حاوره: احمد الزبيري -
المواقف الحريصة لليمن على القضية الفلسطينية ووحدة الشعب الفلسطيني جسدتها الجهود التي بذلها ويبذلها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح لوحدة الصف الفلسطيني ادراكاً منه بأن نيل الشعب الفلسطيني حقوقه العادلة باقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف لا تحققه الا وحدة وطنية فلسطينية راسخة، وأي انقسام لا يخدم الا اسرائيل وعدوانها واجندتها الاستيطانية لا سيما في هذه المرحلة المعقدة والصعبة بسبب اختلال الموازين الدولية التي ادت الى ازدواجية المعايير التي تتطلب من الفلسطينيين لمواجهة استحقاقاتها التوحد.. في هذا السياق جاءت المبادرة اليمنية لانهاء الانقسام بين فتح وحماس والتي وافق عليها الطرفان وتحولت الي مبادرة عربية في قمة دمشق، ولان العقدة في تنفيذها جاءت زيارة سلام فياض رئيس حكومة تسيير الاعمال الفلسطينية الى صنعاء مطلع هذا الاسبوع ليبحث مع القيادة السياسية اليمنية مشروع الآلية لتنفيذ المبادرة وانهاء حالة الانقسام الفلسطيني.. «26سبتمبر» التقته قبيل مغادرته المستعجلة لمتابعة نقل جثمان الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش الى رام الله لدفنه بجوار الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات.. فكان الحوار سريعاً كثفت فيه القضايا متناولين ابرزها والمرتبطة بهذه الزيارة لليمن ولقاءاته ومحادثاته مع القيادة السياسية في جانبها الاهم.. تناول المبادرة اليمنية ومشروع الآلية التي اقترحها فياض لتنفيذها باعتبارها محل اجماع فلسطيني، ولان ذلك سيؤدي الى انهاء حالة الانقسام بسبب الخلاف بين فتح وحماس من موقع الشخصية السياسية الفلسطينية المستقلة الحريصة على الوحدة الوطنية لابناء الشعب الفلسطيني، اضافةً الى قضايا اخرى.. ولان حوارنا تزامن مع رحيل الشاعر محمود درويش كان لابد امام هذا المصاب الجلل للشعب الفلسطيني والامة العربية ان نبدأ من هنا.. فإلى نص الحوار: < في البداية معالي رئيس الوزراء نعزيكم برحيل الشاعر والمناضل الفلسطيني الكبير محمود درويش والذي برحيله فقد الشعب والقضية الفلسطينية والعرب قامة نضالية، وقمة ادبية وثقافية مبدعة.. ما الذي كان يمثله محمود درويش بالنسبة لكم؟ وما الذي يمثله رحيله في هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها القضية والشعب الفلسطيني؟ << شكراً على بداية الحديث بهذه الطريقة.. هذا يوم حزين للشعب الفلسطيني وللأمة العربية والإنسانية جمعاء.. فقدنا يوم امس برحيله علماً بارزاً من اعلام الشعب والقضية الفلسطينية.. محمود درويش الذي انتصر للانسانية بإنسانيته.. محمود درويش الذي انتصر لانسانيتنا وللشعب فلسطيني بانسانيته. محمود درويش شاعر الثورة والارض والحياة.. محمود درويش باسهامه السخي في تعميق الحس لدينا كشعب فلسطيني بفلسطينيتنا.. محمود درويش كاتب وثيقة اعلان الاستقلال 1988م.. محمود درويش شكل ولا يزال جزءاً مهماً من الوعي والذاكرة الجماعية للشعب الفلسطيني.. مسهماً بروحه وفكره وشعره وابداعه في تعميق وترسيخ و تكريس هذا الحس في الوعي الجمعي للشعب الفلسطيني.. ليكون الاساس لبرنامجنا الوطني الذي قامت عليه منظمة التحرير الفلسطينية.. البيت المعنوي للشعب الفلسطيني.. محمود درويش لم يكن شاعراً واديباً مناضلاً فقط، ولكنه ايضاً اسهم في اثراء مسيرة النضال والكفاح الوطني الفلسطيني التحرري من اجل اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف بصياغته اسس بيتنا الفسطيني - كما قلت - منظمة التحرير الفلسطينية. شكر وتقدير < اليمن -قيادة وشعباً- بزعامة فخامة الرئيس كان دائماً الى جانب الشعب الفلسطيني وخياراته المستقلة حريصاً على وحدة ابنائه.. فكانت المبادرة لإنهاء حالة الانقسام بين فتح وحماس بعد ان تجاوزتا حرمة الدم الفلسطيني بتوجيه كلٍّ منهما بندقيته الى صدر الآخر.. زيارتكم هذه لليمن.. هل جاءت في سياق تفعيل المبادرة اليمنية لرأب الصدع الفلسطيني والتئام اللحمة الفلسطينية؟ << نعم هذه الزيارة تأتي في سياق التعبير عن شكرنا وتقديرنا على الجهود التي بذلها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح، والاخوة في اليمن لمساعدة الشعب الفلسطيني والتي بلورة هذه المبادرة لإنهاء الانقسام الفلسطيني الذي يعصف بنا.. لذا كانت لقاءاتنا ومحادثاتنا مع فخامة الاخ الرئيس، ومع الأخوة رئيس مجلس الوزراء، ورئيس مجلس الشورى، ورئيس مجلس النواب.. مركزين في نقاشاتنا في هذه اللقاءات على بلورة أفكار عملية لتنفيذ هذه المبادرة المباركة. الكارثة الأسوأ < هل طرح في اللقاءات التي أجريتموها مع القيادة السياسية اليمنية آلية عملية؟ << المبادرة اليمنية بعد أن اعتمدت من القادة العرب جميعاً في القمة العربية بدمشق أصبحت مبادرة عربية بعد أن أصبحت محل إجماع عربي تهدف إلى إنهاء الحالة المأساوية في فلسطين، الكارثة الأسوأ في تاريخ شعبنا منذ احتلال عام 1967م.. المطلوب من وجهة نظرنا تنفيذ هذه المبادرة. آلية التنفيذ < أتوجد لديكم رؤية في هذا الاتجاه؟ << نحن وضعنا آلية لتنفيذها تقوم على شقين الاول: يتعلق بتشكيل حكومة توافق وطني من خارج الفصائل، انتقالية لأجل معلوم تدير البلاد تمهيداً لانتخابات رئاسية وانتخابات تشريعية متفق عليها.. أما البند الثاني فيتعلق بالمساعدة العربية في المجال الأمني للإشراف على الجهد الذي لابد منه، ولابد من أجل اعادة بناء القدرات الامنية للسلطة الوطنية الفلسطينية على اسس مهنية موضوعية لا سياسية.. ولا فصائلية.. ولا حزبية، وبما يوفر ايضاً من خلال هذه المساعدات العربية الامن والنظام لاهلنا في قطاع غزة ولفترة انتقالية الى حين بناء قدراتنا الذاتية.. هذه الافكار.. وايجاد آلية لتنفيذها امر هام جداً.. لان تنفيذها كفيل بانهاء حالة الانقسام فوراً.. ولا نبقي هدف اعادة وحدة الوطن الذي يجب ان يكون الهدف الاول والاسمى.. لا ينبغي ابقاء هذا الهدف مرهوناً باستكمال الحوار على كافة القضايا العالقة.. نوحِّد الوطن ونستكمل الحوار.. نوحِّد الوطن بما يحسن المناخ والجو السياسي الذي يمكن ان يستكمل فيه الحوار وصولاً الى رؤية مشتركة بشأن كافة القضايا او على الاقل الى تفاهم في كيفية ادارة الخلافات في وجهات النظر.. انما لا يفترض ان نبقي وحدة الوطن مرهونة باستكمال كافة القضايا او معطلاً تحقيقه بسبب التمترس خلف شعارات أو مواقف مسبقة.. هذه مبادرة وهذه آلية القصد منها التطمين.. القصد منها التعامل مع كافة اوجه التحفظ التي اعرب عنها من حين الى آخر بعد القبول من حماس وفتح بالمبادرة اليمنية.. اذا كانت المبادرة اليمنية مقبولة فلماذا لم ننفذها حتى الان؟! الارتهان للحوار < ولكن الطرف الفلسطيني الآخر ايضاً له رؤية بدون شك سيكون له تحفظات على ما تطرحونه انتم؟ << هناك تحفظات.. هذا واضح ونعلمه جيداً ان لها علاقة في البند الاول في المدخل.. ماذا يعني عودة الامور الى ما كانت عليه.. هناك ايضاً تحفظات من حركة حماس بشأن المضمون السياسي او البرنامج السياسي.. حاولنا من خلال آلية التنفيذ هذه بروح عملية لا عقائدية بروح تطمينية.. فعندما نتحدث عن تشكيل حكومة من توافق وطني من خارج الفصائل نقصد من خلال التعامل مع المسألة السياسية.. نقفز على الخلافات في وجهات النظر السياسية.. نشكل مثل هذه الحكومة، ونمكنها من الحكم والادارة، وهي حكومة جديدة.. انا أتحدث عن حكومة جديدة رئيساً واعضاءً تنفيذاً لما بعدها انتخابات او حتى قبل الانتخابات يمكن التوافق على حكومة فصائلية شريطة ان يكون هناك اتفاق على البرنامج السياسي.. انما لا نبقي هدف اعادة الوحدة الوطنية مرهوناً باستكمال الحوار في كافة القضايا. ترتيب انتقالي < هناك طرح آخر يرى ان الحوار والتفاهم لحل كافة القضايا اهم من تشكيل الحكومة والانتخابات لأن ذلك سوف ينهي الانقسام ويرسخ الوحدة الوطنية؟ << انا هنا اتساءل: هل يكون الحوار على خلفية وطن ممزق؟ أم يستكمل على خلفية وطن موحد؟.. نوحد الوطن اولاً من خلال التوافق على مثل هذه الحكومة.. ثم كل ما نتحدث عنه هنا هو ترتيبات انتقالية ليس لها صفة الديمومة.. فإذا كان فعلاً هناك صدق وآمل ان يكون ذلك المحفز الاساسي لنا جميعاً هو انهاء حالة الانقسام هذه.. اعادة الوحدة الوطنية.. علينا التوحد بالتنفيذ الفوري للمبادرة اليمنية. حرص اكيد < يعني هذا أنكم تريدون من خلال هذه الزيارة ان يواصل اليمن دوره في تحقيق التوافق على أساس مبادرته؟ << اليمن -انا متأكد- انه لن يبخل علينا في السعي وبذل الجهود لوحدة الصف الفلسطيني، لان اليمن كان دوماً الى جانبنا.. نحن نشعر بدفء خاص في علاقتنا مع الاخوة اليمنيين.. في تواصل كبير.. في حرص اكيد واعتقد ان هذا هو ما ادى الى بلورة المبادرة اليمنية في المقام الاول.. لا اعتقد اطلاقاً ان اليمن سوف يبخل علينا في بذل اي جهد لانهاء هذا الموضوع.. بالعكس لمسنا استعداداً وجاهزية ونحن نقدر ذلك ونعول عليه لان لليمن مكانة خاصة.. اليمن بلد الايمان والحكمة.. كلنا العرب لنا صلة باليمن.. اليمن نعول على جاهزيته التي عبرت عنها لقاءاتنا لاستمرار السعي، والسعي الحثيث إلى أن نتمكن من الوصول الى استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية واعتقد انه من خلال التركيز على آلية التنفيذ الذي تم النقاش حولها.. طبعاً هناك تحفظات.. لنبدأ تنفيذ ما اتفق عليه ونواصل الحوار.. لماذا التردد؟ علينا الانطلاق صوب التنفيذ اكرر التنفيذ. لا تنازل من احد لأحد < ما هو المحتوى الاهم في الآلية التي اقترحتموها لتنفيذ المبادرة اليمنية التي تتحدثون عنها؟ << مضمون او محتوى الآلية كما ذكرت سابقاً تتمثل في تشكيل حكومة توافق وطني من خارج الفصائل.. حكومة انتقالية لاجل معلوم متفق على هذا الأجل تدير شؤون البلاد تمهيداً لانتخابات رئاسية وتشريعية متفق عليها لمدة تطول او تقصر، هذا يرجع الى اتفاق الفصائل اي بحسب رغبتها المضمون الآخر هو المساعدة العربية في الجانب الامني للاشراف على جهود السلطة الوطنية الفلسطينية لبناء قدراتها الامنية، وتوفير خدمة الامن والنظام العام لأهلنا في قطاع غزة لفترة انتقالية الى حين استكمال هذه القدرات.. هذان هما البندان بكل بساطة وسهولة لا اكثر ولا اقل.. وكما هو واضح.. لا فيهما نزعة فصائلية، ولا نزعة عقائدية، ولا يتحدثان عن حوار مفتوح.. يتحدثان عن اجراءات عملية تنفيذها كفيل بانهاء الوضع المأزوم في الساحة الفلسطينية.. الحكومة التي نتحدث عنها اكرر انتقالية.. ممكن فيما بعد ان نشكل حكومة من نوع آخر.. لكن ما لانستطيع القبول به هو الوضع القائم.. نحن محشورون في الزاوية علينا ان نخرج من هذه الزاوية.. كلنا الفلسطينيين.. لا اتحدث عن فريق دون آخر.. ولا نتحدث عن طرف دون آخر ولا في ذهني تنازل من احد لاحد.. اتحدث عن تنازل من الكل الفلسطيني للكل الفلسطيني.. لصالح قضية شعبنا.. لصالح اعادة الوحدة الوطنية هذا ما اتحدث عنه. شعارات فارغة < رغم الجهود التي تبذلها السلطة الوطنية الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس لصالح السلام مع اسرائيل سواءً عبر المحادثات المباشرة او على الصعيد الدولي الا ان الطرف الآخر يواصل عدوانه على الشعب الفلسطيني حصاراً وتدميراً وقتلاً يومياً واستيطاناً وآخرها المستوطنات الجديدة في القدس.. على ماذا الرهان.. ام ان الخيارات ضاقت الى حد لم يبق إلا مواصلة الطريق في هذا الاتجاه؟ << هذا صحيح.. ونحن ندرك ذلك.. ونحن فعلاً نريد احداث حلحلة او اختراق لصالح السلام وهذا هو السبب الرئيس.. اضافة الى رغبتنا الاكيدة وحرصنا الاكيد على انهاء المعاناة عن شعبنا خاصة في غزة وكذلك في الضفة الغربية.. هناك ايضاً بعداً آخر هو البعد السياسي الذي يجعل اسرائيل تمعن فيما تقوم به واعني هنا حالة الانقسام الفلسطيني الذي له أثر تدميري على قضيتنا.. في ظل الانقسام القائم حالياً اسرائيل ممعنة في استخدام الضفة العربية كمشاع استيطاني وأمني.. ليس هناك فكر بشأن قيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة في المفهوم الدولي.. في مفهوم الوعي السياسي الاسرائيلي بما هو مقبول لدينا.. الاسرائيليون يمكن ان يكون لديهم تصور لكنه غير مقبول لدينا.. نحن لن نقبل اطلاقاً بأقل مما نظمته وثيقة اعلان الاستقلال التي صاغها محمود درويش.. اقول - هذا - غداة وفاة محمود درويش.. او اقول ذلك بصدق هذا ماينبغي على اسرائيل ان تفهمه.. لايوجد في اذهاننا ووعينا فرق بين أي بيت استيطاني عمرته اسرائيل في فلسطين اليوم وبين أي وحدة استيطانية عمرتها اسرائيل قبل 35 سنة.. هذا الذي يجب ان يفهموه الاسرائيليون.. علينا ان نتجاوز الشعارات الفارغة التي تُلقى جزافاً وتتمحور حول باع واشترى.. اشترى وباع.. أُشتري من من.. ومن ابتاع من من.. هذا كلام فارغ.. الشعارات في غالبها خالية من أي مضمون عملي.. علينا ان نأخذ بالأسباب.. والأخذ بالأسباب يقتضي اولاً توحيد الوطن وهذا جزء من ثقافتنا.. اذا أردنا نغير هذا الوضع على اسرائيل علينا توحيد الوطن.. وإلا سوف يبقى الوضع في غزة ضمن الكيان الفلسطيني قائم بخصائص معينة.. اما الضفة الغربية فهي مشاع فلسطيني كما قلت لاسرائيل. حالة هُلامية < ما المطلوب اذاً؟ << هذا هو مصيرنا.. هل أعول على اسرائيل لتساعدنا أو أعول على احد ان يساعدنا.. «لازم كفلسطينيين ان نساعد حالنا» يجب ان نراهن على أنفسنا.. «لازم ان نأخذ بأسباب القوة».. علينا ان نغير الوضع.. اهم عنصر في تغيير الوضع وخلط الأوراق على اسرائيل اعادة توحيد الوطن.. عندها يتبدد أي تفكير بانهاء هذه القضية من خلال كيان في قطاع غزة اياً كأن شكله.. ويبقى الوضع في قطاع غزة في الضفة الغربية في حالة من الهلامية.. وضع تستخدمه اسرائيل كاستيطان لاغراض أمنية.. انما ليس هناك مشروع سيادي اطلاقاً مقبول بالمفهوم الذي تضمنته مبادرة السلام الفلسطينية عام 88م والتي صاغها محمود درويش. القدس وحق العودة < ما يثار حول توطين اللاجئين الفلسطينيين والقدس في اطار المحادثات التي تجرونها مع اسرائيل من ان هناك توجهات لتوطينهم في الدول العربية التي يعيشون فيها كلاجئين وكذلك هناك ايضاً اتجاه للتنازل فيما يخص موضوع القدس.. نريد ان نسمع منكم حول هذين الثابتين الفلسطينيين؟ << اختتم بما بدأت به وعود الى ماذكرته بشأن البرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية الذي تضمنته مبادرة السلام الفلسطينية وثيق الاستقلال التي صاغها محمود درويش.. هذه الوثائق تتضمن جوهر الموقف الفلسطيني الذي لم ولن نحيد عنه.. وان كان قد طرأ تآكل في الوعي الدولي او ربما الاسرائيلي بالنسبة لهذا الموقف.. ولكن نحن ثابتون على كافة مكونات مبادرتنا وتحديداً قيام دولة فلسطينية مستقلة على كامل الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967م، والقدس الشرقية جزء لا يتجزأ من هذه الاراضي.. اما بشأن اللاجئين نحن نتكلم عن حق العودة كجزء لا يتجزأ من هذا البرنامج ونتحدث كما تضمنته مبادرة السلام العربية- ايضاً واذكر بذلك- انها بالاضافة الى انها تضمنت بنداً يتعلق بالانسحاب من كافة الارض المحتلة عام 1967م تضمنت كذلك حلاً عادلاً ومتفق عليه لقضية اللاجئين وفقاً لقرار 194 الأممي لا تغيير ولا تبديل.. هذا هو برنامجنا. باقون على هذه الارض < ماهي عناصر القوة لديكم لتحقيق ذلك؟ << نحن أصحاب حق.. والى ان نصل الى تحقيق اهدافنا نحن على هذه الأرض باقون.. على هذه الأرض باقون.. أو كما قال محمود درويش (على هذه الارض ما يستحق الحياة) سنبقى صامدين على هذه الأرض هذا هو مشروعنا الأخذ بالاسباب يعني ان تكون هذه النقطة البداية.. أن نعزز امكاناتنا على الصمود والثبات.. وليس ان يكون عندنا وضع داخلي انقسامي يؤدي الى هجرة 50 الف فلسطيني في 2006م والنصف الأول من العام 2007م نحن نريد ان نثبت ابناء الشعب الفلسطيني على الأرض.. الحل للمسألة يتطلب الأخذ بالأسباب بموضوعية وليس بالشعارات الفارغة.. مدرسة الشعارات دمرتنا وألحقت بنا الكثير من الأذى.. أؤكد لك تماماً ومن خلال صحيفتكم الغراء «26سبتمبر» اننا لن نحيد عن هذا البرنامج.. واذا كان هناك من تآكل فهو في وعي الموقف الدولي وفي الوعي الاسرائيلي.. هذا الجزء الرخو في التفكير الدولي والاسرائيلي سوف نغيره تماماً.. وأعود لاؤكد ان لا فرق عندنا اطلاقاً بين وحدة استيطانية بنتها اسرائيل الآن ووحدة استيطانية بنتها قبل 35 عاماً كلها غير مشروعة. < مثلما للفلسطينيين مشاكلهم كذلك للاسرائيليين وان كانت تختلف في المستوى والنوعية.. الى أي مدى سيكون لذلك تأثير ايجابي على توجهاتكم؟ << يكفينا مشاكلنا نحن ( يكفيها مافيها) انا معنى بمشاكلي انا.. الاسرائيليين مشاكلهم تخصهم هم. الاخذ بالاسباب < ماقصدته هل لديكم رؤية مستقبلية للتعامل مع أي وضع قادم في اسرائيل بما يخدم الشعب الفلسطيني؟ << رؤيتنا لفلسطين قائمة على برنامج سياسي واضح كما ذكرت لك ثابتون عليه.. هذا جزء من تراثنا وثقافتنا الأخذ بالأسباب.. هذا الجزء الذي أهمل ونسيء عبر السنين.. الأخذ بالاسباب يقول: ان عندي احتلالاً وأريد ان انهيه اذن ما طبيعة هذا الاحتلال؟ الجواب استيطاني هذا هو المربع الأول لمواجهة الاحتلال بالنسبة لنا المهم في هذه المرحلة تثبيت المواطن على الارض.. السعي لتثبيت المواطن على الارض من خلال توفير كافة الخدمات التي ينبغي ان تتوافر ليبقى على الأرض.. والى ان يتحقق ذلك نحن على هذه الارض باقون.. لن نقبل بأقل من حقوقنا التي يتضمنها برنامجنا الوطني والذي نحن مصممون عليه هذا نحن ما نقوله لهذه الادارة الاسرائيلية والادارة الاسرائيلية التي ستأتي بعدها.. هذا صراع منذ النكبة الى اليوم عمره 60 عاماً.. هذا الصراع لن ينتهي الا اذا انهيناه نحن كفلسطينيين.. هذه الورقة بيدنا ولن ننهي ذلك الا اذا حصلنا على كافة حقوقنا كما كفله برنامجنا الوطني. المسار الصحيح < ما هو مطلوب من العرب تجاه فلسطين وتجاه الوضع الذي تعيشونه في ظل حالة الانقسام؟ << بعيداً عن وضع الامور في اطار عبارات فضفاضة ومن ناحية عملية وبالأولويات.. والأولوية الاولى وقبل أي شيء نطلب منهم مساعدتنا في تنفيذ المبادرة اليمنية.. لماذا؟ لأن ذلك هو الخطوة الأولى التي تضعنا على المسار الصحيح.. مرة اخرى انا اتحدث بهذه الدرجة من الوضوح.. انا لا أحب ان اعقد الامور بالعموميات.. «بدك خطوة عملية» المطلوب المساعدة في تنفيذ المبادرة اليمنية. < رغم الانقسام الحاصل بين فتح وحماس الا ان السلطة الوطنية الفلسطينية سعت وبذلت جهوداً لرفع الحصارعن غزة.. ايمكن ان تعطونا صورة عن هذه الجهود؟ << في هذا الموضوع نحن سعينا وبإلحاح وبادرنا.. هناك مبادرة اعتمدت من خلال التواصل الدولي في شهر كانون اول من العام الماضي من قبل الرباعية الدولية عقدتها اجتماع في باريس في 17/12/2007م تدعو الى اعادة فتح المعابر في قطاع غزة.. سعينا من خلال الاتحاد الاوروبي ليتبني نفس الموقف هذا الموقف ايضاً تبنته جامعة الدول العربية وتبنته منظمة المؤتمر الاسلامي.. المتمنع هي اسرائيل عما هو مطلوب وما يجب ان يكون.. لكن وفي كل الأحوال حصلنا على حالة اصطفاف دولي غير مسبوق في ان العالم كله معنا فيما يخص فتح المعابر.. للأسف حتى الآن لم تفتح هذه المعابر.. علينا الاستمرار في بذل كل جهد ممكن لفتح هذه المعابر علينا السعي للتخفيف من معاناة شعبنا بكل الوسائل.. نقوم بذلك وبكل ما هو ممكن من تحويلات بنكية للرواتب وتحويلات اجتماعية انما لا نستطيع تنفيذ مشاريع تنموية لا نستطيع ان ندخل مواد بناء وإعمار بسبب الحصار في قطاع غزة من جهة نسعى لتخفيف المعاناة عن شعبنا في قطاع غزة ومن جهة اخرى نسعى لانهاء حالة الانقسام.. هذا هو الأساس.. اعادة الوحدة للوطن.. اعادة الوحدة للوطن.. اعادة الوحدة للوطن هذا مانريده عنوان اساسي للتحرك.. تحقق هذه يفكك الأمور كلها. *صحيفة 26سبتمبر