الأربعاء, 22-أكتوبر-2008
الميثاق نت -      د.عبد الباري دغيش -
• الوحدة مصلحةٌ عظمى ،آنية واستراتيجيه، وأكثر من ذلك هي دين وعبادة ، وليست صنمٌ من تمر حين نجوع أكلناه، وحين نغضب حطمناه، وحين نفقد بعضاً من مصالحنا تنكرنا لها.
• دعوات الانفصال لا أفق ولا مستقبل لها وسوف تدخل البلاد في سلسلة مشاكل لانهاية لها، وهي دعوات مرفوضة أخلاقاً وديناً وسلوكاً ،ولا تساعد قوى الخير أينما وجدت، وحيثما كانت،على مواجهة الفساد والظلم والسلبيات.
• الانفصال معناه تقطيع وشائج القربى وصلات الرحم، هذا طبعاً إذا لم يصل الأمر إلى تقطيع الرؤوس، لا لجرم اقترفته، وإنما ربما لأسلوب نطقك الأحرف والكلمات أو لمعلومة في بطاقتك الشخصية أو العائلية أو بسبب رقم سيارتك، وأكثر من ذلك التحكم بحركة تنقلاتك بين جهات الوطن الأربع علاوة على عودة التوتر والحروب الشطرية والمناطقية والطائفية،،فمن يريد ذلك،ومن يطيق تحمله ؟؟
• حل مشكلات الوطن والشعب تكمن في اكتمال مأسسة الدولة، وسيادة القانون، وعمليات التنمية والبناء تحتاج من الجميع -إضافة إلى التمتع بروح الإيثار- الوقت والجهد والصبر، ومواصلة العمل تحت سقف الوحدة والديمقراطية في ظل أجواء الحرية ،والأخيرة هذه تنتهي حدودها عند إلحاق الضرر بالثوابت الوطنية، وفي مقدمتها وقدس أقداسها وسدرة منتهاها تأتي الوحدة التي ناضل من أجلها الإباء والأجداد وسكنت أفئدة وعقول الشعب، وأستشهد على دربها الآلاف ومازالت ، وستظل إلى أبد الدهر تحمل وهجاً يجذب الملايين إلى رمي أنفسهم في أتون الموت الزؤام، ولن يبلى معدنها أبد الآبدين،، فلندعها بسلام، ولنسقيها بعصارة نضالاتنا ضد مظاهر الفساد ومن أجل صنع الخير في الوطن ولكل أبناء الوطن،هذا إذا أردنا النجاح والفلاح، إنها قضية الجميع.
• على امتداد جغرافيا الأحزاب السياسية ،والجماعات الغير معنونة تتبدى هذه الأيام براكين غضب متفجر، وفي ذلك السر الكبير لمشاكل اليمن بكل جهاته، فنرى هناك من يلعب بكروت شمشونية خطيرة ومصيرية ولا تهمه عواقب المواقف !!
• هناك من يريد إثقال كواهلنا بنبش خلافات واختلافات السلف في التاريخ العربي الإسلامي مجدداً وبث الفرقة والعودة من بوابة السماء، وآخرون من بوابة هوية ماضوية،وجميعهم يشحنون بطاريات العقول الفارغة، وأفئدة الصدور الخواء بكهرباء الحقد وثقافة الكراهية.
• إن محاولة الترويج لهويات جديدة يعتبر مدخلاً خطيراً لإثارة المواجهات المناطقية أو الجهوية أو الطائفية، ومع النوايا البغيضة والتشويش المفهومي تستعر قدور الكراهية وتغلي مراجل البربرية ،وتتغذى ذئاب العنف البشرية،إن الأحقاد يمكن أن تنتشر كالنار في الهشيم كما رأينا في كوسوفو والبوسنة ورواندا ودارفور، وأماكن أخرى كثيرة في أنحاء العالم ،فمع التحريض المناسب يمكن أن يتحول وعي جماعة ما إلى سلاح قوي يوجه بوحشية ضد جماعة أخرى،وفن إثارة وبناء الكراهية يأخذ شكل إثارة القوى الخارقة لهوية مزعومة السيادة والهيمنة تحجب كل الانتماءات الأخرى،وعندما تعطى هذه الهوية شكلاً ملائماً ميالاً للقتال يمكن أن تهزم أي تعاطف أو شفقة فطرية موجودة في النفوس مبررة بالمزاعم المغلوطة والأوهام في الحط من قدر الآخرين،وتحقيرهم واستباحة دمائهم وحقوقهم،،فهل نتعظ ؟؟
• ربما تعاني تجربة البناء الديمقراطي صعوبات مثل ضعف أو غياب حيادية المال العام والوظيفة العامة وأجهزة الإعلام الرسمية وغير ذلك الكثير ،والى تلك السلبيات يجب أن تتوجه النضالات السلمية تحت سقف الوحدة ووفقاً للاعراف الديمقراطية.
• الديمقراطية هي نبتة تحتاج التشرب بثقافة قبول الأخر والاستعداد السياسي والنفسي والأخلاقي للانتقال بين موقعي السلطة والمعارضة،،هي ثقافة قبول التعدد دون تهميش أو إغفال أو إلغاء أو إقصاء لأي من مكونات الطيف السياسي في إطار العقدالإجتماعي.
• إننا نريد القياس والتقييم على أساس معايير النزاهة والكفاءة ونتائج صناديق الانتخابات المستندة إلى برامجٍ تتفاعل وتتنافس على تحقيق مصالح العباد !!
• أن يكون قحطان الشعبي أول رئيس للجنوب اليمني، هو ذاته أول وزير لشؤون الجنوب في الحكومة السبتمبرية بشمال اليمن عقب الثورة الام وقبيل الاستقلال، ويأتي إلينا اليوم من يريد إنكار واحدية الثورة اليمنية،، تلك هي قمة المهزلة!!

[email protected]
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:31 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-7897.htm