الثلاثاء, 01-يوليو-2008
الميثاق نت -                       د/عبدالعزيز المقالح -


ربما كانت الصدفة وحدها وراء إطفاء الكهرباء مساء الثلاثاء الماضي في منازل الحي الذي أسكن فيه، وهو اليوم الذي نشرت في صباحه مقالاً في هذه الزاوية عن "المسألة الكهربائية" أقول ربما تكون الصدفة وربما يكون غير ذلك بمعنى أن يكون أحد المسئولين الغاضبين قد انزعج من ملامسة الموضوع فأراد أن يبعث برسالة تقول "نحن هنا"!! وسواء كانت الصدفة أم غيرها فإن مسألة الكهرباء بحاجة إلى نقاش، ونقاش طويل يضع حداً لعذاب العاصمة على الأقل لاسيما في هذه الأيام التي يستعد فيها الطلاب لامتحانات الثانوية العامة وما يترتب عليها من تحديد مستقبل الأجيال الذين تنتظر البلاد على أيديهم الخلاص مما تبقى في رحابها من ظلام الجهل وظلام النفوس وانطفاءات المصابيح الكهربائية.
بالنسبة لي لا أتردد عن الاعتراف على رؤوس الملأ أن الاطفاءات الليلية تساعدني على الكتابة في ضوء الشموع وما تبعثه في النفس من حالة رومانسية ومن هدوء شامل سببه صمت الأجهزة الحديثة كالتلفزيون والراديو والثلاجة وسخان الحمام، ولولا حرصي على إرضاء أفراد العائلة في الاستفادة بمنجزات العصر لما ترددت في قطع خطوط التيار الكهربائي عن المنزل إيثاراً للراحة واسترجاعاً لسنوات القراءة على ضوء "اللمبة" وما كانت تغمرنا به من ضوء هادئ حنون تابعت معه قراءة الكثير من أمهات الكتب ودواوين الشعر القديم والحديث. ولم تكن تلك "اللمبة" التاريخية تعلن الإطفاء المفاجئ وتجعلك تتوقف عند منتصف الصفحة كما تفعل كهرباء عصرنا المتقطع!!
وأعود إلى ما كنت قد طرحته في حديث سابق في هذه الزاوية عن إمكانية إنارة البلاد كلها أو بعضها أو حتى أجزاء منها بالطاقة الناتجة عن العيون الحارة تلك التي تذهب هدراً ولا تكاد تخلو منها محافظة. وأهم هذه العيون وأكثرها فوراناً كما يشير التقرير الذي عرضت له سابقاً العين المسماة بـ"مش الكافر" وتقع في منطقة القفر محافظة إب وفي مقدورها توفير الطاقة النظيفة المتجددة لثلاث محافظات. وإذا كان التقرير أو بالأصح مجموعة التقارير التي تتحدث عن هذه الكنوز المهدورة غير صحيحة ولا تقوم على أبحاث ودراسات علمية صحيحة فلماذا لا تسارع جهات الاختصاص إلى تفنيد ما ورد فيها من مزاعم وأوهام، وإن كانت صحيحة فلماذا لا تشرع هذه الجهات نفسها في البدء في التنفيذ والتخفيف على أعباء المولدات القديمة التي بات يتساقط الواحد منها بعد الآخر؟!.
وهناك من يشير إلى وجود عدد من المسئولين الكبار في الدولة من طبيعتهم التشكيك في كثير من المشاريع ليس لمصلحة أو لغرض في نفوسهم وإنما من باب المخالفة، وهؤلاء هم الذين أوقفوا الكثير من المشروعات الهادفة إلى انتشال مرفق الكهرباء من الحضيض الذي وصل إليه منذ سنوات، واعتقد أن وزارة الكهرباء في عهدها الجديد قادرة على إثبات وجودها وطرق كل الأبواب التي من شأنها أن تضاعف عدد "الميقاوات" وبالطرق الممكنة ولن تتهاون أو تتأخر عن اقتحام أبواب الطاقة المتجددة ولن يضيع وقتها في أحاديث وهمية عن حلول بعيدة المدى أو قصيرة المدى ثم لا يتحقق منها شيء على صعيد الواقع.
أروى عثمان في كتابها الجديد:
تدهشني ويتضاعف احترامي وتقديري لما تقدمه باستمرار من جديد في عالم الثقافة الشعبية وموروثاتها المختلفة. والكتاب الجديد وعنوانه "وداعاً وريقة الحناء، سؤال المرأة في المحكي الشعبي" عمل إبداعي نقدي بحثي يؤكد نجاح الأستاذة أروى عثمان في هذه الحقول الثلاثة وما تبذله من جهد، لا يعرف التوقف في الاطلاع والمتابعة وقراءة عشرات المراجع.. يتألف الكتاب من أربعة فصول: الأول "عن الحكاية" والثاني عن "أخزاق الحكي" و"أخزاق اللغة" والثالث "من بلقيس إلى مسعدة" والرابع "في الليل تزهر الحكايات" ويقع في 297 صفحة من القطع المتوسط.
تأملات شعرية:
أغبِطهُ،
ذاك السائرُ في دنيا الله
بلا مصباحٍ في الليل
ولا "عكازٍ" في الحارة أو في البيتْ.
لم يتعثر يوماً
أو يخطئ في الفصل الحاسم
بين سواد الباطل وبياض الحق
بما في القلب من الضوء
وما في الكلمات من الزيتْ!!

* نقلاً عن الثورة
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 22-نوفمبر-2024 الساعة: 03:31 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-7374.htm