الأحد, 25-مايو-2008
الميثاق نت -    محمد أنعم -
إننا نحتفل بالعيد الوطني الثامن عشر لقيام الجمهورية اليمنية التي قامت في 22 مايو 1990م على أنقاض نظامي التشطير.. ويواجه هذا المنجز الوطني تحديات ليست سهلة.. فثمة أعداء يتأبطون شراً بالوحدة وبأمن واستقرار اليمن، وصار التقليل من خطرهم حماقة تقودنا إلى كارثة‮..‬
إن‮ ‬الحفاظ‮ ‬على‮ ‬وحدة‮ ‬الوطن‮ ‬وصيانة‮ ‬الدم‮ ‬اليمني‮ ‬وأمن‮ ‬واستقرار‮ ‬البلاد‮ ‬من‮ ‬القضايا‮ ‬التي‮ ‬لايجب‮ ‬المساومة‮ ‬حولها‮ ‬شرعاً‮..‬
اليوم‮ ‬أصبحنا‮ ‬أمام‮ ‬أعداء‮ ‬للوطن‮ ‬وللوحدة‮.. ‬إنهم‮ ‬واضحون‮ ‬ومعروفون،‮ ‬ويكون‮ ‬من‮ ‬غير‮ ‬المنطقي‮ ‬أن‮ ‬تقودنا‮ ‬الديمقراطية‮ ‬إلى‮ ‬هكذا‮ ‬تمردات‮ ‬وهكذا‮ ‬معسكرات‮ ‬سرية‮ ‬وعلنية‮ ‬ضد‮ ‬الوحدة‮ ‬والسلم‮ ‬الاجتماعي‮..‬
لذا‮ ‬فإن‮ ‬علينا‮ ‬ان‮ ‬نجعل‮ ‬من‮ ‬هذه‮ ‬المناسبة‮ ‬الوطنية‮ ‬محطة‮ ‬لوضع‮ ‬حدٍ‮ ‬للإفراط‮ ‬في‮ ‬التسامح‮ ‬مع‮ ‬من‮ ‬يتآمرون‮ ‬ويسعون‮ ‬ليل‮ ‬نهار‮ ‬لتفجير‮ ‬المفخخات‮ ‬بين‮ ‬أفراد‮ ‬الأسرة‮ ‬اليمنية‮ ‬الواحدة‮.‬
لم يعد طرح كهذا فيه مبالغة أبداً، لأن واقع الحال صار مخيفاً ليس من ضعف، لا والله فالشعب اليمني أقوى من المرتزقة وأعداء الوحدة والوطن ولو اتحدوا جميعاً.. وإنما هناك اعتقاد أنه بالديمقراطية يمكن ردع الخونة ودعاة الكراهية والانفصال، صحيح يمكن معالجة أخطاء الديمقراطية‮ ‬بالمزيد‮ ‬من‮ ‬الديمقراطية‮ ‬في‮ ‬قضايا‮ ‬تعني‮ ‬الديمقراطية‮.‬
بيد أن الدستور المستفتى عليه من قبل الشعب شدد على أن الجرائم الماسة بأمن الوطن ووحدته وأمنه واستقراره هي من الجرائم الجسام، وهذا يضعنا أمام مسؤوليات وطنية وتاريخية وفي المقدمة مسئولية دينية لنحذر من جنون تجار الحروب الذين يسعون لضرب الوحدة الوطنية بشتى معاول‮ ‬الهدم‮ ‬والتخريب،‮ ‬وتطورت‮ ‬أساليب‮ ‬جرمهم‮ ‬إلى‮ ‬استخدام‮ ‬مختلف‮ ‬أنواع‮ ‬الأسلحة‮ ‬والأحزمة‮ ‬الناسفة‮..‬
* إن إعادة تحقيق الوحدة اليمنية بالطرق السلمية ستظل مفخرة لليمن واليمنيين على مر العصور، هذا الإنجاز التاريخي ما كان له أن يتحقق في تاريخ اليمن لولا وصول تجار الحروب إلى انهيار مريع وإفلاس كامل، وحصار من الغضب الشعبي محكم حولهم في مكان ضيق ولا مفر أمامهم إلاّ‮ ‬الموت‮ ‬أو‮ ‬القبول‮ ‬بالوحدة‮ ‬مكرهين‮ ‬كسفينة‮ ‬نجاة‮ ‬تنقذهم‮ ‬من‮ ‬الموت‮ ‬الحتمي‮ ‬اقتصاصاً‮ ‬على‮ ‬جرائمهم‮ ‬التي‮ ‬اقترفوها‮ ‬ضد‮ ‬أبناء‮ ‬شعبنا‮ ‬إبان‮ ‬فترة‮ ‬التشطير‮.‬
‮* ‬لقد‮ ‬خرج‮ ‬الشعب‮ ‬يوم‮ ‬22‮ ‬مايو‮ ‬1990م‮ ‬مبتهجاً‮ ‬إلى‮ ‬الشارع‮.. ‬وأطلقت‮ ‬الأمهات‮ ‬أصواتهن‮ »‬محجرات‮« ‬أمام‮ ‬عظمة‮ ‬هذا‮ ‬المنجز‮ ‬الذي‮ ‬ظلت‮ ‬التضحيات‮ ‬مهما‮ ‬كانت‮ ‬جسيمة‮ ‬رخيصة‮ ‬أمامه‮.‬
تناسى الجميع ضحايا الصراعات الذين سقطوا إبان فترة التشطير.. اعتبروا قيام الجمهورية اليمنية تكريماً للشهداء والجرحى.. رد اعتبار للتاريخ.. وضع حد للتخلف.. نهاية لتجار الحروب والمرتزقة والعملاء.. إغلاقاً لنافذة الاستعانة بالخارج ضد الوطن.. هي نهاية أيضاً للمآسي‮ ‬وسفك‮ ‬الدم‮ ‬اليمني‮ ‬من‮ ‬أجل‮ ‬تنفيذ‮ ‬مخططات‮ ‬أجنبية‮..‬
هكذا‮ ‬جاءت‮ ‬الوحدة‮ ‬لتنهي‮ ‬عهود‮ ‬الموت‮ ‬والخوف‮ ‬والجوع‮ ‬والألغام‮.. ‬ولتقضي‮ ‬على‮ ‬ذلك‮ ‬النزيف‮ ‬الجنوني‮ ‬الذي‮ ‬أهلك‮ ‬اليمن‮.. ‬وتنهي‮ ‬كل‮ ‬وكلاء‮ ‬الحروب‮ ‬والمتاجرين‮ ‬بالدم‮ ‬اليمني‮ ‬من‮ ‬صراعات‮ ‬لا‮ ‬ناقة‮ ‬ولا‮ ‬جمل‮ ‬لليمن‮ ‬فيها‮..‬
* اليوم صار كل يمني مشروع ضحية لجرائم أعداء اليمن.. أصبحت الوحدة هدف كل مؤامرات قتلة ومجرمي الأمس.. وباتوا يخططون لتفتيت الأرض اليمنية وتقطيعها إلى فسيفسات لتعود باليمن إلى فترة ما قبل ظهور الدولة البدائية..
إننا نواجه خطراً يهدد كل منجزات الإنسان اليمني منذ بدء التاريخ، تآمر هو الأفظع والأحقر.. تآمر سفلة وساقطين ووضعيين.. هاهم يريدون ان يفصلوا المواطنة اليمنية بسحب الرداء أو اللهجة أو مكان الميلاد.. ليس هذا فحسب إنهم يسعون إلى إطلاق طاعون مدمر ليهلك اليمن وكل‮ ‬من‮ ‬عليها‮..‬

ماهو‮ ‬الحل‮ ‬إذاً؟‮!‬
إن التاريخ وتجارب البشرية تعلّمنا ان المنجزات الوطنية والإنسانية العظيمة تظل مهددة بالضرب والانتكاسة إذا لم تُحمَ بقوة القانون والقوة العسكرية المسؤولة عن حماية الوطن ومكاسبه الثورية.. إن وحدة أمريكا لم تقم على أنغام الموسيقى التكساسية ولا رقصة السامبا، كما‮ ‬ان‮ ‬وحدة‮ ‬ألمانيا‮ ‬سواءً‮ ‬في‮ ‬عهد‮ ‬بسمارك‮ ‬أو‮ ‬في‮ ‬أو‮ ‬غيره‮ ‬قامت‮ ‬وسحقت‮ ‬كل‮ ‬أصحاب‮ ‬مشاريع‮ ‬نتوءات‮ ‬الفتنة‮ ‬وقضت‮ ‬عليهم‮ ‬إلى‮ ‬الأبد‮..‬
ولهذا فإن التحديات التي تواجه الوحدة اليمنية تفرض على المؤتمر الشعبي العام ان يتحمل مسؤوليته الوطنية والتاريخية في القضاء نهائىاً على كل ما يهدد الوحدة والديمقراطية والتعددية، وخصوصاً بعد إعلان المواقف العربية والدولية الداعمة والمساندة للوحدة.. لأن استمرار استخدام الفأس للضرب على جذع الشجرة المثمرة لايعني انه نوع من الاحتجاج على غياب عدالة تقاسم ثمارها.. فالوحدة اليمنية ليست قضية مقدسة للمرتزقة والانفصاليين من الحزب الاشتراكي وتجمع الإصلاح والكهنة.. وطالما صارت قناعاتهم هذه معلنة، وان »القضية الجنوبية« هي المقدس بالنسبة لهم، فمعنى هذا أنهم يبيحون الدم اليمني، بدليل ان العملية الإرهابية التي اقترفها المجرم الحوثي في مسجد بن سلمان بصعدة، والهذيان المريض لأمين عام الاشتراكي وخزعبلات المندس العطاس، كلها جاءت عقب إعلان الموقف العربي والدولي الداعم والمساند للوحدة‮ ‬اليمنية‮..‬هذه‮ ‬التطورات‮ ‬تؤكد‮ ‬أن‮ ‬خطر‮ ‬الشموليين‮ ‬لايختلف‮ ‬عن‮ ‬خطر‮ ‬التنظيمات‮ ‬الإرهابية‮.‬
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:36 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-6998.htm