حسن عبدالوارث -
❊ أثارت الأزمة المالية العالمية الحالية ردود أفعال شتى، على مختلف الأصعدة- اقتصادية وسياسية وايديولوجية ونفسية..
غير أن أطرف هذه الردود، هو ما تجلى في معرض الكتاب المنعقد مؤخراً في مدينة فرانكفورت الألمانية.. فأكثر مبيعات هذا المعرض كانت كتب كارل ماركس، لاسيما كتابه الأشهر »رأس المال«.. وهو الكتاب الذي هنأ الناس أمه يوم صدروه، فردت عليهم بأنها كانت تتمنى أن يكون ابنها قد جمع رأس المال، بدلاً عن تأليفه!
وكنتُ زرتُ -مؤخراً- معرض صنعاء للكتاب.. ووجدت كثيرين يتلهفون الى الحصول على »مراجع« تشرح -مجرد شرح -حقيقة ما يحدث الآن، مما يسمونه أزمة مالية عالمية أو »عولمية« من شأنها أن تتجاوز -بجبروتها الكارثي- حدود البورصة المالية »النقدية«.. الى تخوم الاقتصاد »الحقيقي« الذي اذا ما أصيب بالضرر، فإنها الكارثة فعلاً، وليس ما يحدث الآن من أزمة محدودة الأثر!!
وهو ما دعا أهل الشأن أو الاختصاص الى اعادة تقليب الدفاتر -إن جاز التعبير- بين دفتر ماركسي، وآخر إسلامي، وثالث يحمل بين غلافيه شيئاً من هذا وذاك، أو بعضاً من قديم وحديث في الفكر السياسي والاقتصادي والاجتماعي.. وبالذات اعادة قراءة المفهوم أو المصطلح على ضوء تجليات الواقع، لاسيما ما يتصل منها بالخصخصة والقطاع العام ودور الدولة في العملية الاقتصادية.
إنه مفترق طرق في غاية الغموض والخطورة معاً.. فأي اتجاه سنسلك يا ترى؟!❊
wareth26@hotmail.com
عودة ماركس!!