راسل عمر القرشي -
أمس الأول بدأت في تعز كما في عموم محافظات الجمهورية عملية استقبال الترشيح لمنصب المحافظ التي حدد إجراء انتخاباتها في الـ 17 من مايو الجاري ترجمة للدعوة الموجهة من فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية في 27 ابريل الماضي..
انتخابات المحافظين تمثل الخطوة الأولى على طريق الانتقال الكامل إلى الحكم المحلي واسع الصلاحيات.. وترجمة حقيقية للبرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية الذي أكد فيه «تطوير قانون السلطة المحلية بمايكفل انتخاب محافظي المحافظات ومديري المديريات وتوسيع صلاحيات المجالس المحلية مع تعديل القوانين النافذة ذات العلاقة التي تتعارض مع تحقيق مبدأ اللامركزية المالية والإدارية»..
ولا شك أن هذه الخطوة الجريئة والتاريخية ليس على الصعيد الوطني وحسب بل على الصعيد العربي تؤكد حقيقة النهج الديمقراطي السائد في بلادنا وتعبر في الوقت نفسه عن آمال وتطلعات جماهير الشعب التواقة إلى الارتقاء بالمسار الديمقراطي بمايعزز من مبدأ حكم الشعب نفسه بنفسه، وتجاوز كل العوائق والصعوبات التي تحد من تنفيذ المشاريع التنموية والتوزيع العادل لها بين مختلف المحافظات ومديرياتها والمتمثلة بالمركزية الشديدة.
- إن جماهير الشعب وهي تتطلع من وراء هذه الانتخابات إلى التجسيد العملي لطموحاتها يحدوها الأمل في أن يكون أعضاء المجالس المحلية في المحافظات والمديريات كهيئة ناخبة عند مستوى المسؤولية والثقة التي منحت لهم.. ويستند اختيارهم لشخص المحافظ المنتخب من منطلق القدرة على الإيفاء بمتطلبات المجتمعات المحلية إضافة إلى أن يكون للمحافظ المنتخب عنوان واحد لا ثاني له وهو العمل والإنجاز.. وشعار واحد لا آخر له وهو «لا أحد فوق القانون»..
المجتمعات المحلية تنظر لهذه الخطوة على أنها البوابة الرئيسة للدخول إلى الحكم المحلي واسع الصلاحيات وعلى ضوئها ستتحدد اتجاهات التنمية المحلية في المجالات الحياتية المختلفة.. ويقيناً لن يتحقق ذلك إن لم يكن المحافظ المنتخب مستشعراً لمقتضيات المسؤولية ومترتبات تقلد الأمانة الوطنية.
- إن جماهير الشعب تنظر إلى هذه الخطوة التاريخية على أنها نافذة لصناعة نصر ديمقراطي تنموي جديد يؤسس لكل ماهو جدير بالافتخار.. وكونها كذلك توجب المسؤولية على أعضاء المجالس المحلية تمثلها صدقاً على درب التغيير والبناء ودعم مسارات الإصلاح..
توجب عليهم المسؤولية اختيار المحافظ الكفء القادر على التعامل مع مجتمعاته المحلية بوضوح وشفافية والتخاطب معها بعقلانية.
محافظ تقوده المسؤولية الوطنية نحو ترجمة آمال الناس والانتصار لتطلعاتهم.. يؤكد بالقول والفعل معاً التوجه الجاد والمسؤول نحو القضاء على مجمل الاختلالات والإشكالات التي تقف عقبة كأداء أمام تنفيذ المشاريع التنموية وإعلاء شأن النظام والقانون، وفي مقدمتها منع الفساد ومكافحته ودرء مخاطره وملاحقة مرتكبيه، ترجمة حقيقية لبرنامج فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية.
- إن انتخاب المحافظين هي الخطوة التي يصفها الكثير من المختصين في الشؤون المحلية بالثورة التي ستنعكس إيجاباً على مسيرة البناء والتنمية في الوطن، وستعمل على تعزيز رقابة الشعب بشكل أكبر، وبالتالي يتطلب معها العمل على تعزيز الايجابيات ورفدها بمقومات الاستمرارية والانطلاق بالجماهير إلى آفاق المستقبل المنشود.
إنها خطوة على طريق المستقبل الأفضل، ومكسب حقيقي للديمقراطية التي لا تراجع عنها مطلقاً..
ويقيناً لن يكون الغد كالأمس أبداً.. ولن يكون المستقبل الذي تلوح في الأفق بشائره إلا مكاناً مدهشاً لوضوح الرؤية وسلامة الهدف.
|