حسن بن حسينون -
ظل الاعداء يتكالبون على هذا الوطن، وعلى وجه الخصوص ما بعد السادس والعشرين من سبتمبر 1962م حتى الوقت الحاضر بهدف اضعافه وتدميره وحتى لا تقوم له قائمة على طريق التنمية والتطور والاستقرار، وكلما تقدم خطوات على هذا الطريق كلما تكالب الاعداء الممولون في الخارج لاعوانهم ومرتزقتهم في الداخل الذين يشكلون قوى وجماعات تخريبية
لا هم لهم ولا هدفاً سوى العمل على تفجير الأوضاع، التي ينتج عنها صعوبات جمة وكوارث وأزمات لم تنقطع في اي وقت من الاوقات، يعتقدون من خلالها أنهم يستطيعون ان يعيدوه الى الخلف خطوات وخطوات.
وبالرغم من ذلك الاعتقاد الخاطئ، ومن كل المحاولات والمؤامرات التي افشلها الشعب اليمني ومؤسساته العسكرية في أكثر من مكان وموقعة من مواقع الصمود والاستبسال، إلا ان القوى المعادية لليمن واليمنيين لم تيأس او يصيبها الخمول، فهي تتقهقر بعد كل هزيمة تحاق بهم، يتراجعون مؤقتاً ليعيدوا محاولاتهم الإجرامية مرات ومرات، مادامت مصادر التمويل والتموين متوفرة للخونة والعملاء الذين باعوا ضمائرهم ووطنيتهم بابخس الاثمان وعندما يتساءل المرء ماذا يريد هؤلاء هل يريدون ان يحكموا اليمن وهم من تلطخت ايديهم بدماء اليمنيين وعشرات الآلاف من الضحايا طيلة عقود من الزمن، اليمنيون الذين خبروا اعداءهم في الداخل والخارج، لا يمكن لمثل هذا الشعب أن ينسى الجرائم الكبرى التي ارتكبوها بحقه، ولا يمكن له ان ينخدع أو يتأثر بكل ادعاءاتهم او شعاراتهم الهدامة، مهما تنوعت وتعددت بين فترة وأخرى في تاريخ اليمن، فالأمس له شعارات وادعاءات تختلف عن شعارات وادعاءات اليوم مع العلم أنها جميعاً تصب في خدمة اعداء اليمن القدامى منهم والجدد، لايمكن لهذا الشعب ان تؤثر فيه الحملات الإعلامية الدعائية والتحريضية ولن يكون مستقبل الضغائن والأحقاد وشحن النفوس بالكراهية والأحقاد الشيطانية إلا الفشل، وتذرها الرياح لتلحق بما سبقها من محاولات ومؤامرات بعد أن تحصن منها الشعب اليمني، وأصبحت بالنسبة له دروساً وعبر في حياته اليومية وتطوره الاقتصادي والاجتماعي.
أما ما يتعرض له الوطن، وهو اليوم من مؤامرات على يد الاعداء ومنهم الخارجون عن الدستور والقوانين السارية، والذين يحملون السلاح واستخدامه في وجه النظام الوطني وهو ما يعني استخدامه ضد الشعب اليمني وآماله في التنمية والتطور والاستقرار، فأهدافهم سياسية واضحة تقف من خلفها قوى معادية خارجية أقليمية ودولية، ولا علاقة لها بالطائفية ولا بالمناطقية أو القبلية والمذهبية والتي يتخذون منها شعارات مرئية وغير مرئية لخدمة تلك السياسات التي بكل تأكيد لا يجهل اهدافها الشعب اليمني.
اما من يدعون بالمعارضة السلمية بمختلف ادعاءاتها واساليبها واشكالها فهي لا تختلف كثيراً عمن يحملون السلاح والخارجين عن القانون والنظام بعد أن وصلت ممارساتهم وخطبهم السياسية إلى مستوى مس الثوابت الوطنية التي أجمع عليها الشعب اليمني الذي لن يفرط فيها مهما كان حجم المؤامرات إنهم وخلال سنوات ما بعد الوحدة وحرب صيف 94م حتى الوقت الحاضر ظلوا يحملون حزب المؤتمر والقيادة السياسية كل الأخطاء والخطايا والسلبيات وكأنهم قد نزلوا من كوكب آخر ابرياء طاهرين مطهرين، وهم وحدهم من يستطيعون قيادة السفينة إلى بر الأمان، بعد ان تجاهلوا عن وعي كامل تاريخهم وتجاربهم المأساوية، واذا كان المسلم يأكل ويشرب طيلة العام ويصوم خلاله شهراً واحداً بالكف عن الأكل والشرب، يتوجه فيه المسلم الى التعبد وطلب الغفران عن ذنوبه، فإن هذه القوى التي تسمي نفسها بالمعارضة وطيلة سنوات ما بعد الوحدة حتى الوقت الحاضر استمرت خلالها تأكل وتشرب وتتكلم وتحيك المؤامرات دون ان تصوم يوماً واحداً أو تكف عن كل السياسات الخاطئة المتعمدة، ولقد آن الأوان لها القيام بذلك والصوم لمدة عام واحد فقط، بحيث يتركوا النظام ومؤسساته الحكومية ان يتنفس ويتفرغ لتنفيذ سياساته وخططه الاقتصادية والاجتماعية، بما في ذلك البرنامج الانتخابي للرئيس وبذلك يستطيع اليمن ان يتقدم خطوات على طريق التنمية والازدهار وقطع الطريق امام كل المؤامرات الداخلية والخارجية.
|