الإثنين, 28-أبريل-2008
بقلم-عبدربه منصور هادي * -
يطل علينا السابع والعشرون من إبريل يوم الديمقراطية لهذا العام 2008م في أوج التفاعل الديمقراطي الكبير عشية انتخابات المحافظين في إطار خطوة ديمقراطية جديدة تعمق هذا النهج بكل مفرداته ليصبح المحافظ المنتخب رجل السلطة الأول والمعني الأساس بالقرار الاقتصادي والإداري والمالي والاستثماري. في طريق حكم الشعب نفسه بنفسه ولا شك أن هذه الخطوة قد عكست القناعات المطلقة للقيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية بهذا النهج الذي تزامن مع مولد اليمن الجيد وقيام الجمهورية اليمنية بعد إعادة الوحدة المباركة في الثاني والعشرين من مايو المجيد عام 90م من القرن الماضي، ولا نجانب الحقيقة والواقع إذا ما أشرنا إلى أن المنطلق الأول صوب الغد الديمقراطي المشرق والذي جاء بعد المرحلة الانتقالية التي أندمج فيها وترتب جهاز الدولة اليمنية الجديدة وكانت الانطلاقة الأولى في (27) من إبريل عام 1993م محطة انطلاق وثابة رغم امتعاض البعض الناتج عن عدم وجود ثقافة الصندوق الإقتراعي. ومع ذلك فلا يستطيع كائن أياً كان نكران تحقيق النجاحات المتوالية في الانتخابات البرلمانية والرئاسية، وبعد ذلك انتخابات المجالس المحلية والتي كان آخرها انتخابات (20) سبتمبر عام 2006م الرئاسية والمحلية، والتي شهد بتنافسها الحر والديمقراطي البعيد قبل القريب وبكل شروط ومقومات العمل الديمقراطي وهو ما ينبغي أن يكون الجميع شركاء في هذا الطريق وهذا النهج بغض النظر عن التفاوت في نسب النجاحات والحصول على مقاعد السلطة إذا ما كان الجميع مدرك المعاني الحقيقية للعمل الديمقراطي، وإذا ما راجعنا بصورة موضوعية وتقييمية منذ الانطلاقة الأولى في الـ(27) من إبريل عام 1993م سنجد أن الوعي قد تعمق بصورة مدهشة إلى الحد الذي أصبح فيه الجميع يحسب حساب هذا التاريخ ويتحين المواعيد للانتخابات الديمقراطية سواء أكانت النيابية أو المجالس المحلية بروح تنافسية من أجل تقديم أفضل الخدمات كل في حدود دائرته إذا ما كان على مستوى المجالس المحلية ولبلده وشعبه لأعضاء المجالس النيابية. وما يعتمل اليوم على مستوى المحافظات وأمانة العاصمة للتهيئة والإعداد لانتخابات المحافظين أمر يبعث على الفخر والاعتزاز لتعاظم هذا المسار واتساعه بالروح الوطنية التواقة إلى الغد الأفضل بعيداً عن عقد الماضي وثقافته الذي يطل علينا البعض بتلك الثقافة ويصدرها من المكاتب المتنقلة مشحونة بالكراهية ومحشوة بالدسائس والمزايدة وكأنه لا يجوز لهذا الشعب المرور بسلام في طريق الانجاز والتطور. ونحن هنا لا نعارض رأياً وانتقاداً بناءً مهما كانت قساوته إلا أننا نستعجب من البعض الإيحاء الواضح بأنه القادر والمالك المطلق لحقوق الناس وحرياتهم والمهندس والمخطط لخروج الغوغاء من أجل التخريب والنهب وقطع الطرق والاعتداء على الحرمات وبث روح الكراهية السامة بين أبناء الشعب اليمني الواحد جنوبه وشماله وشرقه وغربه، ولا بد هنا من التأكيد أنه لم يسبق في تاريخ شعوب العالم أن يصبح شعب بدون شمال أو جنوب أو غرب، وهذه سنة الله. ولكن الغرور والغيرة تجعل من البعض غير قادر أن يرى الحياة تدب دون أن يهب لتعطيلها وتنغيصها بالأصوات النشاز، وبالآراء الخبلاء،، وذلك أوضح ما يكون عندما ترى تواتر الحنق وإصدار التعاليم بصورة تنبعث منها رائحة الكراهية والحقد على الوحدة والتطور والنهوض ونقول هنا أيضاً من باب الإيضاح إنه لم يسبق لشخص أو قائد سياسي أو جماعة أو حزب أن امتلك جزءاً من وطن بأهله وجماهيره وأرضه مهما كان الأمر ومهما تنوعت الأسباب، كما لم يستطع أحد أن يشطب أو يصادر إرادات الناس في الحرية والاتجاه، وإلا لأصبح الناس عبيداً مملوكة وفقاً لإرادات وأهواء مرفوضة. وعوداً على بدء فمن منطلق محطة يوم الديمقراطية (27) إبريل عام 1993م نقول وبكل فخر واعتزاز إن شعبنا قد حقق منجزات عظيمة تنموية اقتصادية وخدمية شملت ربوع اليمن كله وفقاً لبرامج الخطط المدروسة والمعتمدة تتزايد مواقع منجزاتها عاماً بعد عام وتشمخ مناراتها أولاً بأول وبذلك تحققت في الجمهورية اليمنية تحولات نوعية اجتماعية واقتصادية وثقافية وكل ما يرتبط بحياة الإنسان ونحن في زياراتنا الميدانية التي اشتملت على مختلف المحافظات القريبة والبعيدة والتي كان آخرها محافظة حضرموت خلال شهر مارس الماضي وافتتحت ووضعت حجر الأساس ودشنت العمل في مشاريع كبيرة وإستراتيجية في المجالات الاقتصادية والتربوية والصحية وعلى مختلف صعد الحياة الجديدة. وكما قلنا فهناك مكاسب تتزايد وتطلعات أكبر لتحقيق المزيد والمزيد من تلك المكاسب والمنجزات وفقاً للبرنامج الانتخابي لفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وبعد مماطلات طويلة ومتكرر من إخواننا في المعارضة ( المشترك بصفة خاصة) فقد قررنا المضي بترجمة البرنامج الانتخابي والولوج إلى مرحلة تاريخية بانتخابات المحافظين وتأكيد توسيع قاعدة السلطة المحلية ليكون القرار بيدها بعيداً عن الأطر المركزية وهي خطوة لا شك بأنها بالغة الأهمية في طريق ممارسة الجماهير لحقها بالمشاركة الفعلية بالقرار والسلطة. ولا يفوتني هنا وفي هذه الإطلالة الإشارة إلى أننا منهمكون وبجدية كبيرة لإجراء المعالجات اللازمة على مختلف المستويات والصعد، ونرى أن المهم اليوم هو الالتزام باللعبة الديمقراطية وفقاً للأصول المعروفة بعيداً عن التشنجات والحنق الذي يخفي وراءه مصالح وأهواء قد لا تنسجم مع مصالح الوطن العليا. *نائب رئيس الجمهورية- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:42 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-6821.htm