الميثاق نت-منصور الغدره -
أكدت مصادر متطابقة من المحافظات أن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر – التي أنشتها مؤخراً جماعة تنتمي إلى حزب التجمع اليمني للإصلاح – الإخوان المسلمين في اليمن – شرعت في ممارسة نشاطها القمعي من خلال التعرض للمواطنين والمارة في الأماكن العامة وفي الشوارع والحدائق والمتنفسات العامة في عواصم محافظات الجمهورية بما في ذلك أمانة العاصمة صنعاء. فيما أفادت المصادر لـ"الميثاق نت" أن سبعة أشخاص ينتمون إلى ما يسمى بهيئة الأمر بالمعروف اعترضوا في شارع تعز مساء الثلاثاء الماضي بعد صلاة العشاء أحد المواطنين الذي كان ماراً في الشارع ومعه زوجته وأبنه الصغير ،فاستوقفه إفرادا ينتمون إلى هيئة الأمر بالمعروف ونزلوا على الرجل بالضرب المبرح بالعصي واللكم والركل بالأرجل أمام زوجته وطفله حتى أسقطوه على الأرض بحجة أنه يسير في الشارع مع إمرأة محرمة عليه ما دام لا يوجد بحوزته عقد نكاح شرعي يثبت أنه محرمها الشرعي أو يبيح لهما المرافقة لبضعهما – حسب إجاباتهم للمواطنين المتجمهرين . وقال شهود عيان لـ"الميثاق نت " :إن رجل وإمرأة ومعهما طفل كانوا يسيرون في شارع تعز عند حوالي الساعة الثامنة من مساء الثلاثاء الماضي وفجأة أستوقفهم شخصين يرتدون ثياب ولحيتهما كثيفة وطويلة ينتمون إلى هيئة الأمر - حديثة النشأة – فطلبا من الرجل إبراز عقد النكاح الشرعي فسألهما لماذا يسيران سوياً في الشارع وهو أمر حرمه الله عز وجل الا ان الرجل-الزوج- هي زوجتي وهذا ابني ،لكن الرجلان قالا للزوج أعطينا ما يثبت أنها زوجتك ، وطلبا منه إبراز عقد النكاح الشرعي الذي يثبت أنها زوجتك وان هذا الطفل أبنك ،إلا أن الرجل أجاب انه لا يحمل معه العقد لأنه في البلاد – القرية –أنه ليس بحوزته ،وإنما طلع إلى صنعاء بهدف معالجة زوجته والعودة ، فأراد أن يمشي زوجته وطفلة على اعتبار أنهما قدما من القرية – الريف – وحباً في إطلاعهما – الزوجة والابن – على ازدهار وتطور المدينة والفارق بينها وبين القرية .. لكن كل هذا ولا حتى الإيمان الغلاظ التي ساقها الرجل وزوجته أنهما زوجان تزوجا على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وان الطفل أبنهما الشرعي ثمار ذلك الزواج. وأضاف شهود العيان أنه أثناء تحاور الزوجين والرجلين أنضم إلى صف الأخيرين خمسة أشخاص آخرين ملتحين أيضاً وحينما لم يستطع الرجل – الزوج – لا إبراز عقد الزواج ولا انقناعهم بأنهم زوجان فاوسعوه ضرباً بالعصي واللكم والركل بالرجل إلى أن أسقطوه أرضاً ،وبينما كان الرجل يصرخ باكياً ويقسم بالله أنها زوجته والطفل أبنه الشرعي كانت المرأة هي الأخرى تصرخ وتستغيث بالمارة لإنقاذ زوجها وتحلف ان هذا الرجل الذي يضرب الآن هو زوجها والطفل طفلهما..لكن جماعة مسمى الأمر بالمعروف لا تلقي لذلك أي بال أو شفقة ولا رحمة فواصلوا في تنفيذ شرعهم وقانونهم ..مضى هؤلاء يمارسون هويتهم في العنف والضرب والتهكم بالشتم والقذف للضحايا الثلاثة الأبوين- الزوج والزوجة وأبنهما . فالأب والزوج يضرب وسط الشارع على مرأى وأمام جمع من المواطنين الذين تجمهروا ( حوشوا) فقط للمشاهدة والتفرجة بما يحدث للضحايا دون أن يكون بمقدورهم إنقاذهم من جبابرة الإرهاب ،ولولا قدوم سيارة الشرطة " الأوبل " التي كانت تقف بالقرب من مكان الحادثة ،حتى أن هؤلاء-أفراد الشرطة- لم يجرؤون في التدخل وإنقاذ الرجل على الفور،وإنما فعلوا ذلك بعد أن ثارة فيهم الحمية عندما رفضت جماعة النهى عن التوقف..لكن في الأخير تمكنوا من إنقاذ الضحايا وانتشلوا المضروب من بين مخالبهم. وذكر شهود عيان أن الزوج المضروب كان قد يأس من النجاة عندما أيقن أنه لا فائدة من صراخه واستغاثاته بالمتجمهرين حوله لإنقاذه فذهب إلى مواساة نفسه والتخفيف من آلامه وجراحه النازفة من آثار الضرب فلم يجد إلا أن يشتم ذاته ويسب نفسه وعقله الذي شار عليه بالخروج مع زوجته وابنيهما ليتجولا في شوارع العاصمة والتعرف على شوارعها التي تحولت إلى غابة وحوش تجوبها الشرطة الدينية . قد يكون إلى هنا والحادثة انتهت وكلاً من الضارب والمضروب ذهب الى حاله ،لكن بقي مرتكبي الحادثة ولم تنته أفعالهم ..صحيح ان الرجل أعاد زوجته وأبنه إلى القرية على الفور دون ان يداوي زوجته ولم يعرفهما بشوارع صنعاء، وتركها لأفراد الشرطة الدينية يجوبون شوارعها ومعها بقية المحافظات و متنفساتها كيفما شاءوا دون رادع أو زاجر . وكذلك لم تنته قصص ضحاياها التي تتوارد يومياً من المحافظات فالمشهد المرعب لهذه القصة كما يرويها أحد شهود العيان أن الزوج عندما كان يضرب ويركل والزوجة مستمرة في الصراخ وتقسم بالله العظيم أن الرجل الذي يضرب هو زوجها وما تزال تصرخ طالبة الاستغاثة لإنفاذ زوجها وأبو ولدها . أما الطفل – الابن – المرعوب من فظاعة الوحشية فصار مذعوراً .. هو الآخر يصرخ باكياً .. تارة يبكي لبكاء أبيه وما يتعرض له من ضرب واهانة وتارة يبكي لبكاء أمه وعلى ما تعرض له شرفها من طعن وتقذف افكاً، وهي المحصنة وتارة أخرى يبكي على نفسه وما قد يحل به القدر إذا ما أتى عليه الدور هو الآخر ، خاصة وأن هذه الجماعة قد أصدرت حكمها البات بأنه غير شرعي،وانه أبن زنا ، حينما أنكروا شرعيته ونفوا انتسابه لأبيه الذي يراه أمام عينيه يضرب بسببه وبسبب الابتسامة التي كان يمنحها له من وقت لآخر قبل لحظات وهما يقطعان رصيف الشارع ومعها إمرأة هي أماً للابن وزوجة للأب الذي مضى يخاطب ابنه بالقول : قول لهم يا ابن إنني أبوك ،فيقول الطفل – الابن – أبي .. أبي .. أبي.. إلى أن يقول:أهذا هو المستقبل الذي وعدتني به ..أهذي مدنيتكم التي حكيت لي عنها..أهي مدنيتكم هكذا يا أبي ؟ وعلى نفس الصعيد أكدت مصادر أن جماعة تابعة للهيئة المزعومة باشرت منذ أكثر من أسبوع مهمتها في عملية الرقابة والتفتيش لمقاهي الإنترنت في العاصمة صنعاء ،وقالت: أن عدد من الجماعات الدينية المنتمية لهيئة الأمر بالمعروف بدأت بالمداهمة لمقاهي الإنترنت والقيام برصد رواد تلك المقاهي ومراقبة والإطلاع على نوعية المواقع التي يتم تصفحها من قبل رواد تلك المقاهي ، الأمر الذي أثار استياء وسخط أصحاب المقاهي والمتصفحين من التصرفات المستفزة لتلك الجماعات . وبسبب المنشورات والفتاوى الدينية التي أصدرتها الهيئة في صنعاء الأسبوع الماضي،والتي تصف الفنان إيهاب توفيق بالماجن والشركات الرعاية لحفل الغنائي الفني بالفاسقة. الحفل الذي كان مقرر ان يحيه الفنان إيهاب توفيق في العاصمة صنعاء الخميس الماضي ضمن فعاليات مهرجان صيف صنعاء 2008م-تراجع عن إقامته بسبب تلك المنشورات التي تحرض المواطنين على الثورة ضد الفنان والشركات المنظمة والراعية للاحتفال باعتبارها راعية للفسق والفجور ما آثار مخاوف لدى الفنان والشركات المنظمة من التعرض لأي إعمال إرهابية من تلك الجماعة فتراجع الفنان عن مجيء وإقامة الحفل . وأضافت المصادر أن نشاط هذه الهيئة بدأ منذ وقت مبكر في محافظة عدن وحضرموت وتعز –حيث انها فتقوم تمارس نشاطها منذ ثلاثة أسابيع وتقوم بعملية تمشيط وتنظيف السواحل والمتنفسات مما تقول عنه بـ" الخلوة" . وبحسب المعلومات الواردة أن نشاط الجماعة التابعة للهيئة كان أكثر فعالية واتساعاً في محافظة الحديدة حيث تقول أن الهيئة فرضت قوانينها وأنظمتها على حياة الناس ،فأصبحت متواجدة في كل مكان، فضلاً عن الساحل والحدائق العامة تواجدت أيضا وبقوة في الفنادق ووسائل النقل- إذ أن الفنادق رفضت استقبال طالبات من جامعة صنعاء يحضرن رسالة الماجيستير ويعملن لذلك بحث ميداني فتم اختيار محافظة الحديدة لإجراء البحث الميداني الاجتماعي ونزلنا إلى هناك مع إحدى مدرساتهن المشرفة على البحوثات.. ورغم أن جميعهن نساء إلا أن أصحاب الفنادق رفضوا تسكينهن بحسب أوامر أعضاء اليئهة لهم بعدم ايواء عائلات مالم يكن لديهن محرم من الدرجة الأولى من الدرجة الأولى ( أب ، أخ ، أبن ، زوج ) وهو الذي لم يكن موجود معهن فرفضن من التسكين فأضطرنن إلى المبيت فوق الباص الذي نقلهن من صنعاء حتى الصباح ليعودن إلى صنعاء كما ذهبن منها دون إنجاز أبحاثهن الدراسية الاجتماعية . وأضافت المصادر أن أحدى النساء كبيرات السن أرادت أن تطلع من الحديدة إلى صنعاء لتقيم عند أبنها هروباً من حرارة صيف الحديدة إلا أنه تم إنزالها من فوق الباص التابع للقل البري بسبب عدم وجود محرم من الدرجة الأولى يسافر معها ، وحسب المصادر أن شركات النقل العامة والخاصة في الحديدة قد أصبحت ترفض منح أي تذاكر سفر للعوائل ما لم يكن معها محرم من الدرجة الأولى .