الميثاق نت -

الإثنين, 16-يونيو-2025
د. أدهم شرقاوي -
‏عندما أرادَ الصّينيون القدماء أن يعيشوا بأمانٍ، بنُوا سورَ الصّين العظيم، واعتقدُوا أنه لا يمكن لأيّ عدو أن يتسلقه نظراً لارتفاعه الشّاهق، ولكن المفاجأة كانتْ أنه خلال المائة سنة الأولى بعد بناء السّور، تعرضت الصّين للغزو ثلاثَ مرّات، وفي هذه الغزوات الثلاث لم تكن الجيوشُ الغازية بحاجة إلى تسلّق السُّور الشّاهق، أو اختراق حجارته المنيعة، وإنما كانوا يدخلون من الأبواب بعد أن يدفعوا رشوةً للحُرّاس!
‏القضية باختصار: قبل بناء الجدران علينا أن نبني الإنسان..

‏قبل أن تشتري سلاحاً للجيشِ عليك أن تبني عقيدته العسكرية أولاً..
‏الأسلحة وحدها لا تكسب المعارك..
‏قبل أن تتطاول في البنيان عليك أن تتطاول بالإنسان، ما فائدة بناء شاهق إذا كانت أرواح الناس تزحف على الأرض؟!
‏قبل أن تنجب عليك أن تتجهز لتربّي.. القطط والدببة والنمور والثعالب والخراف تُنجب أيضاً دون مشقة، الأمر ليس بطولة، البطولة الحقيقية هي صناعة الإنسان..

‏القلاع الحصينة لا تسقط إلا من الداخل، وأفضل طريقة لحفظ الأوطان وتحصينها هو بناء الإنسان وتحريره، لأنه لا يُدافع عن الأوطان إلا الأحرار، أما الجائع فلا يُدافع إلا عن خبزه..

‏المقاومة في غزَّة كان عندها بُعد نظر،
‏حين لم تُخبر أحداً بالسَّابع من أكتوبر..
‏أثبتت الأيام أنَّ الجميع مُخترَقٌ حتى النُّخاع.
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 16-يونيو-2025 الساعة: 04:52 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-67605.htm