الأربعاء, 13-سبتمبر-2006
امين‮ ‬الوائـلي‮ ‬ -
‮ ‬أبت‮ ‬المدينة‮ ‬الخضراء‮ ‬إلاّ‮ ‬ان‮ ‬تعمّــد‮ ‬عظيم‮ ‬المشهد‮ ‬بعظيم‮ ‬الشهادة‮..‬
أبت‮.. ‬الأبية‮.. ‬إب‮ ‬إلاّ‮ ‬ان‮ ‬تعمّد‮ ‬الوفاء‮ ‬بالشهداء‮.‬
أنجزت‮ ‬الجماهير‮ ‬وعدها‮ ‬كاملاً‮.. ‬كاملاً‮.. ‬كاملاً‮..‬
أدت‮ ‬حق‮ ‬العهد‮.. ‬حق‮ ‬الوعد‮.. ‬حق‮ ‬الوفاء‮.. ‬وحق‮ ‬الشهادة‮.‬
أين‮ ‬بقيت‮ ‬مدينة‮ ‬في‮ ‬الارض‮ ‬تسقي‮ ‬شجرة‮ ‬الوفاء‮ ‬بالمهج،‮ ‬إلاّ‮ ‬إب؟
أين‮ ‬بقيت‮ ‬جماهير‮ ‬في‮ ‬الدنيا‮ ‬تفتدي‮ ‬الارادة‮ ‬بالروح‮ ‬إلاّ‮ ‬جماهير‮ ‬إب‮ ‬وأبناء‮ ‬إب‮ ‬وأهلنا‮ ‬الأتقياء‮ ‬الأنقياء‮ ‬البررة‮ ‬في‮ ‬اللواء‮ ‬الأخضر‮.‬
الوفاء‮.. ‬اسم‮ ‬وصفة‮ ‬وكلمة‮.. ‬إلا‮ ‬هنا‮ ‬في‮ ‬إب،‮ ‬فإنه‮ ‬حياة‮ ‬وعيش‮ ‬وآيات‮ ‬بينات‮ ‬في‮ ‬صدور‮ ‬خضراء‮ ‬وقلوب‮ ‬بيضاء‮ ‬وجباه‮ ‬سمر‮ ‬وعيون‮ ‬يسكنها‮ ‬الوطن‮ ‬ويفترش‮ ‬سوادها‮ ‬اليمن‮.‬
كانت‮ ‬الحرية‮ ‬تشهد‮ ‬جمعها‮ ‬العظيم‮ ‬وتجلّـيها‮ ‬الأعظم‮ ‬الأكمل‮ ‬الأتم‮..‬
وكان‮ ‬الشعب‮ ‬ينزرع‮ ‬في‮ ‬شعاب‮ ‬القلب‮ ‬وحقول‮ ‬جاورت‮ ‬الميدان‮ ‬الذي‮ ‬امتلأ‮ ‬بالأوفياء‮ ‬حد‮ ‬الشهادة‮.. ‬المؤمنين‮ ‬حد‮ ‬التوحد‮.. ‬حد‮ ‬اليمن‮.‬
كان أبناء إب يهتفون للوطن للقائد للأمن وللاستقرار.. للحياة.. ولم تكن موقعة الثلاثاء العظيم وتلك الحشود العظيمة إلاّ واحدة من أساطير الحقيقة ومحالات الإمكان.. وفي إب رجال صدقوا الوطن البذل، وأخلصوا لليمن النيات والصلوات..
حمَّـلونا‮ ‬أمانة‮ ‬ثقيلة،‮ ‬ومسئولية‮ ‬جسيمة،‮ ‬وديناً‮ ‬أثمن‮ ‬من‮ ‬كل‮ ‬الدنيا،‮ ‬حمَّـلونا‮ ‬أمانة‮ ‬الوفاء،‮ ‬وجسامة‮ ‬العطاء‮ ‬وشرف‮ ‬التضحية‮ ‬وصدق‮ ‬الحب‮.‬
«حملونا الثقيل» كما يقول العامة الحكماء.. واذا كانت الدنيا قد نسيت لون البطولة وطعم البراءة ونكهة الفداء فإن في إب رجالاً لاتزال الدنيا تحتاجهم وتحتاج ان تجثو بين أيديهم وتمسح عن اقدامهم العرق، وتتعلم منهم دروس الوطنية وأخلاق العباقرة الأنبياء وصدق المحبة‮ ‬والحب‮ ‬والإغداق‮ ‬في‮ ‬العطاء‮ ‬بغير‮ ‬منّ‮ ‬ولا‮ ‬حساب‮ ‬ولا‮ ‬انتظار‮ ‬جزاء‮.‬
إنهم هم.. عيون الحرية في الزمن السلعة..آباء الإباء والعزة على مافيهم من بساطة ولين وشظف في العيش.. عباقرة الوطن المحروس ببطولات ابنائه الحزانى القديسين.. شهداء المشروع اليمني الأقدس.. الحلم اليمني الأنفس.. الاسطورة اليمنية الموشَّـاة بهتافات الروح وخفق السماوات‮ ‬الأقرب‮ ‬الى‮ ‬الله‮..‬
انهم‮ ‬أوفى‮ ‬الرجال،‮ ‬وأصدق‮ ‬الرجال،‮ ‬وأطهر‮ ‬الرجال،‮ ‬وأحب‮ ‬أهل‮ ‬اليمن‮ ‬الى‮ ‬اليمن‮.‬
وبعد‮ ‬اليوم‮... ‬بعد‮ ‬الشهادة‮ ‬في‮ ‬حضرة‮ ‬الوطن‮ ‬وعلى‮ ‬شرف‮ ‬الأم‮.. ‬اليمن‮. ‬غير‮ ‬مسموح‮ ‬لأحد‮ ‬أن‮ ‬يحدثنا‮ ‬عن‮ ‬التراجع‮ ‬او‮ ‬الفشل‮.. ‬
دفع أبناء إب ضريبة نجاح التجربة والمرحلة والاستحقاق.. أدوا حق النصر وفدوا اليمن وأهله والتجربة بأرواحهم.. فمن ذا الذي يجرؤ بعد اليوم ان يحدثنا عن الفشل والهاوية والكارثة..ومن ذا الذي يملك ان يسلبنا حقنا في الاطمئنان الى تداول عاقل، وتنافس بمعنى الرجولة والشرف،‮ ‬ومستقبل‮ ‬أنصع‮ ‬من‮ ‬كل‮ ‬قلوب‮ ‬المأزومين‮ ‬والمهزومين‮ ‬المخذّلين‮.‬
العشرون‮ ‬من‮ ‬سبتمبر‮ ‬ضمن‮ ‬النجاح‮ ‬في‮ ‬الثاني‮ ‬عشر‮ ‬منه‮.. ‬الغد‮ ‬شهد‮ ‬ولادته‮ ‬الكاملة‮ ‬اليوم‮.. ‬واليمن‮ ‬الجديد‮ ‬تحرك‮ ‬وامتطى‮ ‬معراج‮ ‬الشهداء‮.. ‬ولن‮ ‬نفشل‮.. ‬ولن‮ ‬ننهزم‮.. ‬هكذا‮ ‬أراد‮ ‬الأباة‮ ‬في‮ ‬إب‮ ‬وهكذا‮ ‬سيكون‮.‬
أيها‮ ‬النازلون‮ ‬في‮ ‬صلوات‮ ‬الوطن‮ ‬الأشرف‮ ‬الأعظم‮.. ‬الأقدس‮.. ‬ايها‮ ‬الاوفياء‮.. ‬يا‮ ‬أهلنا‮ ‬ويا‮ ‬أشرفنا‮.. ‬لله‮ ‬أنتم‮ ‬ولله‮ ‬دركم‮ ‬من‮ ‬رجال‮..‬

تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 01:09 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-796.htm