توفيق الشرعبي- فيصل عساج -
❊ بشكل عام من يتابع أداء البرلمان أنه استطاع أن يتجاوز القصور الذي كان حاصلاً في دوراته السابقة، وهذا دليل على نضج التجربة الديمقراطية في بلادنا وتطورها المضطرد.. وللوقوف أمام الأدوار والمهام التي أنجزها مجلس النواب خلال السنوات الماضية استقرأنا آراء بعض البرلمانيين.
حيث أشار النائب عبده بشر إلى أن هناك مشروعات قوانين عدة وقف أمامها مجلس النواب وناقش مواضيعها وتم اصدارها خدمةً للوطن.. كما أنه أنجز العديد من الخطط التنموية.
وأضاف: أن مجلس النواب شهد تطوراً كبيراً في أدائه وإن لم يكن عند المستوى المأمول الا انه كان تطوراً ملفتاً.. ولعل مرحلة الاستجواب الحكومي تعدُّ بادرة طيبة تحصل لأول مرة في تاريخ البرلمان اليمني.. وهذا تقدم كبير من الجانب الرقابي للنواب وخطوة جبارة في مكافحة الفساد..
وقال: إن ما حققه مجلس النواب لا ينكره حزبٌ ولا جماعة ومن يقول غير ذلك فعليه مراجعة المهام التي قمنا بها..
إنجازات ملموسة
من جانبه أوضح عبدالله حسن خيرات أن النجاحات والانجازات الملموسة التي قام بها مجلس النواب ظاهرة للعيان وجُسّدت من خلال النزولات الميدانية والزيارات المتكررة للجان البرلمانية والتي تلمست كثيراً من جوانب القصور للأداء التنفيذي..
مضيفاً: لقد قدم مجلس النواب كثيراً من التقارير المهمة والتوصيات الملزمة وتابعها وأشرف على تنفيذ بعضها.. كما أن البرلمان كان له دور مهم في الوقوف الجاد على التقارير المقدمة من الحكومة بل واستمع الى الحكومة أكثر من مرة وناقش معها الجوانب الخدمية.. بالاضافة الى وقوفه على الموازنات العامة للدولة خلال السنوات الماضية.
ونوّه خيرات الى أن التقارير التي قدمها المجلس بخصوص إحالة بعض المخالفين الى النيابة العامة تعكس الواقع البرلماني المتطور والجاد في مهامه.
واختتم حديثه قائلاً: هناك إنجازات قام بها البرلمان -لا يتسع المجال هنا لذكرها- عملت على الاسراع في مسيرة التنمية وحققت خدمات عامة وأفادت الصالح العام ولبَّت كثيراً من احتياجات المواطنين.. مشيراً الى أن دور كتلة المؤتمر الشعبي كان واضحاً في تطور أداء مجلس النواب..
وقفة جادة
ووفقاً للنائب عبدالوهاب عامر فإن أغلبية النواب هم السبَّاقون في تنشيط مهام البرلمان والإصرار على تقديم المسؤولية بمعناها الصحيح لما من شأنه خدمة الوطن..
وأضاف: وإنْ كان هناك قصور في أداء البرلمان فهو نتاج العويل والصراخ والشكاء والبكاء الذي أدمنته كتلة أحزاب المشترك.
ونوَّه عامر الى أن المرحلة استدعت وقفة برلمانية جادة وهذا ما كان بالفعل وجسدته أغلبية المؤتمر في البرلمان من خلال الاتفاقات والمنح والهبات التي يحتاجها الوطن وتتطلبها المصلحة العامة.. لذا كانت أغلبية المؤتمر عند المسؤولية للمصادقة على الاتفاقات الهادفة الى تنشيط التنمية والعمل بوتيرة عالية، كما أن هناك اتفاقات رفضتها الاغلبية لأنها نظرت اليها عن بُعد، وجنبت البلاد مآزق قانونية كالذي حصل مع شركة هنت على سبيل المثال..
وقال عامر: لقد وقف البرلمان أمام قضايا غاية في الاهمية كإعطاء المرأة مساحة واسعة للمشاركة ونيل حقوقها في مختلف المجالات، وكذلك منظمات المجتمع المدني في إطار ما سمح به الدستور.. ومناقشة التشريعات الخاصة بمشروعات القوانين المقدمة من الجانب الحكومي، بالاضافة الى المشروعات التي يتقدم بها بعض الزملاء..
موضوعية
ويرى محمد عبدالله الجبري -عضو مجلس النواب -أن ما قام به مجلس النواب لابد أن يُنظر اليه بموضوعية وحيادية، بعيداً عن المناكفات الحزبية، فبالعودة الى الاستراتيجية الوطنية للوظائف والاجور وقانونها، وكذلك قانون مكافحة الفساد وقوانين التعرفة الجمركية والإقرار بالذمة المالية، وتعديلات قانون ضريبة المبيعات، والمناقصات والمزايدات والمخازن الحكومية وغيرها من مشروعات القوانين، بالاضافة الى الاتفاقيات، والنزولات الميدانية ورفع تقارير عنها.. كل هذا إذا نُظر اليه بمصداقية سيجعلنا ننصف البرلمان ونثني على أدائه..
معتبراً كتلة المؤتمر الشعبي العام صاحبة الأفضلية فيما حققه البرلمان، ولا ننكر دور الكتل الاخرى.. فالبرلمان بشكل عام يمثل الوطن والشعب كافة.
وأشار الجبري الى أن البرلمان توَّج إنجازاته بوقفته الجادة أمام قانون الانتخابات وتشكيل اللجنة العليا ورفض اسلوب التلاعب والمماطلة الذي انتهجته كتلة المشترك.
توظيف سياسي
أما النائب محمد ناصر الحميري فقال: نحن راضون عما قدمه البرلمان خلال الفترة الماضية في جانبيه الرقابي والتشريعي، وتقديم التقارير الرقابية المهمة، بالاضافة الى تحريك الاسئلة والاستجوابات التي يقدمها اعضاء مجلس النواب الى الجانب الحكومي.
واعتبر تصريحات بعض نواب المشترك للتقليل من دور البرلمان، أنها توظيف سياسي ليس إلا..
مشيراً الى أن البرلمان قدم أنموذجاً راقياً في مساندته لمسيرة التنمية من خلال تفعيل دوره الرقابي ورفع التقارير المحتوية على توصيات جادة ومصاغة وفقاً للدراسة الواقعية وملامسة المشكلة عن قُرب.
كما أن المجلس وقف أمام شكاوى المواطنين بمسؤولية تامة وكان دوماً الى جانب المستضعفين وشكّل اللجان البرلمانية الاستثنائية للنزول الميداني وتقصّي الحقائق بخصوص الشكاوى المقدمة اليه من أية منطقة كانت..
وقال الحميري: لابأس أن تكون هناك انتقادات حقيقية توضح القصور وتعمل على تفعيل أداء المجلس لتلافي ذلك القصور.. كما اننا لا ننكر أن العمل البرلماني تتخلله هفوات لكن هذا لا يعطي الحق لأيٍّ كان أن يزايد على التطور الذي وصل اليه مجلس النواب، او الجهود التي بذلتها كتلة المؤتمر في مختلف مهام البرلمان.
واختتم حديثه بقوله: ان التقييم الموضوعي والميداني لأداء النواب سيؤكد أننا أمام مجلس نيابي قوي أدى عمله ومهامه بطريقة قوية وصحيحة..
الرأي العام
واعتبر الشيخ ناجي القوسي -عضو مجلس النواب تقييم أداء البرلمان يتطلب الرجوع الى مشروعات القوانين والتقارير المقدمة الى المجلس والتي تم مناقشتها أمام الرأي العام.
مضيفاً: أن اللجان البرلمانية والتي يبلغ عددها (20) لجنة عملت بكل طاقاتها وبذلت الجهود الجبارة وتحملت اعباء النزولات الميدانية ولامست هموم الناس واطلعت عن كثب على مدى تنفيذ المشاريع التنموية ورفعت بذلك تقاريرها وقدمت توصياتها وعملت الى جانب بقية اعضاء البرلمان على متابعة تنفيذ الجانب الحكومي للتوصيات.. وبخصوص ما قدمته كتلة المؤتمر الشعبي العام أكد النائب القوسي.. أن الرد يتضح جلياً لكل من يشاهد التصويت على الاتفاقيات والقروض والمنح التنموية.. أي حينما تمتنع بقية الكتل عن التصويت وهي تعلم أن بلادنا بأمسّ الحاجة لمثل هذه القروض والمنح لتلبية حاجيات المناطق من المشاريع الخدمية.
وخلص القوسي الى القول إن الشعب خير من يقيّم أداء السلطات لأنه أول من يلامس انجازاتها.
| 
البرلمان.. تقييم من الداخل