الميثاق نت -

الأربعاء, 25-يونيو-2008
الميثاق نت -


من المتوقع أن يستقبل الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليوم نائب الرئيس الصيني شي جين بينغ نك الذي بدأ زيارة رسمية هي الأولى من نوعها لمسئول صيني رفيع المستوى إلى اليمن .

وفيما ستنعقد اليوم بصنعاء ورشة عمل بمشاركة (200) من رجال الأعمال اليمنيين و(150) من نظرائهم الصينيين لمناقشة الجانب الاستثماري في اليمن ،كانت بدأت مساء الثلاثاء المباحثات الرسمية بين اليمن والصين برئاسة عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية، وشي جين بينغ نك نائب رئيس جمهورية الصين الشعبية.

ورحب نائب الرئيس بالضيف الصيني الكبير مستعرضا جملة من الموضوعات والقضايا المتصلة بالتعاون المشترك بين البلدين الصديقين معربا عن تقديره الكبير لما تقدمه جمهورية الصين من دعم مستمر لقضايا التنمية والتطوير في اليمن .

فيما أعرب نائب الرئيس الصيني عن تقديره الكبير لمواقف اليمن تجاه القضايا الإقليمية والدولية وفي طليعتها قضية الشعب العربي الفلسطيني وحقه في استعادة أرضه وقيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وكذلك القضايا المتصلة بالعراق والسودان والصومال.

وأشاد نائب الرئيس الصيني بالتعاون الثنائي المشترك ومواقف اليمن الواضحة تجاه العديد من القضايا المشتركة وأهمها قضية عودة تايون الى الصين الأم بالإضافة الى ما يتصل بقضايا الإصلاحات وعلى وجه الخصوص إصلاح منظومة الأمم المتحدة .

وأكد نائب رئيس الجمهورية إن تاريخ العلاقات اليمنية الصينية وتطورها خلال الفترة الماضية يعد مثالاً مميزاً للعلاقات مع الدول الصديقة حيث قامت تلك العلاقات على مبادئ التعاون والدعم والاحترام المتبادل ورعاية المصالح المشتركة .
مشيراً الى ان اليمن كان في طليعة الدول التي أقامت علاقات دبلوماسية كاملة مع جمهورية الصين الشعبية في 24 / 9 / 1985م ، كما وكانت الصين في طليعة الدول التي اعترفت بالنظام الجمهوري بعد قيام ثورة 26 سبتمبر 1962م المجيدة وقدمت دعمها وتأييدها المادي والمعنوي لثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر..

وأضاف "نقدر وبشكل عال مواقفكم ودعمكم المستمر لمسيرة التنمية والوحدة ، ولقد كان لبلدكم الصديق بصمات واضحة في دعم اليمن منذ قيام الثورة اليمنية وذلك بشكل مشاريع طرق وصحة وصناعة ، إضافة الى المساعدات الاقتصادية والفنية في العديد من المجالات" .

وتابع هادي :لقد شهد العام 2006 مناسبتين هامتين كان لهما بالغ الأثر في تعزيز أواصر الصداقة والتعاون بين بلدينا وشعبينا الصديقين تمثلتا في احتفالنا بالذكرى الخمسين لإقامة العلاقات السياسية بين اليمن وجمهورية الصين الشعبية وكذا بالزيارة الناجحة للرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية لبلدكم والتي أثمرت عن عدد من النتائج الهامة من شأنها الدفع بعلاقات التعاون الاقتصادي والتجاري الى الأمام .

وقال" إن علاقات بلدينا الاقتصادية والتجارية والاستثمارية في تطوير مستمر يظهر ذلك من خلال حجم التبادل التجاري بين اليمن والصين ، وهنا نؤكد دعم القيادة اليمنية واستعدادها لتوفير كل التسهيلات للشركات والاستثمارات الصينية الوافدة لليمن التي تزخر بالعديد من الفرص الاستثمارية والمجالات الواعدة في قطاعات السياحة والمناطق الحرة والمناطق الصناعية والتعدين إضافة الى مشاركة المؤسسات والتكنولوجيا الصينية في مشاريع البنية التحتية المختلفة .

وأضاف " إننا ننظر بتفاؤل كبير للقيام بأعمال مشتركة ناجحة في العديد من تلك المجالات للاستفادة من الخبرات والقدرات الصينية التي حققت تطورات هائلة على مختلف الأصعدة ونقلت الصين إلى مستويات عالمية متقدمة في كل المجالات الاقتصادية والصناعية والعلمية .
ولفت إلى أن الجمهورية اليمنية حققت خلال العشر السنوات الماضية وبتعاون الأشقاء والأصدقاء ومنهم الأصدقاء الصينيين انجازات جيدة وهامة في مجالات التنمية والاقتصاد والإصلاحات الشاملة كما وشاركت اليمن المجتمع الدولي في جهوده لنبذ التطرف والإرهاب وإحلال الأمن والسلام الدوليين حتى تستطيع الشعوب تحقيق المزيد من التقدم والازدهار وتوفير الأجواء المناسبة لقيام تنمية مستدامة تعود بالنفع على الجميع .

وقال " في هذا الخصوص فقد كان للصين مساهمات واضحة في دعم مسيرة التنمية في اليمن كما وكان للموقف الصيني المساند دوما لوحدة اليمن دورا فعالا في تطوير وتعزيز مسيرة البناء والتنمية والتي نفخر بأنها كانت أبرز منجز للموحدة اليمنية المباركة في 22 مايو 1990م .

وتابع " إننا إذ نقدر دوما دور جمهورية الصين الشعبية في تعزيز التعاون معنا على صعيد التجارة والاستثمار وتقديم المساعدات، نأمل في رفع مستوى هذا التعاون والدعم إلى مستويات أعلى تلعب دورا محوريا وأساسيا في مسيرة البناء والتنمية والتخفيف من الفقر في اليمن خلال السنوات القادمة وبما يساعد إلى حد كبير في مواجهتنا للتحديات الكبيرة والكثيرة التي تواجه الجمهورية اليمنية .

وعبر نائب رئيس الجمهورية عن أمله في أن تشكل هذه الزيارة مرحلة انطلاقة جديدة نحو تعزيز التعاون القائم بين البلدين وفتح مجالات عمل مشتركة جديدة من خلال توفير المنح والمساعدات والتمويلات الميسرة اللازمة لإقامة العديد من مشاريع البنية التحتية لخدمة المواطن اليمني وتهيئة المناخات اللازمة لقدوم المستثمرين ، ومنهم بالأخص المستثمرين الصينيين ، الأمر الذي يعني تحقيق أهداف زيادة النمو الاقتصادي وخلق فرص عمل جديدة للتخفيف من البطالة بشكل عام .

وأشار نائب رئيس الجمهورية إلى " تطابق المواقف اليمنية الصينية والتي تدعوا دائما إلى إحلال الأمن والسلام وتحقيق التنمية لشعوب المنطقة والعالم.. فعلى المستوى الإقليمي والدولي تدعم الجمهورية اليمنية جميع الجهود المبذولة لإحلال الأمن والسلام في الشرق الأوسط، وفيما يخص القضية الفلسطينية فان اليمن يؤكد على أهمية استئناف جهود السلام في المنطقة استنادا الى مبدأ الأرض مقابل السلام...وقرارات الشرعية الدولية،ومفهوم الدولتين المستقلتين، وخارطة الطريق ومبادرة السلام العربية. كما نؤكد على وحدة العراق والحفاظ على هويته العربية..ورفض أي عمل يحاول المساس بوحدته وسلامة أراضيه.
وفي الشأن الصومالي فان اليمن تؤكد مجددا على ضرورة دعم المجتمع الدولي والدول المانحة للحكومة الصومالية المؤقتة بما يمكنها من إعادة بناء مؤسسات الدولة وفرض الأمن والنظام في ربوع الصومال، ونطالب كافة الأطراف الخارجية الكف عن التدخل في الشئون الداخلية للصومال مع أهمية استمرار عملية المصالحة في بعدها السياسي وبمشارك كافة الأطراف.

كما أكد نائب الرئيس موقف اليمن بضرورة إخلاء منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي من السلاح النووي وكل أسلحة الدمار الشامل الذي يعتبر شرطا ضروريا لاستتباب الأمن والسلام في هذه المنطقة.

وقال" في هذا الشأن نجدد مطالبتنا بضرورة الضغط الدولي على إسرائيل للانضمام الى معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية وإخضاع كافة منشئاتها لنظام التفتيش والمراقبة الدولية.. كما ندعو إلى الأخذ بالخيار الدبلوماسي في مواجهة ازمة الملف النووي الإيراني مع التأكيد على حق كافة الدول في تطوير الطاقة النووية للاغراض السلمية.

وأضاف" كما تؤكد الجمهورية اليمنية مجددا الموقف المبدئي والثابت بشأن تايوان وموقف جمهورية الصين الشعبية وتدعم كافة الجهود والمطالب الصينية بشأن عودة تايوان الى الصين الام.

وأختتم نائب رئيس الجمهورية كلمته بالقول " السيد نائب رئيس جمهورية الصين الشعبية ..تاتي زيارتكم هذه لبلادنا متزامنة مع احتفالات شعبنا بالعيد الوطني الـ 18 للوحدة المباركة ومع انعقاد اجتماعات الدورة الثامنة للجنة اليمنية الصينية المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري والفني. وانه لمن دواعي سرورنا ان نلتقي اليوم في ختام تلك الاجتماعات والتي تتوج بالتوقيع على عدد من الاتفاقيات والرسائل المتبادلة لتمويل واقامة مشروعات هامة في مجالات الصحة العامة والتعليم والثقافة. وإننا في الجمهورية اليمنية نقدر وبكل اعتزاز دعم الشعب والحكومة الصينية لبلادنا على المستوى الثنائي والدولي ونتمنى استمرار هذا النهج وبما يعزز تحقيق الأهداف المشتركة لشعبينا الصديقين.

من جانبه عبر نائب رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ نك عن سعادته لهذه الزيارة التاريخية مؤكداً عمق العلاقات المشتركة بين البلدين الصديقين اليمن والصين منذ أمداً بعيد .. وأشار إلى أن التعاون في مختلف المجالات قد أخذ بالتوسع وسيشهد تطوراً أكبر خلال المراحل القادمة.

وأكد أن وجهات النظر إزاء العديد من القضايا الإقليمية والدولية متطابقة وأعرب عن تقديره الكبير للسياسة الحكيمة التي تنتهجها اليمن في ظل قيادة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية والمساعي الطيبة لرأب الصدع بين المنظمات الفلسطينية فتح وحماس والمساعي الطيبة في الكثير من القضايا الإقليمية والدولية..
وأشار نائب رئيس جمهورية الصين الى أهمية إجراء إصلاحات في المنظمة الدولية الأمم المتحدة بما يتوافق والمستجدات الإقليمية والدولية واستعرض في هذا الصدد جملة من القضايا التي تهم العلاقات الدولية ومساراتها السياسية والاقتصادية.
وأكد من جديد دعم وتضامن جمهورية الصين مع اليمن في ظل الوحدة والديمقراطية والتعددية السياسية.. وأشاد بالشوط الذي قطعه اليمن في طريق التطور والنمو..
ووجه نائب رئيس جمهورية الصين الشعبية الدعوة لعبدربه منصور هادي لزيارة الصين الشعبية وذلك في إطار تواصل القيادات السياسية بين البلدين الصديقين في أقرب فرصة ممكنة .
*سبأ
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 22-نوفمبر-2024 الساعة: 09:58 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-7302.htm