امين الوائلي - صلاً من المفترض أن البرلمان والبرلمانيين مع الوطن وضد الفساد، وإلا فلماذا انتخبناهم وصاروا محصّنين بالنيابية ويستلم الواحد منهم مستحقات وبدلات شهرية تكفي لإعالة قرية بحالها.
> أما بعد ذلك فالسؤال هو: ما معنى أن يهرب أعضاء في البرلمان من مهامهم ومسئولياتهم التي محلها ومكانها قبة البرلمان ويذهبون لاستعراض عضلاتهم النيابية والدعائية أمام الكاميرات والصحافة تحت عنوان إعلامي وعائم من قبيل «برلمانيون ضد الفساد»؟
> أرجو أن لا يشبه العنوان من قريب أو بعيد أمثولة «عشم ابليس في الجنة»، وأرجو أكثر أن يجد هؤلاء في أنفسهم الشجاعة والأهلية لعرض وطرح تلك المعلومات والبيانات التي تضمّنها التقرير الخاص في قائمة المجلس التشريعي، ألا يتهربوا من الفرض إلى السنة، وربما إلى الوقوع في البدعة!
> ما الذي يمنع أعضاء البرلمان من ممارسة دورهم ووظيفتهم في المساءلة والرقابة طالما ولديهم قضايا وتفاصيل مهمة كهذه؟ إلا إذا كان هؤلاء يبحثون لأنفسهم عن موطئ قدم في سوق البطولات وبورصة العضلات الإعلامية والسياسية عندها يمكن مناقشتهم في الأمر.
> نعم هناك فساد ولا يحتاج اكتشاف ذلك إلى أن يتسرب أعضاء البرلمان من جلسات المجلس ويقاطعوا واجباتهم الدستورية ويذهبوا إلى كيان دعائي يزعم محاربة الفساد فيما أنه قائم على فكرة فاسدة بالمرة مضمونها تعطيل عمل المجلس الرقابي والتشريعي وتهريب أعماله إلى الشارع وأمام عدسات الكاميرات.
> ولا يخفى على أحد أن أغلب النواب هم إما تجار أو مقاولون أو كلاهما معاً ولو من الباطن، وجميعهم ـ ولله الحمد ـ يستخدمون صفاتهم النيابية لتمرير الصفقات والحصول على امتيازات كثيرة، ولكن هذا مما فات «برلمانيون ضد الفساد» التنويه إليه باعتباره واحداً من أنواع الفساد التي لا تجد من يعرّيها ويحاسبها.
شكراً لأنكم تبتسمون
|