الإثنين, 05-مايو-2008
الميثاق نت -
جدد علماء اليمن رفضهم وإدانتهم الشديدة لحادث التفجير بجامع بن سلمان بمدينة صعدة عقب صلاة يوم الجمعة الماضية والذي راح ضحيته العشرات من الشهداء والجرحى.
جاء ذلك في إجتماع جمعية علماء اليمن اليوم بصنعاء برئاسة رئيس الجمعية العلامة محمد بن إسماعيل الحجي بحضور 250 عالما وخطيبا من عموم محافظات الجمهورية.
وقد صدر عن الجمعية البيان التالي:
الحمدلله القائل وقوله الحق " واعتصموا بحبل الله جميعاً ولاتفرقوا " والصلاة والسلام على إمام المتقين وسيد المرسلين وخاتم النبيين محمد بن عبدالله القائل (تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لايزيغ عنا الإهالك " وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد " فإنه من منطلق الواجب الذي فرضه الله على عاتق العلماء في النصح للأمة وإبداء الرأي وقول الحق في كل أمر محدث ألم بها.
عقدت جمعية علماء اليمن اجتماعاً لها خلال الفترة من الـ 27 من ربيع الآخر الموافق 3 مايو 2008 وحتى اليوم الاثنين 29 ربيع الآخر الموافق 5 مايو 2008، ووقفت فيه أمام الحدث الإجرامي الذي حدث عقب صلاة يوم الجمعة الماضية بجامع بن سلمان بمدينة صعدة ونتج عنه قتل وجرح عدد من المصلين.
لذلك فان جمعية علماء اليمن تستنكر ذلك العمل الإجرامي وكل الأعمال الإجرامية من قتل وعدوان وشق عصا الطاعة.
ونظراً لما لبيوت الله من حرمة وقداسة ولكونها أحب الأماكن إلى الله ولأنها مثوى العبادة فإن من الواجب على كل مسلم الحفاظ عليها وصونها من كل مايمس قدسيتها، قال تعالى " في بيوت إذن الله أن ترفع ويذكر فيها أسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال " فهي من شعائر الله التي يحب استشعار حرمتها وتعظيمها قال الله تعالى " ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب "
يدعو العلماء كافة أبناء المجتمع اليمني للوقوف صفاً واحداً مع ولي الأمر وعدم الخروج عن طاعته فهي من طاعة الله عملاً بقوله تعالى " ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا " صدق الله العظيم.. والتصدي لكل من يحاول الإخلال بأمن واستقرار الوطن والمواطن حتى يعيش مجتمعنا اليمني في أمن وسلامة وآمان.
ويدعو العلماء الدولة للقيام بواجبها أمام مرتكبي هذا العمل الإجرامي وتقديم الجناة إلى العدالة ليأخذوا جزاءهم العادل عملا بقوله تعالى "إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم" صدق الله العظيم.
ويؤكد العلماء على أن من واجبهم القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويهيب علماء اليمن بكافة أبناء المجتمع اليمني المسلم الذي تحاب فيه أبناء اليمن عبر العصور في ظل المذهبين الفقهيين الشافعي والزيدي اللذين يمثلا سعة فقهية تعمق الأخوة والمحبة والتسامح والحرص على عدم الخروج عن مقاصد الدين الحنيف، ومن تفقه في علوم المذهبين يعلم هذه الحقيقة الراسخة في نفوس أبناء اليمن الذين شهد لهم الرسول الكريم عليه من الله أفضل الصلوات والتسليم بقوله ( الإيمان يمان والحكمة يمانية).
ويحث العلماء جميع الباحثين من ذوي الاختصاصات العلمية والنفسية عبر حلقات الدروس والجامعات والمراكز المتخصصة على البحث بتعمق عن دراسة هذه الحادثة الخطيرة وكيف قبلها عقل من ارتكب هذا العمل حتى لا يستشري هذا الداء العضال في أوساط مجتمعنا اليمني المسلم المعروف بتمسكه بالدين والمزايا الإنسانية الرفيعة، ولعل ما يجري في العراق الشقيق من سفك للدماء وإزهاق للأرواح وإهلاك للأموال نتيجة للطائفية المقيتة التي أفسدت الحياة وأوجدت العداوة والبغضاء بين الأحبة لخير دليل على ما للتعصب من آثار مضرة ومدمرة للحياة ومقدرات الوطن.
كما يشيد العلماء بمواقف أبناء القوات المسلحة والأمن الذين يقومون بواجبهم الديني والوطني في حماية الوطن ووحدته وأمنه واستقراره ويقدر لهم العلماء ما قدموه من تضحيات جسيمة.
وأضاف البيان " ومجتمعنا اليمني اليوم يعيش حياة الشورى في انتخابات المحافظين ليشكر للقيادة السياسية ممثلة في إبن اليمن البار فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية، على إتاحة ممارسة مثل هذه الأعمال الشوروية عبر الانتخابات الذي كان لليمن قصب السبق فيه، ولذلك فإن العلماء يهيبون بكل المشاركين فيه أن يؤدوا عملهم على أحسن وجه وأكمله لما فيه مصلحة الأمة والوطن بعيدا عن الانتماءات المناطقية حتى يظهر هذا العمل التاريخي العظيم في أبهى صوره.
ونظرا لما تمر به الأمة من قحط بسبب تأخر الأمطار، وبما أنها لا تنزل عقوبة إلا بذنب ولا ترفع إلا بتوبة فإن العلماء يحثون كافة أفراد المجتمع بضرورة الرجوع إلى الله والتوبة والاستغفار والإبتعاد عن المعاصي والذنوب ورد المظالم إلى أهلها وإقامة صلاة الاستسقاء قال تعالى (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا) والله ولي الهداية والتوفيق وهو حسبنا ونعم الوكيل.. صادر في صنعاء بتاريخ 29 ربيع الثاني 1429 الموافق 5 مايو 2008م.
واكد رئيس الجمعية القاضي محمد بن إسماعيل الحجي في بداية الإجتماع على دور العلماء والفقهاء في تقديم النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في القول والعمل وإرشاد المجتمع لكل خير وغرس قيم المودة والإخاء بين أفراده ، وتعميق الوحدة الوطنية والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.
وأشار رئيس جمعية علماء اليمن إلى أهمية القيام بالتوعية وتفعيل رسالة المنبر الإرشادية في الدعوة إلى نبذ الفرقة والاختلاف والعصبية وانتهاج مبدأ الوسطية والاعتدال والتسامح، وأداء الجميع لواجبهم بكل أمانة وإخلاص.
وشدد على ضرورة عمل الجميع على الحفاظ على الوحدة باعتبارها قضية
تعبدية لله تعالى ونعمة كبيرة من الله بها على المسلمين قال تعالى "يأيها الذين آمنو اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون, واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم اعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته اخوانا , وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها " صدق الله العظيم, وقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر".
* سبأ
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 27-ديسمبر-2024 الساعة: 04:32 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-6860.htm