار سياسي داخل إسرائيل
الاحتلال لا يواجه المقاومة الفلسطينية فقط، بل عنف احتجاجاتٍ داخلية تهدد استقراره من الداخل، أفادت صحيفة "هآرتس" العبرية بأن الغضب الشعبي وصل إلى مستويات غير مسبوقة، وسط تصاعد الانتقادات ضد حكومة بنيامين نتنياهو، التي باتت عاجزة عن إدارة الأزمات السياسية المتراكمة.

وفقاً لتقرير "كيهان" الإيراني، فإن التسريبات الأمنية التي كشفت تورط إسرائيل في برامج نووية سرية زادت من حالة التوتر السياسي والأمني داخل إسرائيل، مما أدى إلى تراجع ثقة المجتمع الإسرائيلي بالحكومة والجيش.

العزلة الدولية.. مرحلة التخلي عن إسرائيل بدأت
لم يعد الاحتلال الإسرائيلي محصناً بالدعم الدولي كما كان في السابق، الأمم المتحدة أصدرت تقريراً رسمياً يدين السياسات الاستيطانية الإسرائيلية، مؤكدةً أنها تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، وتعرقل التنمية الفلسطينية، وأكدت منظمة العفو الدولية أن الاحتلال الإسرائيلي يمارس انتهاكات صارخة للقانون الدولي، مما أدى إلى زيادة عزلته الدبلوماسية.
في الوقت نفسه، نشرت صحيفة "الغارديان" تقريراً يشير إلى أن هناك ضغوطاً متزايدة داخل البرلمان الأوروبي لفرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية على إسرائيل، وسط مراجعات للصفقات العسكرية التي تُصدَّر لها، معتبرة أن دعم الاحتلال بات يتعارض مع المبادئ الإنسانية والقانون الدولي.

العقوبات الدولية... تحركات صارمة ضد قادة الاحتلال
في خطوة غير مسبوقة، أعلنت خمس دول غربية فرض عقوبات على مسؤولين في حكومة الاحتلال، بسبب تورطهم في التحريض على العنف ضد الفلسطينيين.
* أستراليا، نيوزيلندا، النرويج، بريطانيا، وكندا قررت فرض عقوبات على وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بسبب تصريحاتهما العدائية تجاه الفلسطينيين، ودعواتهما لتهجيرهم قسرياً.
* وفقًا لبيان الخارجية البريطانية، فإن العقوبات جاءت نتيجة "التصريحات الوحشية بشأن غزة والدعوات المتكررة لقتل الفلسطينيين ومصادرة أراضيهم".
* كما أكدت الدول الخمس أن هذه العقوبات تدخل حيز التنفيذ فوراً، وتستهدف ردع القيادات المتطرفة داخل حكومة الاحتلال.

الاقتصاد الإسرائيلي في أزمة: هروب الأموال والمستثمرين
وسط هذه الأزمات السياسية والعسكرية، يواجه الاقتصاد الإسرائيلي انهياراً متسارعاً، حيث أفادت صحيفة "ذا إيكونوميست" بأن الأسواق الإسرائيلية تشهد تراجعاً غير مسبوق في الثقة، وهروب الاستثمارات الأجنبية.
كما أن الهجرة العكسية باتت متزايدة، حيث تشير التقارير إلى أن أكثر من 25% من اليهود الصهاينة يفكرون في مغادرة الأراضي المحتلة بحثاً عن دول أكثر استقراراً، وفقاً لاستطلاع رأي نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت".

السقوط المدوي لكل ظالم
من يُراهن على الظلم، يتلقى الخيبة، ومن يظن أن البطش سيحميه، يخسر رهانه، الاحتلال الإسرائيلي بات في حالة انهيار سياسي داخلي، عزلة دبلوماسية، وسقوط اقتصادي لا يمكن إنكاره.
كل أدوات القهر التي استخدمها، كل محاولات التصفية العرقية التي مارسها، لم تجلب له إلا المزيد من الأزمات، والمزيد من السقوط.
لا بقاء لدولة قائمة على الاحتلال والقتل، ولا مستقبل لنظامٍ بُني على سفك الدماء.
الأيام القادمة ستشهد اللحظات الأخيرة لهذا الكيان، حيث ينهار أمام ضربات المقاومة، والعدالة، وصمود أصحاب الأرض.
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 16-يونيو-2025 الساعة: 02:09 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-67593.htm