الثلاثاء, 28-أكتوبر-2008
الميثاق نت -  ابن النيل -
في معظم بلدان العالم التي اعتمدت مبدأ الديمقراطية سبيلاً لمواكبتها روح العصر، إنْ لم يكن في مجملها، تسعى المعارضة دائماً وأبداً، وبكافة السبل والوسائل ، المتاحة والممكنة، الى أن يكون لها دورها المستحق في صُنع القرار السياسي في بلدانها، بحيث لا يستأثر حزب‮ ‬السلطة‮ ‬لوحده‮ ‬برسم‮ ‬سياسات‮ ‬الدولة،‮ ‬دونما‮ ‬يكون‮ ‬لها‮ ‬نصيب‮ ‬في‮ ‬هذا‮ ‬الاتجاه‮.‬
أما في »بلاد اليمن« وعلى حداثة تجربتها الديمقراطية، فالأمر مختلف تماماً، ذلك أن حزب السلطة هو الذي يسعى من جانبه، الى إشراك معارضيه في صياغة ملامح الحياة السياسية العامة، رافضاً عزوفها عن مشاركته هذا الشأن تحت أية ذريعة كانت، وهو ما يُحسب له بالضرورة، إذا نحن أخذنا بعين الاعتبار فرضية امتلاكه كامل الأحقية في الانفراد بتسيير شؤون الدولة، وفقاً لتوجهاته ورؤاه، باعتباره صاحب الاغلبية، وعلى الآخرين إشهار اعتراضاتهم أو تحفُّظاتهم على تصرفاته في هذا الجانب أو ذاك، دونما إدارة ظهورهم للحراك السياسي، أو امتناعهم عن‮ ‬المشاركة‮ ‬في‮ ‬تفعيل‮ ‬المسار‮ ‬الديمقراطي‮ ‬لبلادهم‮.‬
ويأتي حرص فخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح على ضرورة أن يشارك أركان التعددية السياسية ، سلطة ومعارضة، في خوض غمار الانتخابات النيابية القادمة، متمثلاً في تكليفه مستشاره السياسي الدكتور عبدالكريم الارياني -وهو رجل المهام الصعبة في اعتقادنا- بمهمة التواصل مع احزاب »المشترك«، وطرح أفكار فخامته الجديدة في هذا الصدد على جميعها، تأكيداً لما تعمدت الاشارة اليه، من حيث أوجه الاختلاف ما بين التجربة الديمقراطية اليمنية وغيرها من التجارب الانسانية المماثلة.
ونبقى على أمل أن تتحلَّى أحزاب المشترك هذه بحكمة المنطق أو بمنطق الحكمة، هذه المرة، مدركةً في ذلك أهمية تغليبها المصلحة الوطنية العليا، على كل ما عداها من مصالح حزبية أو ذاتية ضيقة ومحدودة.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:47 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-7981.htm