د. نجاة جمعان -
يلاحظ كل منصف ان دور فخامة الرئيس علي عبدالله صالح في العالم صار معروفاً اليوم على نطاق واسع.. ليس في دوائر صنع القرار والدوائر المعنية فحسب، بل في اوساط المواطنين العاديين.. حيث صار اسم الرئيس على عبدالله صالح ومعه اسم اليمن معروفاً على قدم المساواة مع كبار زعماء العالم.. وهذا الامر طبيعي،
فالحكومات والدوائر المعنية تعرف من هو الرئيس صالح وماذا فعل وذلك بسبب دوره الفعال على المسرح العالمي.. فالكل- في العالم يذكر موقفه المحايد ابان ازمة الخليج.. والكل يذكر له قراره الشجاع- محلياً وعالمياً- عندما حافظ على وحدة الوطن وواجه مؤامرة الانفصال بكل شجاعة واقدام ودوره في المبادرات العربية في خلق الوفاق بين الاشقاء ومبادراته في تمكين العلاقات الاقليمية- العربية العربية او العربية- الافريقية.
مؤسس اليمن الحديث.
لم يكن اسم علي عبدالله صالح حين اعلن اول مرة في 17 يوليو 1978م يوحي بأية دلالة سوى انه ضابط في الجيش تم انتخابه رئيساً للجمهورية وقائداً عاماً للقوات المسلحة.. وكان الجميع يشفق على هذا القادم الجديد من تبعات جسام واعباء ضخمة يحتاجها الوطن -آنذاك- للخروج من ازماته السياسية والامنية والاقتصادية، واليوم- بعد مضى ثلاثين عاماً من انتخابه- يؤمن الجميع بان علي عبدالله صالح لم يعد بحاجة الى اشهار وتلميع نفسه.. بعد ان صنع ذاته وحفر تاريخه وانتخبه شعبه اكثر من مرةآخرها بشكل تنافسي يدل على الحضارة والحداثة في 20 سبتمبر 2006م بصوت عالٍ ولم يعد يبغى سوى وجه الحقيقة المجردة المتمثلة في تحسين اوضاع شعبه.
فهو بعد اسابيع من تقلده الحكم اتجه نحو تمتين العلاقات الخارجية مع دول الجوار.. والتي كان من ثمارها انعقاد قمة الكويت التي اسست لنشاط الرئيس علي عبدالله صالح في سبيل اعادة تحقيق وحدة اليمن المنشطر شمالاً وجنوباً.. ولم يكتف بذلك فقام باستثمار علاقاته تلك من اجل تطوير الجاهزية الأمنية والعسكرية ورفد الاقتصاد الوطني في خطوة ايجابية للنهوض بالوطن وبالتنمية الشاملة في بلادنا.. فتم اعادة بناء سد مارب على نفقة دولة الامارات الشقيقة.. وانجز تبعاً لعلاقاته تلك منجزات كثيرة يصعب علينا حصرها في تحقيق او حتى كتاب!!
مشروع نهضوي
ويمكننا القول- استناداً على مشروع الوحدة والحفاظ عليها- ان المشروع النهضوي لعلي عبدالله صالح استند على ثلاثة عناصر.
- عنصر الحلم.
- عنصر التنفيذ.
- عنصر التأمين «الاستمرار».
وهذه العناصر الثلاثة التي تمثل مقومات النجاح لكل مشروع اختزلها الرئيس علي عبدالله صالح خلال سنوات حكمه الزاهرة، بدءاً من اتفاقية الوحدة في الكويت وانتهاءً بالحفاظ عليها ابان معركته مع المستوردين وقراره الشجاع باعلان العفو العام وقبل ذلك وبعده توقيع اتفاقيتي الحدود مع الجارتين الشقيقتين سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية وفقاً لمبدأ لاضرر ولا ضرار وحِّل ازمة حنيش بالحوار السلمي والتحكيم الدولي.
القوة وصمّام الأمان!!
صمّام الأمان ان تبقى اليمن قوية.. ولن تبقى- خصوصاً في هذه المرحلة الا تحت قيادة الرئيس صالح الذي خرج من بين اوساط الشعب واكتوى بمعاناته وانحاز للوطن غير منقاد لتشدد اليمين او متأثر بتطرف اليسار.. ولم يأت بمرسوم خارجي او حتى بقرار سياسي.. هذه قناعتنا لن نحيد عنها وهي اولاً واخيراً من اجل اليمن.. نحن نقول نعم لعلي عبدالله صالح لا عن خوف او نفاق.. انما نقولها بالفم الملآن لان موكب اليمن وسط اسماك القرش على اختلاف صورها تحتاج الى هذا القبطان الحكيم والربان الماهر- فمن غيره يقود سفينة هذا الوطن في هذه الظروف بالغة الدقة.. من غيره يجنبنا الصخور؟..
دولة المؤسسات
من الذي بنى اليمن مرة اخرى خلال السنوات الماضية؟ ومن الذي حقق الوحدة وحافظ عليها وتحققت في عهده بشارة النبي عليه الصلاة والسلام.. «حتى يسير الراكب من صنعاء الى حضرموت لايخشى الا الله والذئب على غنمه» ومن الذي صنع الديمقراطية ودولة المؤسسات؟ هل صحا الناس فجأة فوجدوا ان كل شيء تم بالصدفة، اصلاحه؟ ابداً انه انجاز ضخم تحقق لايجوز انكاره.. ولا ينكر ذلك الا تافه او مختل!! ولست ادري كيف يتحرك المجتمع الذي تعيش فيه اذا لم يكن فيه انجاز حقيقي؟ الانجاز الذي تحقق منه الكثير في بلادنا.. وهو بطبيعته لن ينتهي ولن يكف الناس عن المطالبة بمزيد منه.. والزعيم الوطني الذي يطرق باب الانجاز، يفتح على نفسه باب العمل الدائب الذي لاينقطع.. فالانجاز بطبيعته استهلاكي يحل عليه التقادم، وتتطلع اليه الجماهير دائماً تطالب بالمزيد والمزيد.. ولعل اختيار الرئيس علي عبدالله صالح للانجاز كمعيار لشرعية الحكم وصلاحية الادارة وبناء الانسان وكفاءة العمل هو اختيار سيضع الجميع في مأزق وسيفرض التزامات لاحدود لها على كافة الذين يتصدون للعمل، والمسؤولية لاتتوقف، لا راحة لاتقاعس، فالجماهير لاترحم.
الانجاز دوماً شيء مادي ملموس، وهو ماتتمتع به الجماهير.. وليس نوعاً من المخدرات يمكن أن ندسها للشعب فتلهيه في معارك جانبية وهمية عما يجب أن يتحقق.. وتلك هي المعركة الحقيقية للمجتمع، فإما أن يكون مجتمع إنجاز، وإما أن يكون مجتمع جدل عقيم وتفرغ للتفاهات من الشعارات الرنانة ومناقشة قضايا لا يمكن أن يستقر فيها الامر لأحد، فدعوا ذلك القائد يكمل رسالته رسالة أمته في تحقيق النمو والاستقرار وبناء المؤسسات الحديثة.