الأحد, 11-مايو-2008
عبدالعزيز الهياجم -
تحت شعار " العمل العربي المشترك" التحديات والآفاق تتواصل بصنعاء أعمال الدورة التاسعة عشرة للمؤتمر القومي العربي بمشاركة أكثر من ثلاثمائة شخصية من السياسيين والمفكرين من عدد من الأقطار العربية ودول المهجر. وإذا كان هذا المؤتمر ينعقد للمرة الثانية في أقل من خمس سنوات في صنعاء التي احتضنت الدورة الرابعة عشرة في يونيو 2003م فان لذلك دلالاته العميقة والواضحة على أن العاصمة اليمنية تظل حاضنه الحراك العروبي وحاملة الهم القومي ومنطلق الكثير من المبادرات والتحركات والمساعي الرامية إلى إصلاح ذات البين وتعزيز التلاحم والتضامن وتفعيل العمل العربي المشترك. وشتان بين أصحاب المشاريع الكبيرة وأعني بهم مفكري الأمة الذين ينظرون إلى صنعاء العروبة ويمن الوحدة المباركة نبراسا وشمعة أمل تضئ دروب الطامحين إلى وحدة عربية شاملة ،وبين أصحاب المشاريع الصغيرة الذين يسبحون ضد التيار وربطوا رهاناتهم بمسارات ودروب الواهمين والحالمين برؤية وطن مجزا ومفتت ومشرذم. فمفكرونا العرب هم أصحاب مشروع كبير وهم أكثر إدراكا لعظمة الوحدة اليمنية كإنجاز يمني عربي في زمن تتعرض فيه الأمة لمؤامرات ومخططات تجزئة وتقسيم وإضعاف. ومن الأهمية بمكان أن يسترجع الجميع ذاكرة الأيام وإرتباط هذا الشهر قبل ثمانية عشر عاما بإعادة تحقيق الوحدة اليمنية التي نقلت هذا البلد الذي هو منبع وجذور القبائل العربية من حالة الصراعات الشطرية ودورات العنف الدموي إلى لعب دور فاعل ومؤثر في محيطة الإقليمي والعربي. فهذا البلد الذي أثبت خلال ثمانية عشر عاما من عمر وحدته المباركة أنه عامل أمن واستقرار للمنطقة لم يكتفي بتقديم الأسلوب والنموذج المثالي في حل الخلافات والمشاكل العالقة مع جيرانه وبخاصة تلك المتعلقة بالمسائل الحدودية ولم يرفع في يوم من الأيام شعار " اليمن أولا" ومن خلفي الطوفان بل أنه استفاد من كل ذلك ليتفرغ للمعركة الأهم وهي الهم القومي ووحدة الصف العربي وتفعيل العمل المشترك كسبيل لانتشال الأمة من واقعها الذي لايسر عدوا ولاصديق. فقبل ثمانية أعوام كان المقترح اليمني بشأن آلية الانعقاد الدوري للقمم العربية يفعل فعله وينتقل بمؤتمرات القمم العربية من القطيعة والتباعد واللقاءات الطارئة إلى الاجتماعات السنوية التي تقيم ظروف ومناخات سنة كاملة وتتخذ بشأنها القرارات اللازمة. وقبل أربعة أعوام كانت المبادرة اليمنية لإصلاح الجامعة العربية وإقامة الاتحاد العربي تحرك المياه الراكدة وتشكل مع مبادرات عربية أخرى توليفة لرؤية عربية مستقبلية أثمرت بعض النتائج الايجابية كما هو الحال بإقامة الاتحاد البرلماني العربي كخطوة أولى. وفيما يتصل بحل الخلافات العربية ووأد المنازعات والانقسامات هناك شواهد كثيرة لمساهمات القيادة السياسية اليمنية بزعامة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح ومن بينها المبادرة اليمنية لرأب الصراع بين حركتي فتح وحماس والتي تمخضت عن إعلان صنعاء لاستئناف الحوار بين الفصيلين الفلسطينين البازرين وصولا إلى وحدة الصف الفلسطيني الذي يمكن من انهاء معاناة الشعب الفلسطيني ويقوى من فرص التمسك بالخيارات المشروعة سواء على مسار التفاوض أو المقاومة المشروعة لاستعادة الحقوق المشروعة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. كما جاء المقترح اليمني بشأن احتواء الأزمة اللبنانية والذي أعلن عنه فخامة الرئيس علي عبدالله صالح خلال اتصالات ومشاورات أجراها مع عدد من أخوانه القادة العرب والقيادات اللبنانية ليجسد حرص اليمن على الحفاظ على أمن واستقرار لبنان وعدم انجرار الأطراف اللبنانية إلى صراعات بالنيابة عن الأخرين والخاسر فيها هو لبنان والشعب اللبناني وخاصرة التضامن والعمل العربي المشترك.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:56 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-6897.htm