د.خالد الحريري* - -
إن الأزمات التي تحدث في العديد من الدول ما هي إلا تغييرات مفاجئة تطرأ على البيئة الداخلية أو الخارجية للدولة دون توقع لها أو فرض لتجنبها , وكثيرًا ما يقال إن كل أزمة قد تحتوي بداخلها بذور النجاح وجذور الفشل أيضًا . ومجالات الأزمات كثيرة ومتعددة ولا نستطيع حصرها أو تصنيفها بل يمكن القول إن الأزمات المرتبطة بعوامل ومتغيرات سياسية او اقتصادية او اجتماعية قد تأتي عن قصور فى بعض الجوانب التى ادت الى حدوثها او قصور فى توقع هذه الأزمات والتخطيط لمواجهتها أو عوارض ومتغيرات خارجية . كما أن بعض الأزمات تحدث خارج نطاق سيطرة الدولة مثل الأزمات الناتجة عن كوارث او عوامل ومتغيرات طبيعية . ويصل التحدي إلى ذروته في مرحلة وجود الأزمة فعلاً حيث يتطلب الأمر القيام باتخاذ أصعب القرارات وأسرعها . ومهما كانت قدرات القيادات في التنبؤ بالمشكلات أو التعامل معها إلا أن الأزمات Crises قد/أو لا بد أن تحدث. والتعامل معها يتطلب التفكير السريع في عدة بدائل للاختيارات, على أن يكون الابتكار والمرونة دعامتين أساسيتين في التعامل مع الأزمة أو اتخاذ القرار بشأنها. ولاشك أن التعامل الفعال مع الأزمات وإدارتها يحتاج إلى توافر قيادات ومهارات استثنائية , تمتلك روح المبادرة والقدرة على التصرف السريع في معالجة آثار ونتائج وأسباب هذه الأزمات .واحتوائها من خلال آليات وأساليب فعالة ومتعددة . وقد أبرزت الأزمات أو الكوارث التي مرت بها اليمن الحبيبة مدى قدرة وحنكة الرئيس القائد – حفظه الله – على الإدارة الفعالة والتعامل الحكيم مع الأزمات بمختلف أنواعها السياسية والاقتصادية او الاجتماعية بالإضافة إلى الكوارث الطبيعية التي أصابت العديد من مناطق وأجزاء بلدنا الحبيبة وآخرها ما تعرضت له بعض المناطق في محافظات المهرة وحضرموت مؤخرا من كوارث نتيجة الأمطار الغزيرة التي من الله بها على هذه المناطق .وأحدثت تدميراً بالغاً في العديد من مشروعات البنية التحتية ومساكن المواطنين وممتلكاتهم في هذه المناطق بالإضافة إلى حالات الوفاة والإصابات المتنوعة بين سكان هذه المناطق . لقد تابعنا ولمسنا جميعا مدى اهتمام وحرص الرئيس القائد على المعالجة السريعة لأثار هذه الكارثة وتواجده في مناطق حدوثها ومتابعته الشخصية لأوضاع هذه المناطق والأضرار التي أصابتها وتفقده لأحوال سكان هذه المناطق وتلمسه عن قرب لاحتياجاتهم ومتطلباتهم, وتوجيهاته الصارمة والسريعة لمختلف جهات الاختصاص بسرعة التصرف في معالجة أثار هذه الكارثة واحتواء أضرارها وإعادة الأمور إلى طبيعتها في مختلف المناطق المتضررة . ولعل من ابرز دلائل نجاح الرئيس القائد في إدارة هذه الأزمة أو الكارثة مالمسناه جميعا من تجاوب سريع وتفاعل كبير من القطاع الخاص وبعض رجال الأعمال في الداخل والخارج وبعض الدول والمنظمات لتقديم المعونات المالية والمادية اللازمة للإسهام في معالجة آثار هذه الكارثة وإعادة البناء والاعمار في مختلف المناطق المتضررة. وختاما أود الإشارة إلى أن ماتناولته في هذه المساحة يعد نموذجاً بسيطاً وحياً لمدى كفاءة وقدرة ومهارة الرئيس القائد في التعامل مع الأزمات وإدارتها بفاعلية , حيث لايتسع المقام لذكر الكثير من النماذج أو الأمثلة الواقعية فى هذا الجانب . وكلما أتمناه فى الختام أن نستفيد جميعا أفراد ومنظمات وأحزاب من هذا النموذج الرائع فى إدارة الأزمات والكوارث والتعامل معها بروح الفريق الواحد بعيدا عن الخلافات والمماحكات السياسية او الحزبية , واضعين نصب أعيننا ما يقوله الرئيس القائد ويكرره باستمرار من أننا جميعا في سفينة واحدة هي اليمن ومصلحتنا جميعا ان نحافظ على هذه السفينة من كل العواصف والأزمات ونعمل كفريق واحد مع قائد هذه السفينة وربانها الماهر للوصول بها إلى شاطئ الأمان والسلامة والازدهار . والله معنا. ========== • استاذ التسويق المساعد جامعة تعز