امين الوائلي -
(وعندما تصبح الحياة بلا قيمة أو معنى؛ يصبح «التعلّق» بالموت مهوى أفئدة المحبطين الذين هم في واقع الأمر «مرضى نفسيون» والانتحار ظاهرة «انهزام» وإن بدت في أعين بعض البسطاء السُذّج وكأنها دليل «شجاعة» )..
>.. الكاتب السعودي محمد بن عبداللطيف آل الشيخ مستهلاً مقالة له بعنوان «الانتحاريون» أو «انتحاريو الصحوة» الذين يفجرون أنفسهم وسط أناس آمنين مسالمين ومسلمين «نصرة لدين الله»!!!.
>.. الطالب في كلية طب جامعة حضرموت انقطع عن زملائه وعن الدراسة لأيام؛ ليظهر بعدها «رجلاً آخر وشاباً لا يمت إلى عالم المدنية والجامعة بصلة انتماء أو قرابة» وهو يقود سيارة مُعبأة بالمتفجرات والعبوات الناسفة ويقتحم مركزاً للأمن العالم؛ مفجراً نفسه وسط دهشة صباحٍ كان لتوّه يوقظ المدينة والحقول!.
>.. في قرارة نفسه ـ ساعة قرّر الضغط على زر التفجير لينتحر وتتناثر أشلأوه، وأشلاء الضحايا الآخرين ـ كان يعتقد أنه متوجه إلى الجنة، ولم تعد تفصله عنها إلا ضغطة واحدة و«تهب رياح الجنة»!!.
>.. ما الذي يحمل شاباً نال قسطاً لا بأس به من التعليم، والانفتاح على ثقافة عامرة بالحياة والتشويق والتنوع المدهش على أن يلقي بنفسه إلى جحيم الانتحار والموت بهذه الطريقة المجنونة؟!.
>.. هناك ـ دون شك ـ عالم آخر موازٍ للعالم الذي يعيش فيه هؤلاء، وهو عالمهم الخاص والحقيقي؛ كما يظهر من سطوة وسلطة قوانين وتعاليم هذا العالم الخاص بتعاليمه ومبادئه القادرة على سوق الشباب إلى الموت والقتل والانتحار بهذه السهولة، وهذا الرخص الدموي!.
>.. ضد من كان ينفذ هجومه الأخير؛ هل كان يعتقد أن هذا جزءاً من واجبه الديني المتلخص في مبدأ وعقيدة «الجهاد» ولماذا، وكيف يصير الجهاد قتلاً ودموية وإرهاباً بلا هدف وبلا رسالة؟!.
>.. ومن تقرض على مبادئ الدين وعقول الشباب بهذه البربرية؟!.