الجمعة, 01-سبتمبر-2006
الميثاق نت - قصر أثري قديم مستند على صخرة عظيمة تضلل بوابته شجرة كبيرة يصل محيط جذعها إلى 3 أمتار، ويبلغ عمرها أكثر من 700 عام.
وتتفاوت الروايات المرتبطة ببداية التأسيس والبنيان لدار الحجر وتشير بعض الحكايات أن الدار كان قد مصطفى عبرين -
قصر أثري قديم مستند على صخرة عظيمة تضلل بوابته شجرة كبيرة يصل محيط جذعها إلى 3 أمتار، ويبلغ عمرها أكثر من 700 عام.
وتتفاوت الروايات المرتبطة ببداية التأسيس والبنيان لدار الحجر وتشير بعض الحكايات أن الدار كان قد تعرض للهدم عشرات المرات إلا أنه كان يتم إعادة بناءه مرة أخرى .
يظهر تفرد القصر كقطعة فنية معمارية من الخارج حيث تتجلى عبقرية التصميم في واجهاته المختلفة التي لاتتشابة فينبهر الناظر والزائر إلى القصر وقد شيد دار الحجر في سبعة أدوار ويقال أن الأتراك في الغزو الأول لليمن فضلوا أن يسكنوا في هذا الدار لفنه المعماري المتفرد به عن غيره. وبمجرد دخول باحة الدار الشهيرة، والتي أقيمت على تلة من صخور الجرانيت في وادي ضهر، وسميت دار الحجر نسبة إلى الصخرة ـ الحجرة ـ التي بنيت عليها، بناها، في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي، العالم والشاعر علي بن صالح العماري، الذي عاش في الفترة بين (1736-1798)، والذي اشتهر باتساع المعرفة وتعدد المواهب، لا سيما في علم الهندسة والمعمار والفلك، ومن أهم المباني التي اشتهر بتصميمها «دار الحجر»، والتي أمر ببنائها الإمام «المنصور علي بن العباس» ليكون قصراً صيفياً، على أنقاض قصر سبئي قديم، كان يعرف بـ «حصن ذو سيدان»، والتي بقيت شامخة على مر العصور، وشهدت إضافات عديدة، غير أنها تستخدم حالياً كمعلم سياحي، بعد فتح أبوابها أمام الزوار الراغبين في مشاهدة هندستها المعمارية من الداخل. غير أن الإضافات المهمة التي أدخلت في بناء هذا القصر، يقال أنه أمر بها الإمام يحيى ابن حميد الدين، بعد أن توارثه عدد من الملوك اليمنيين، ويتميز القصر باختلاف واجهاته الأربع، في مقابل إعطاء كل نافذة أو شرفة من الداخل منظراً مغايرا للوادي المطلة عليه، ويتناغم القصر بأدواره السبعة مع التكوين الطبيعي للصخرة المقام عليها، وكأن القصر منحوت من الصخرة نفسها،وبعد الدخول من بوابة القصر الرئيسة، إلى الباحة الواسعة، والتي يوجد بها عدة ملحقات تابعة للقصر، أبرزها جناح استقبال خارجي يدعى «الشذروان»، عبارة عن مبنى منفصل قبالة القصر من الجهة الغربية، يتكون من مجلس صيفي للمقيل، له ساحة خاصة بها ثلاث نافورات للمياه، وتسيج الساحة بنوافذ خشبية واسعة تطل على الوادي، يمكن إغلاقها وحجب الرؤية من الوادي لساحة المجلس، وبالقرب منه يوجد المطعم الرئيس وغرف الطبخ، وإلى يمين المجلس يوجد مبنى الإدارة ومقر المحكمة.
أما القصر نفسه، وبعد الالتفاف حول الصخرة المبني عليها، يستقبلك باب خشبي سميك، ويفضي الدرج، المنحوت بعد هذا الباب، إلى جناح الاستقبال في الطابق الأول، ويتكون من صالة رحبة وبعض الغرف الملحقة، فيما يوجد في الطابق الثاني ردهة يخرج منها إلى خارج البناء الأساسي للقصر، للوصول إلى رواق مكشوف منحوت في الصخرة وملتو عليها، مع وجود قبور صخرية منحوتة تعود إلى ما قبل التاريخ، وينتهي الممر بغرف قديمة النحت، لها نوافذ مطلة على الوادي، استخدمت للحراسة والقنص، لصعوبة تحديد مكانها من خارج الصخرة، وهذا الجزء من بقايا القصر السبئي، وغطي الجزء المكشوف من الممر، ببناء استخدم كمطبخ منفصل عن القصر.
وفي منتصف الممر بين الغرف الصخرية والمطبخ توجد بئر بفتحتين، تشقان قلب الصخرة، لا يعرف تاريخ حفرهما، إحدى الفتحتين، وهي الصغرى، تبدأ في هذا الممر وتنتهي بالتقائها بالفتحة الأساسية، فتواصل خمسين مترا تقريبا، أما الفتحة الأساسية فتواصل طريقها إلى الأسفل بعد اعوجاج مسارها.
وقبل الوصول الى الطابق الثالث، توجد غرفة صغيرة كانت مخصصة لـ «الدويدار»، لفظ تركي يطلق على مستخدم دون سن الحلم، يقوم بخدمة المراسلة وجلب حاجيات نساء القصر، ولم يكن يسمح لأي رجل من الحراس بتجاوز غرفة «الدويدار» الى الأعلى نهائياً، كما يوجد في الطابق نفسه جناح كان مخصصا لوالدة الإمام، ويتكون من عدة غرف، كما توجد به خزانة محكمة، وينقسم الطابق الرابع إلى قسم خصص كجناح لولي العهد، به غرفة مربعة وخزنة كبيرة مرتفعة الفتحة، يمكن الوصول إليها من خلال سلم مبتكر، تغوص درجاته الخشبية في عمق الخزنة.
أما القسم الثاني المبني على الصخرة، خصص لغرف الجواري والخادمات، وفي الطابق ذاته توجد مطاحن الحبوب الحجرية «الرحى»، كما توجد أيضا الشرفة الظاهرة في الجهة الشرقية للقصر، وتسمى شرفة «المصبانة»، وهي المكان المخصص لغسيل الملابس، توجد بها بركة صغيرة تتجمع فيها مياه الأمطار. وينقسم طريق الطابق الخامس إلى قسمين، قسم خاص يؤدي مباشرة إلى الطابق السادس، حيث الجناح الخاص بالإمام، دون أن يمر بالطابق الخامس المخصص مع جزء من السادس لأجنحة الحريم (نساء القصر)، ويتكون من عدة غرف للنوم وملحقاتها، مع مجلس واسع، نوافذه عبارة عن مشربيات لا تسمح بالرؤية من الخارج إلى الداخل.

بينما يؤدي الدرج الخاص بجناح الإمام، والمكون من غرفة ركنية، مطلة على جهتي الشرق والشمال، لتوفر جوا باردا خلال فصل الصيف، كما يوجد على أحد جدران الغرفة، بورتريه متخيل للإمام يحيى بريشة فنان إيطالي، وتوجد غرفة صغيرة لها ثلاث نوافذ صغيرة، تسمى «الكمة»، حيث كان الإمام يختلي فيها بنفسه للتفكير والكتابة، كما كان يحتفظ فيها بأوراقه المهمة. بينما يتكون الطابق السابع من مجلس واسع، وملحقات ومطبخ علوي وشرفة مكشوفة واسعة، ومسيجة بأشكال بيضاوية كنوافذ، منها ما يسمح بالرؤية بحرية، ومنها ما هو مخصص لإطلالة النساء، كما يوجد في زاوية الشرفة مكان مخصص للحمام الزاجل الذي كان يستخدم في المراسلات، مع توزع ثلاجات طبيعية للمياه في الأواني الفخارية في معظم الطوابق السبعة.
وتحف بالقصر بعض المنازل، كان يقطنها كاتب الإمام وبعض حاشيته من الوزراء والحرس، إلى جانب مسجد صغير بناه الإمام، وكتب عليه «بناه لله المتوكل على الله»، وإلى الغرب منه يقبع حمام البخار الخاص بالإمام، الذي كان يستخدمه في فصل الصيف.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 01:18 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-709.htm