بدر بن عقيل - لم يكن يوم السابع والعشرين من ابريل في روزنامة الزمان اليماني المشرق إلا يوماً وعرساً للديمقراطية الذي كان ثمرة من ثمار منجز إعادة الوحدة اليمنية المباركة في 22 مايو 1990م والتي بإعلان تحقيقها وارتفاع رأيتها أصبح النهج الديمقراطي المرتكز الأساسي للنظام السياسي والخيار الذي لا تراجع عنه.
واليوم ونحن على اعتاب الاحتفال بالعيد الوطني الثامن عشر حري بنا أن نقف ونتأمل ونستقرئ التجربة الديمقراطية اليمنية وتحولاتها الكبرى المهمة ونجاحاتها في زمن قياسي .. فقد شهدت الساحة الوطنية ثلاث دورات انتخابية برلمانية جرت على التوالي في الاعوام «1993م، 1997م، 1999، 20 سبتمبر 2006م».
ثم على ضوء بداية التحول المؤسسي نحو اللامركزية المالية والإدارية جرت أول انتخابات للمجالس المحلية في 22 فبراير 2001م في عموم مديريات محافظات الجمهورية وجاءت الدورة الانتخابية الثانية في 20 سبتمبر 2006م بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية.
والحقيقة أن المسار الديمقراطي في بلادنا لم يقف عند هذا الحد، ومن منطلق انه «لا تنمية بدون ديمقراطية، ولا ديمقراطية بدون تنمية» وترجمة فعلية لما جاء في البرنامج الانتخابي لفخامة الأخ علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية - وتأكيده على مواصلة الإصلاحات الاقتصادية والسياسية والإدارية وتوسيع رقعة المشاركة الشعبية بات الوطن على موعد مع حدث بالغ الأهمية يتمثل في انتخابات المحافظين المزمع اجراؤها في منتصف شهر مايو القادم.
والحدث بكل المقاييس إضافة جميلة ومنشودة في مسيرة الديمقراطية .. وتوطيد دعائم الحكم المحلي وتعميق مسؤوليات الوحدات المحلية، كون انتخابات المحافظين سترفع من وتيرة البناء والتنمية على مختلف الأصعدة، وفي وضع الخطط والاستراتيجيات ورفع مستوى الأداء في المرافق الخدمية المرتبطة بحياة الناس وتجعل المحافظ مسؤولاً امام مجهر الأخ الرئيس عن النهوض التنموي والاجتماعي للمحافظة.
أما الذين لا يعجبهم العجب ولا الأفراح والمنجزات في شهر مايو واعلنوا اعتراضهم على هذه الخطوة الإيجابية والإعلان عن مقاطعتها فهم يكشفون عن المزيد من محاولاتهم في عرقلة وإعاقة البرنامج الانتخابي للأخ الرئيس والذي بموجبه قال الشعب اليمني: نعم لرجل التنمية والديمقراطية.
وهؤلاء لم يعودوا يملكون إلا إشاعة ثقافة الكراهية والتشرذم والمناطقية ومحاولة خنق النفس الديمقراطي، لأن الديمقراطية نفسها سلاح بات يعريهم ويفضح نواياهم الخبيثة .. وموقفهم هذا موقف سلبي وهروبي في المقام الأول واعتراف مبكر بفشلها وإقرار بخسارة المعركة السياسية قبل خوضها وهم الذين كانوا بالأمس يلحون ويزايدون على فكرة انتخاب المحافظين ولغرض في نفس يعقوب .. واليوم يفتعلون العراقيل ويشوهون هذا المكسب الديمقراطي على صعيد تعزيز الحكم المحلي الواسع الصلاحيات .
ذلك أن الشتائم هي حجج الذين هم على خطأ وأن أشد الناس بلاءً وأكثرهم عناءً من له لسان مطلق وقلب مطبق، فهو لا يستطيع أن يسكت ولا يحسن أن يتكلم، واللسان عضو صغير به يكشف الأطباء عن أمراض الجسد، والحكماء عن أمراض النفس وشعبنا اليمني عن هذه الأهواء والقلوب المريضة التي لا تريد خيراً للوطن وأمنه واستقراره وتقدمه.
وجميل جداً أن يحيا الإنسان من أجل وطنه والوطنية هي ينبوع التضحية وحسن العمل، ومن الغريب أنه في الوقت الذي يبارك فيه العالم بالاجماع على فرادة ونزاهة التجربة الديمقراطية اليمنية وعلى هذا النهج الذي أرسى دعائمه فخامة الأخ علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية - ويحرص بين وقت وآخر على تعزيزه بما يضمن خلق أجيال تؤمن بالديمقراطية، نجد هناك من يعترض ويقلل من أهمية هذه الخطوة، ويفرش على دروبها أصابع من الديناميت والأسلاك الشائكة .. ولا شك أنه بعملهم هذا يقفون في صف وخانة من ناصب العداء للثورة والجمهورية والوحدة.
ولم يدرك هؤلاء بعد أن الديمقراطية غدت تسكن حدقات العيون وشغاف القلوب والوجدان والذاكرة.
نعم غدت الديمقراطية مثل جبال بلادنا الشامخة الشماء فمن ذا الذي يستطيع زحزحتها قيد أنمله؟!
|