الأربعاء, 21-مايو-2008
الميثاق نت -   حسن عبد الوارث -
كلما أطلت ذكرى الثورة أو الاستقلال أو الوحدة ، أنبرت الاقلام وانعقدت الندوات للحديث عن أهمية كتابة تاريخنا الوطني وخطورة تدوينه وتوثيقه من قبل غير العارفين به أو غير المتخصصين فيه . ففي البلاد والمجتمعات المتخلفة – واليمن إحداها ولا فخر – تغدو الصورة ، في هذا المضمار ، أكثر حلكة من ليل الزنزانة .. فكل أمرئ ، وكل كتاب أو مقال ، يدَّعي وصلاً بالحقيقة ، وهي منه براء ، براءة الذئب من دم يوسف والحوت من دم يونس وكاتب هذه السطور من دم ضحايا تسونامي وكاترينا و 11 سبتمبر! ولعل التاريخ هو القضية الأكثر إقلاقاً وإرهاقاً للمثقف في أي زمان ومكان .. وفي اليمن تغدو الصورة أكثر جسامة والرؤية أحلك قتامة .. فما أكثر من الكتب – أوغيرها من المواد المنشورة في هذه الواسطة الإعلامية أو تلك – التي زعمت أنها كتبت تاريخاً أو دوَّنت حقيقة أو وثقت واقعة .. فإذا بنا نصحو على فاجعة الزيف تفوح بين دفتيها . وأخشى كثيراً أن تأتي أجيال غداً فتأخذ بتلك الكتب أو المنشورات التي تزعم تأريخا ًأو تدويناً أو توثيقاً لبعض أهم قضايانا وأسخن أحداثنا الحديثة أو المعاصرة ، ناهيك عن القديمة منها والوسيطة ، وتتخذها مراجع لها في فهم هذه القضايا والتعاطي مع تلك الأحداث ! ويزيد الطين بله أن بعض تلك الكتب أصدرها مؤرخون وساسة وإعلاميون ، من خارج اليمن ، لم يعيشوا في قلب هذه الأحداث قط .. أو يعايشوا تلك القضايا البتة .. إنما 'إعطي له من الديش بارد'!! إن كتابة التاريخ – الحقيقي ، لا المزيف – ستظل القضية الأكثر إلحاحاً في وعي ووجدان المثقف اليمني ، ولدى الأجيال المتواترة تترى ، إلى زمن وإلى يمن لا يعلم أمدهما وموعدهما سوى العالم العليم .
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:23 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-6975.htm