الميثاق نت -
المملكة العربية السعودية حريصة على تعميق الانتماء اليمني للخليج
< معاهدة جدة جسدت متانة ونضج العلاقات بين اليمن والسعودية وفتحت المجال لتعاون أرحب
< المملكة لن تدخر جهداً في دعم التنمية باليمن في كافة المجالات
بداية لا بد من الإشارة الى أن هذه المقابلة تعود الى شهر مايو الماضي، حيث كنا نستعد في "26 سبتمبر" لإصدار أعداد يومية بمناسبة العيد الوطني الثامن عشر للجمهورية اليمنية (22 مايو)..
فكان أن أرسلنا أسئلة الى عدد من الوزراء في بعض الدول العربية تركزت حول موضوع الوحدة اليمنية وأهميتها في أمن واستقرار المنطقة.
وبالرغم من مرور وقت غير قصير على ذلك، إلا أننا قد سعدنا باستلام ردود معالي الدكتور نزار بن عبيد مدني وزير الدولة للشؤون الخارجية في المملكة العربية السعودية على أسئلتنا، فله منّا كل الشكر والتقدير على تجاوبه الكريم ولسعادة السفير علي بن محمد الحمدان سفير المملكة العربية السعودية على ما ابداه من اهتمام.
وفيما يلي نص المقابلة التي أكد فيها معالي الدكتور نزار مدني على متانة العلاقات اليمنية - السعودية، وما وصلت إليه من نمو وتطور، ودور المملكة العربية السعودية في دعم التنمية في اليمن وغير ذلك.
> لقاء: ابراهيم محمود
> كيف تنظرون الى اليمن الموحد وحدث تحقيق الوحدة من المنظور القومي والوطني والإنساني؟
>> اليمن دولة جارة وشقيقة، وننظر الى وحدة اليمن وأمنه واستقراره وازدهاره كجزء من أمن واستقرار الأمة العربية، ومصدر من مصادر قوتها ومنعتها، وتحقق رخاء وازدهار شعوبها.. وبهذه المناسبة أود أن أعبر لكم عن خالص التهنئة بهذه الذكرى العزيزة على الشعب اليمني الشقيق
علاقات متينة
> تتميز العلاقات اليمنية - السعودية بخصوصية فريدة.. ماهو تقييمكم لمستوى العلاقات الثنائية في ظل دولة الوحدة، وفي مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والأمنية؟
>> ترتبط المملكة العربية السعودية واليمن الشقيق بعلاقات تاريخية وثقافية متينة ومصالح مشتركة بين الشعبين، ان خصوصية العلاقة بين البلدين تنطلق من رؤية القيادة في المملكة عبر تاريخها لليمن وقيادته، وأن هذا الجار العزيز والمهم ليس مجرد عمق جغرافي للمملكة فحسب، بل بعداً استراتيجياً بالمعنى الواسع للشراكة الشاملة بين شعبين يرتبطان بصلة القربى والنسب والمصاهرة، ويرتبطان اقتصادياً وثقافياً واجتماعياً في الكثير من الأمور.
نموذج يحتذى
> اعتبر حل قضية الحدود بين اليمن والسعودية على قاعدة "لا ضرر ولا ضرار" نموذجا في حل الخطوات بين الأشقاء بالحوار السلمي.. كيف ترون ذلك؟
>> لا شك بأن حل مسألة الحدود بين المملكة العربية السعودية وجمهورية اليمن يعد أنموذجاً يحتذى به بين الأشقاء في المنطقة وفي بناء العلاقات الثنائية بين بلدين جارين، ويعكس الرغبة الصادقة والإرادة القوية لدى قيادة البلدين في حل هذا الملف وفق صيغة مقبولة للطرفين، وفي نفس الوقت فإن معاهدة جدة لتحديد الحدود تجسد متانة ونضج العلاقات السعودية- اليمنية وما وصلت إليه على كافة الصعد، وقد فتحت هذه المعاهدة المجال لتعاون أرحب بين البلدين.
دعم التنمية في اليمن
> مجلس التنسيق اليمني - السعودي آلية جيدة لتطوير التعاون المشترك.. ما تقييمكم لدوراته السابقة وآفاقه المستقبلية؟
>> كما تعلمون أن هذا المجلس تأسس عام 1975م، ويعمل على مستوى قيادي عال في البلدين، حيث يرأسه من الجانب السعودي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والمفتش العام، ومن الجانب اليمني يرأسه دولة رئيس الوزراء الدكتور علي محمد مجور، مما يعكس الاهتمام الكبير الذي توليه حكومتا البلدين للمجلس في إطار أهدافه الرامية الى تطوير العلاقات الثنائية وتكريسها في كافة المجالات. والمملكة من جانبها لن تدخر جهداً في سبيل دعم التنمية في اليمن الشقيق في كافة المجالات الصناعية والخدمات والبنى التحتية والتعليم.
الانتماء اليمني للخليج
> انضمام اليمن الى مجلس التعاون الخليجي أصبح قضية مطروحة على أجندة الاجتماعات اليمنية - الخليجية.. ماهي رؤيتكم في المملكة الشقيقة لهذه القضية والتسريع في تأهيل واندماج اليمن؟
>> تسير العلاقات بين مجلس التعاون والجمهورية اليمنية الشقيقة وفق خطوات ومسارات مدروسة، تم تحديدها والاتفاق عليها من قبل الجانبين، حيث انضمت اليمن الى عدد من المنظمات المتخصصة العاملة في إطار مجلس التعاون مثل مكتب التربية العربي لدول الخليج العربي، ومجلس وزراء الصحة في مجلس التعاون، ومجلس وزراء العمل والشؤون الاجتماعية، ويجرى حالياً استكمال إجراءات الانضمام الى عدد من الم نظمات الأخرى. كما يعمل الجانبان من خلال اللجنة الفنية المشتركة بتحديد الاحتياجات التنموية لليمن، وحشد الموارد اللازمة لتمويلها. والمملكة حريصة على "تعميق" الانتماء اليمني للخليج لأن اليمن جزء لا يتجزأ من الأمتين العربية والإسلامية وجزء من الجزيرة العربية.