الإثنين, 27-أكتوبر-2008
الميثاق نت -  محمد انعم -
‮❊ ‬في‮ ‬صباح‮ ‬يوم‮ ‬الكارثة‮ ‬كان‮ ‬الرئيس‮ ‬علي‮ ‬عبدالله‮ ‬صالح‮ ‬الى‮ ‬جانب‮ ‬المواطنين‮ ‬في‮ ‬المناطق‮ ‬المنكوبة‮ ‬يصارع‮ ‬الموت‮ ‬الأعمى‮ ‬الذي‮ ‬يلتهم‮ ‬الحياة‮ ‬في‮ ‬طريقه‮.‬
الرئيس‮ ‬قطع‮ ‬كل‮ ‬التزاماته‮ ‬وألغى‮ ‬كل‮ ‬مواعيده‮ ‬وانطلق‮ ‬في‮ ‬مهمة‮ ‬وطنية‮ ‬طارئة‮ ‬لم‮ ‬تكن‮ ‬حسب‮ ‬الاخبار‮ ‬الرسمية‮ »‬زيارة‮« ‬وإنما‮ ‬مهمة‮ ‬فدائية‮ ‬محفوفة‮ ‬بالمخاطر‮.‬
نعم،‮ ‬لقد‮ ‬كان‮ ‬الرئيس‮ ‬مجازفاً‮ ‬في‮ ‬تعامله‮ ‬مع‮ ‬الكارثة،‮ ‬فالسيول‮ ‬والعواصف‮ ‬والبروق‮ ‬والرعود‮ ‬أكيد‮ ‬لا‮ ‬تلتزم‮ ‬بتعليمات‮ ‬الحرس‮ ‬الرئاسي‮.‬
لكن‮ ‬هول‮ ‬الفاجعة‮ ‬أنست‮ ‬قلب‮ ‬القائد‮ ‬دفء‮ ‬كرسي‮ ‬الرئاسة‮.. ‬لم‮ ‬يَهَب‮ ‬الوحش‮ ‬الكارثي‮ ‬الذي‮ ‬يدمر‮ ‬حضرموت‮ ‬والمهرة‮ ‬ويسرق‮ ‬فرحة‮ ‬وبسمة‮ ‬ابنائها،‮ ‬ولم‮ ‬يبقَ‮ ‬متفرجاً‮ ‬لكل‮ ‬ذلك‮ ‬العبث‮.‬
‮❊❊❊‬
إن‮ ‬تعامل‮ ‬الرئيس‮ ‬مع‮ ‬كارثة‮ ‬السيول‮ ‬كان‮ ‬أعظم‮ ‬وأشجع‮ ‬وأصدق‮ ‬وأنبل‮ ‬وأحن‮ ‬وأكبر‮ ‬من‮ ‬أن‮ ‬يوصف‮ ‬أو‮ ‬يُتغزَّل‮ ‬به‮ ‬عن‮ ‬بُعد‮..‬
دائماً ما يعلّمنا الرئيس أن الزعماء التاريخيين لشعوبهم هم الذين لا يأبهون بالمناصب ولا الجاه ولا المال ولا نعيم الحياة أو كرسي الرئاسة أيضاً، عندما يتهدد خطر ما حياة أطفال أو شيوخ أو نساء من أبناء شعبهم.. أكيد أن علي عبدالله صالح لم يذهب للتنزه في حضرموت والمهرة.. أبداً، بل إنه خرج دون أن يسأل مسئولي الارصاد عن حالة الطقس.. انطلق بقلب القائد الوطني الوفي والمخلص لأبناء شعبه ليتقاسم مع أهلنا الموت وهول الفاجعة.. لم يكن هدف مهمته تخفيف آثار الكارثة على شعبه إلاّ في المرتبة الثانية.
لذا‮ ‬كان‮ ‬يسابق‮ ‬جنون‮ ‬السيول‮ ‬في‮ ‬الميدان‮ ‬ويدير‮ ‬معركة‮ ‬في‮ ‬التضحية‮ ‬والفداء‮ ‬مع‮ ‬شعبه،‮ ‬لا‮ ‬يقدم‮ ‬عليها‮ ‬إلاّ‮ ‬الزعماء‮ ‬التاريخيون‮.‬
وهذا‮ ‬ليس‮ ‬أول‮ ‬دروس‮ ‬التضحية‮ ‬والفداء‮ ‬التي‮ ‬يجترحها‮ ‬هذا‮ ‬الزعيم‮ ‬أمام‮ ‬الملأ‮ ‬وفي‮ ‬أشد‮ ‬وأخطر‮ ‬المحن‮ ‬والكوارث‮ ‬التي‮ ‬يواجهها‮ ‬ابناء‮ ‬شعبه‮.‬
‮^ ‬في‮ ‬وسط‮ ‬الكارثة‮ ‬كان‮ ‬الرئيس‮ ‬يقف‮ ‬الى‮ ‬جانب‮ ‬ابنائه‮ ‬واخوانه‮ ‬مغيثاً‮ ‬لهم‮ ‬في‮ ‬أشد‮ ‬اللحظات‮ ‬وأصعبها‮.. ‬والتي‮ ‬يفر‮ ‬منها‮ ‬القريب‮ ‬من‮ ‬قريبه‮ ‬والأخ‮ ‬من‮ ‬أخيه‮..‬
^ في حضرموت والمهرة كان الرئيس والحكومة وابناء القوات المسلحة والأمن وكل الوطنيين الغيورين، هم الذين يضحون بحياتهم من أجل عودة طفل انتزعته السيول الى حضن أمه.. وهم الذين كانوا يواجهون الموت بترحابٍ لتظل السعادة والابتسامة مرسومة على شفاه كل أسرة وفي كل بيت.. هناك حيث الموت ينتشر حول المواطنين من الاتجاهات الأربعة.. كنت وحدك أيها الرئيس الى جانب شعبك.. حينها وفي لجج الموت غابت أحزاب المشترك رغم أنها تطالب بالشراكة.. والأوصياء أيضاً تواروا عن الأنظار و»المناضلون نقداً« باسم الجنوب تركوا اخواننا يواجهون سيل العرم‮.. ‬ولولاك‮ ‬بعد‮ ‬الله‮ ‬فلا‮ ‬منقذ‮ ‬لهم‮ ‬من‮ ‬طوفانه‮.‬
في‮ ‬وجه‮ ‬الكارثة‮ ‬كان‮ ‬الموت‮ ‬أو‮ ‬الحياة‮ ‬هو‮ ‬اختيارك‮ ‬وقرار‮ ‬المسئولين‮ ‬المحليين‮ ‬وأبناء‮ ‬القوات‮ ‬المسلحة‮ ‬والأمن‮.‬
هناك‮ ‬أيها‮ ‬الرئيس‮ ‬أثبتَّ‮ ‬من‮ ‬جديد‮ ‬أن‮ ‬المسئولية‮ ‬مغرم‮ ‬وليست‮ ‬مغنماً‮... ‬بذلتم‮ ‬حياتكم‮ ‬مع‮ ‬أولئك‮ ‬الابطال‮ ‬من‮ ‬أجل‮ ‬انقاذ‮ ‬المواطنين‮ ‬من‮ ‬قبضة‮ ‬الكارثة‮.‬
لم تنتظر حتى يُسرّح »الشركاء« لحاهم ويعطروها ويبخروها ويشذبوها ويحَنَّوها.. بل لقد أنجزت المهمة وعدتَ تحفظك رعاية الله وتحصّنك دعوات شعبك من شرور كيد الشياطين.. الذين هم الكارثة التي تعصف باليمن منذ المرحلة الانتقالية وضحاياها بذمة أحزاب المشترك.. الذين اختبأوا‮ ‬بصنعاء‮.. ‬وسيظلون‮ ‬بقية‮ ‬تفاصيل‮ ‬الكارثة‮.‬

تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:26 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-7957.htm