تعز- فيصل عساج -
عدد كبير من قيادات وقواعد أحزاب اللقاء المشترك في مدينة تعز يخلعون عباءة ما يسمى باللقاء عنهم ويرمون بها بعيداً عنهم.. ألف منهم استقالوا أمس بتعز والمؤشرات تقول سيلحق بهم ألوف أخرى، لأن أحزابهم لم تعد هي أحزابهم- كما يشهده الجميع على أرض الواقع- انحدار خطير ارتكبته قيادات تلك الأحزاب التي أنقلبت على الذات وعلى المبادئ التي ظلت تغرسها في عقول وثقافة أعضائها منذ أربعينيات القرن الماضي.. وإذا ما أخذنا مجاملة بالمبررات التي تطرحها هذه الأحزاب وتقول أنها تواكب التحولات والمتغيرات، فإن الجميع يرفض هذا العذر الأقبح من الذنب الذي ارتكبته قيادات الأحزاب نفسها..
هاهم المنسحبون من حزب التجمع اليمني للإصلاح ومن حزب رابطة اليمن »رأي« ومن الحزب الاشتراكي اليمني ومن التنظيم الوحدوي الناصري ومن اتحاد القوى الشعبية يؤكدون أن المتغيرات لاتأتي بالتحول من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار أو العكس، وإنما التحولات حسب قولهم، تأتي وفق المتغيرات التي تعيشها أمتنا العربية والإسلامية، ولايمكن أن تطغى وتعصف بالمبادئ..
الخطاب المناطقي لمرشح أحزاب »المشترك« للانتخابات الرئاسية استفز وطنية هؤلاء المنسحبين فأيقنوا أن هذه الأحزاب خاصة وقد لامسوا آثار هذا الخطاب والذي لايبعث على الارتياح وإنما يصدر فتن المناطقية والنعرات الاقتصادية لكل محافظة على حدة ويعمل على تمزيق الوحدة الوطنية بتأييده محافظة على أخرى.. بعد هذا الخطاب أيقن هؤلاء الوطنيون بما أن هذه الأحزاب التي قد قبلت بتقديم مرشح يتحدث بمثل هذا الخطاب فإنها تتحامل على الوطن، فوجدوا أنفسهم أمام خيار واحد لاتراجع عنه، وهو الاستقالة منها، لأنها مادام وهذا هو خطابها الداعي للعنصرية، وبالتالي لايؤتمن عليها في حكم اليمن.. وخطاب »المشترك« الذي يدعو في كل محافظة إلى تمزيق الوحدة اليمنية.
استقالوا رفضاً للخطاب العنصري الذي تبنته أحزابهم وترجمه »بن شملان« مرشحهم للانتخابات الرئاسية في مهرجاناته الانتخابية بالمحافظات وكذلك للتوجهات الحزبية الضيقة والهادفة إلى تفتيت وتمزيق الوحدة الوطنية..
استقالوا من أحزابهم في اللقاء المشترك ورابطة أبناء اليمن وأنضموا إلى المؤتمر وعددهم (565).. قد يسأل سائل: لماذا إلى المؤتمر بالذات؟!! لأن المؤتمر أكبر من حزب وأقل من وطن.. يراعي مصالح الأمة، وهو حزب يحمل رسالة تبدأ من تكويناته القاعدية لتحمل مهام الحفاظ على مكاسب المجتمع..
فضلاً عن كثير من الأسباب والمميزات التي تجعل المؤتمر تنظيماً سياسياً مرغوباً تهوي إليه أفئدة جماهير الناس عموماً سياسيون ومثقفون وأدباء ونخب وشرائح شعبية..
لانحبذ نحن قولها وإنما لندع فعاليات الاحتفاء تتحدث بها التي أقيمت صباح أمس هنا في تعز للاحتفاء بمناسبة استقالة الألف وانضمام منهم (565) إلى المؤتمر الشعبي العام..
وهاكم تفاصيل فعاليات الاحتفاء التي أقامها المؤتمر الشعبي العام فرع تعز برعاية الاستاذ عبدالغني- عضو اللجنة العامة وحضور القاضي أحمد الحجري عضو اللجنة العامة والدكتور أحمد الأصبحي، والسفير عبدالولي الشميري والشخصيات والقيادات المؤتمرية في المحافظة.
رئيس فرع المؤتمر بمحافظة تعز الأخ جابر عبدالله غالب في كلمته الترحيبية قال: إننا سعداء جداً بانضمامكم إلى المؤتمر وإلى صف اليمن.. نعتز بهذه الكوكبة من السياسيين أنضمامها إلى المؤتمر بعد ما كانوا بالأمس أعضاءً في أحزاب اللقاء المشترك، لكنهم فطنوا للحقيقة واستطاع (565) منهم اتخاذ قرارهم بالانضمام إلى المؤتمر الشعبي العام، بعدما قدموا استقالاتهم من أحزابهم ويتوزعون على النحو الآتي: (301) من حزب »رابطة أبناء اليمن رأي« و(211) من حزب التجمع اليمني للإصلاح، و(51) من الحزب الاشتراكي اليمني واثنين من التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري.
وفي الحفل ألقيت عدد من الكلمات من القيادات المنضمة إلى المؤتمر من التجمع اليمني للإصلاح ومن الحزب الاشتراكي اليمني والتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، ومنظمة رابطة أبناء اليمن »رأي« جميعها عبرت عن النهج الطيب والمعتدل للمؤتمر وتفعيل الآخر، مؤكدة ان صدورها قد ضاقت من المناهج المستوردة من هنا وهناك وبأن الشعب اليمني ليس شعباً قاصراً وإنما يمتلك من الحكمة والعقل والخبرة ما يمكنه من صناعة منهج لحياته..
وأضافت كلماتهم: ان أحزابهم المنسحبين منها حاولت اقناع الآخر بمنهج ماركس ولينين وتارة بمنج ميشيل عفلق وتارة بمنهج عبدالناصر وتارة بمنهج حسن البنا وتارة بمنهج الخميني.
| 
بعد الموقف الذي أعلنه رئيس حزب الإصلاح بأن مرشحه هو علي عبدالله صالح:ضربة