الإثنين, 09-يونيو-2008
الميثاق نت -             أ / عمر عبرين * -

أن المتتبع لقضايا اليمن في بعض المواقع الاخباريه على الشبكة الالكترونية (الانترنت) يجد من التعليقات على الأخبار الخاصة باليمن ما يتضمن في طياتها دعوه للانفصال والعودة الى مايسمى سابقا باليمن الديمقراطية ، وبغض النظر عن عدد من يطلقون تلك الدعوة سواء كانوا اثنين او ثلاثه (مكلفين) ربما للقيام بذلك او أكثر بقليل ، الا ان المنادين بذلك قد لايدركون مخاطر مثل هكذا دعوه ، ولا اعتقد انهم يتصورون السيناريو الناتج عن حدوثها لاقدر الله ، وعليه فان من الحصافه النظر بموضوعيه لعواقب تلك المطالب وادراك من المتضرر اولا ومن المستفيد.

اول مشاهد سيناريو الانفصال في حال حدوثه ، يتمثل في حالة الفراغ السياسي المصاحب له نتيجة عدم وجود قوه على الأرض لها الحق في تسلم إدارة الجنوب ، خاصة وان من يتصورون أحقيتهم في القيام بذلك ، ممن هم مشتتون في الخارج ، لايملكون من القوه مايمكنهم من بسط سيطرتهم على الأرض ، ولايدركون تعدد القوى التي قد ترى في نفسها أولوية إدارة المناطق التى كانت بحوزتهم على اقل تقدير ، وإنهم لايتصورون العوده تحت مظلة مجموعه لهم معها في المواجهات تاريخ ليس ببعيد ، سيما وان أبناء الجنوب قد عانوا ويلات صدامات داميه متعدده في اقل من عقدين ، نتيجة اختلاف قيادات الحزب الواحد ، فكيف سيكون الحال في ظل تعدد تلك القوى .

وهنا يجب على الجميع استحضار النموذج العراقي بعد الغزو الامريكي ، وحالة التمزق التي مازال يعيشها حتى وقتنا هذا ، نتيجة تعدد وتنوع من يرون في انفسهم الحق في تسلم السلطة ، وعليه يصعب على القوى الاجنبيه ، التى يراهن عليها البعض ، تكرار دعم ماقد يؤدي الى فوضى حتى وان كانت ( خلاقه ) في جنوب الجزيرة ، الى جانب مايعاني منه شمالها في العراق .

ثاني مشاهد سيناريو الانفصال في حال حدوثه ، يتمثل في ان القوى الخارجيه والتي انفقت من الوقت والمال الكثير للاطاحه بالنظم الاشتراكيه ومن يدور في فلكها واثبات بطلان نظريتها ، ليست من السذاجه لتدعم مثل هكذا توجه ، وتساعد على عودة ماكان سائدا من قبل ، في الوقت الذي تتجه فيه دول المعموره نحو عولمه اجباريه ونظام عالمي تحكمه الشركات الراسماليه الكبرى ، اضافه إلى ان تلك القوى لاتكن لأي مخلوق من الحب ما يجعلها تضحي من اجله بماانفقته سابقا من أبنائها وضرائب مواطنيها على مدار عقود لتعيد له نظاما سياسيا و اقتصاديا ، كان ومايزال عدوا لها ، وبالتالي تتبدد فرصة العوده الى مرحلة ماكان عليه الجنوب في السابق والتي لاتعدوا عن كونها مرحله من (الاكتفاء والانكفاء معا ) ليس الا، لذا فالراسماليه هي القدر المحتوم ايضا في حال الانفصال مع فارق وعود بإعادة الاعمار كما في العراق وافغانستان .

ثالث مشاهد سيناريو الانفصال في حال حدوثه هو عبارة عن المحصله الطبيعية للسيناريو الاول والثاني ، في منطقه سواحلها ليست ببعيدة عن الصومال وافغانستان .

فاذا كان من ينادي بالانفصال موضوعيا ولو للحظه فعليه ان يتخيل من المتضرر ، واذا كان لفرد من المطالب مايرى انها مشروعه ، فهذا لايدعو الى تغييب العقل لتحقيق تلك المطالب .

*مدرس بكلية الاعلام – جامعة صنعاء

مرحلة الدكتوراه - جامعة القاهره .
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:30 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-7117.htm